جاء تصريح رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي عن “تزايد عدم الثقة” في أوروبا تجاه موقف ألمانيا من أوكرانيا، ليسلط الضوء على ما وصفه خبراء بـ”تناقض” سياسة المستشار أولاف شولتز إزاء الحرب ودور واشنطن فيه.
وفق خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن شولتز يسير مضغوطا بين المعارضة الداخلية للتصعيد مع روسيا، وإلحاح واشنطن بتقديم برلين ما يلزم لتسليح أوكرانيا.
وقال مورافيتسكي، الذي يؤيد تسليح أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة، في حديث صحفي إنه يوجد عدم ثقة في المواقف الألمانية، منتقدا دعوة شولتز للحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
جاءت انتقادات رئيس الوزراء البولندي بعد رفض شولتز تزويد كييف بالطائرات المقاتلة، وتحذيره من “خطر التصعيد”.
برلين تخشى المواجهة
يعلق السياسي البولندي كاميل جيل كاتي، بأنه منذ بدء الحرب تتخذ ألمانيا موقفًا متراجعا مقارنة بباقي الدول التي ساندت كييف بشكل مباشر وسريع.
ويُسرد جيل كاتي أسباب الموقف الألماني كما يراها:
- برلين تخشى الدخول في صراع مباشر مع موسكو.
- تحاول تجنب أزمة اقتصادية.
- انقسام الداخل الألماني حول حجم دعم كييف.
- الانقسام في الائتلاف الحاكم حول موسكو يجعل شولتز في موقف صعب.
- وعما وصلت إليه الحرب وهي تدخل عامها الثاني، يقول السياسي البولندي إنه من الصعب وصفها بصراع محدود بين دولتين فالوضع يتجه نحو مزيد من التصعيد بين الجميع وهذا ما يجعل برلين بعد عام من محاولة إظهار الحياد تظهر بشكل المتخبط.
آخر مواقف شولتز
- قال شولتز خلال كلمة في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس: “حتى تنتهي الحرب، يجب أن تفشل العملية العسكرية الروسية”.
- وافق على إرسال 14 دبابة “ليوبار 2″، التي ألحت كييف في طلبها، وذلك بعد طول تردد.
- بعدها، أكد المستشار الألماني أن بلاده لن ترسل طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، رغم تكثيف كييف دعواتها الغرب إلى تسليمها أسلحة أكثر تطورًا.
وفيما يتعلق بمسألة تسليم دبابات “ليوبارد” إلى أوكرانيا، تعرض شولتز لانتقادات شديدة من حزبه المنقسم حول الأمر، وكذلك من المعارضين الديمقراطيين المسيحيين الذين دعوا “الحزب الديمقراطي الحر” و”حزب الخضر” إلى رفض التعاون مع أعضاء حزب شولتز، وتشكيل حكومة جديدة معهم؛ كما شهدت برلين مظاهرات للتنديد بتزويد أوكرانيا بالدبابات وأنواع أخرى من الأسلحة.
غضب أميركي
عن دور واشنطن في تشكيل مواقف برلين، يقول أوليغ أرتيوفسك، الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة “فولسك” العسكرية:
- واشنطن مارست خلال الأشهر الماضية ضغطًا متزايدًا على برلين من أجل دعم كييف، ومحاولة توحيد الموقف الأوروبي المنقسم حيال عملية روسيا العسكرية.
- ألمانيا تدرك جيدا أن تصعيد الحرب في أوكرانيا يعمل على تنشيط النفوذ الأميركي في المنطقة على حساب الناتو، بخلاف توريط أوروبا في حرب مباشرة وعداء مع موسكو.
- شولتز يواجه معارضة شديدة من اليمين واليسار في ملف توفير الأسلحة الثقيلة لكييف، وهذا واضح من خلال عدم إعلان الموعد النهائي حتى الآن لتسليم الدبابات إليها.
وعن غضب واشنطن من برلين كشف رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، كريستوف هيوسغن، الإثنين، عن عدم رضا البيت الأبيض خلال الأشهر الماضية عن دور المستشار الألماني، بسبب تردده في توريد أسلحة ودبابات إلى أوكرانيا لقدرتها على مواجهة روسيا.
وتابع هيوسغن أن الحكومة الأميركية “كانت تتوقع أن ألمانيا ستدعم أوكرانيا من البداية بشكل مباشر، وسلمت واشنطن الكثير من الأسلحة بحوالي 10 أضعاف الأسلحة التي سلمتها برلين إلى كييف، لكن لا أعرف أين سنكون نحن الأوروبيون في دعم أوكرانيا بدون الأميركيين، أو أين سيكون الروس الآن”؟
- المصدر : اسكاى نيوز