أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن الله تعالى قد أمر المسلمين بالاعتصام والاجتماع على كلمة واحدة، فقال تعالى :” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ”، كما نهى سبحانه عن الفرقة والاختلاف فقال سبحانه “إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم فى شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون”.
وأوضح المركز، أن الله سبحانه وتعالى أمر عباده باتباع صراطه المستقيم، ونهاهم الله عن الابتعاد عن أى طريق يصرف الناس عن اتباع الحق، فقال تعالى «وأن هذا صراطى مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون».
وأوضح مركز الأزهر أن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله والفهم الصحيح لهما وفق مقاصد الشريعة وأساس اجتماع الكلمة، ووحدة الصف والابتعاد عن الفتن وأسبابها هو السبيل الوحيد لإرضاء الله، مضيفاً، بدا واضحًا للعامة والخاصة والصغير والكبير ما قامت به الجماعات الإرهابية من تشويه لبعض النصوص واقتطاعها من سياقها واستخدامها لتحقيق أهداف أو مآرب شخصية وإفساد فى الأرض بعد إصلاحها من خلال غرس الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، بل أبناء الإنسانية كلها، ورمى المجتمعات بالكفر وغير ذلك، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر أ. د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، على ضرورة العمل جديا على نشر ثقافة السلام والعيش المشترك في وئام ومحبة وتعاون لما فيه خير ونفع البشرية، لتكون هذه المبادئ طوق نجاة للإنسانية، مؤكدا أن الإسلام هو دين السلام والمحبة والأخوة بين البشر، يأمر الناس بالعيش معا في سلام لإعمار الأرض والتعاون على الخير والبر، فيقول تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2] وينهاهم عن الشر وإلحاق الأذى بالآخرين، فيقول تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة 2].
شيخ الأزهر الشريف قال إن جهودا عديدة تُبذل لنشر قيم السلام والمحبة والتعاون بين البشر من قبل مجلس حكماء المسلمين، لما فيه سعادة البشرية، ومن أبرز هذه الجهود:
أرسل مجلس حكماء المسلمين 15 قافلة للسلام تجوب العالم شرقا وغربا، بهدف نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش المشترك، شملت العديد من الدول أبرزها: (إفريقيا الوسطى، كولومبيا، كينيا، إيطاليا، أمريكا، ألمانيا، إسبانيا، جنوب إفريقيا، باكستان، إندونيسيا، تشاد، نيجيريا، فرنسا) كما عقد مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع الأزهر الشريف العديد من المؤتمرات الدولية لتعزيز قيم الخير والمحبة والسلام، من أبرزها: المؤتمر الدولي «الحرية والمواطنة.. .تنوع وتكامل» 2017، وذلك بمشاركة أكثر من 50 دولة. والمؤتمر العالمي للسلام، 2017، بحضور البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وقادة وزعماء الأديان حول العالم.
كما تم اعتماد «وثيقة الأخوة الإنسانية»، وهى الوثيقة الأبرز في التاريخ الإنساني المعاصر، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د.أحمد الطيب، وشيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، على أرض دولة الإمارات، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات.
أضاف فضيلة الإمام أحمد الطيب أن مجلس حكماء المسلمين أطلق أيضا منتدى شباب صناع السلام، الذي شارك فيه نخبة من الشباب من أصحاب المبادرات الخلاقة، من الشرق والغرب، ليقودوا نقاشات تتعلق بدورهم في بناء السلام العادل ونشر ثقافة التعايش المشترك والاندماج.
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن الإسلام دعا إلى السَّلام والاتحاد والوفاق، ونبذت تشريعاته الراقيةُ النزاعَ والفرقةَ والشِّقاق؛ بين أبناء الأمة الواحدة؛ قال سبحانه في مُحكَم التَّنزيل: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92]، وقال أيضًا: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}. [آل عمران: 103]
واضاف مركز الأزهر العالمى أن الإسلام حرّم جميع الدِّماء المعصومة، دون تفرقة بينها على أساس دين أو لون أو انتماء، وجعل الاعتداء عليها جريمةً عظيمة وإثمًا كبيرًا؛ قال سبحانه: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
وجه المفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادي تحذيرا للعرب والمسلمين، مؤكدا أن اكثر الدول العربية شعوبها تنتمي إلى الإسلام، والإسلام عقيدة وفرائض وشريعة ومنهاج، وشروط المسلم المؤمن الحق طاعة الله فيما بلغه الرسول عليه السلام عن ربه، ويُعرف المسلم الحق بسلوكه وأعماله ومعاملاته مع الناس. ومن أهمها،
أمر الله سبحانه للمسلمين بقوله (وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًۭا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ ۚ )، وأمر الله سبحانه ( وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفْشَلُوا۟ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ )، وأمر الله سبحانه
(ۘوَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ ۚ ) موضحا أن تلك أوامر الله للمسلمين، وطاعة الله مُلزمة وواجب تنفيذها على كل مسلم، ومن يخالف أوامره فقد عصى الله وأخلّ عهده في إسلامه.
المفكر على الشرفاء أكد فى تحذيره للعرب والمسلمين أنه إذا لم يتم تطبيق الآيات المذكورة في العلاقات بين الدول العربية واعتبارها دستورا مقدساً يطبقونه في علاقاتهم مع أشقائهم، فقد هجروا القرآن وتخلوا عن شرعة الله ومنهاجه، لذلك يجب أن تكون أوامر الله المذكورة أعلاه العناصر المؤسسة للعلاقات العربية توضع عنوانا ملزمًا لكل القيادات العربية في ميثاق الجامعة العربية إن كانوا مسلمين حقاً وصادقين مع الله في طاعته التي ستحقق لهم الأمن والأمان والعزة والوحدة وصد العدوان والحفاظ على حماية الأوطان وضمانة لحقوق الإنسان، ومواجهة البغي والظلم والطغيان، وإلا فليستعدوا للحساب يوم القيامة فلن تنفعهم أنانيتهم ولن تذود عنهم مصالحهم الشخصية ولن يحميهم من العقاب سلطاتهم الدستورية يوم الحساب.
وتساءل «الشرفاء» هل التزم المسلمون بما أمرهم الله وبلغهم رسوله عليه السلام ليحققوا السلام والأمن في مجتمعاتهم ومواجهة اعدائهم بوحدة متراصة وقلوب مؤمنة نذرت أرواحها للذود عن أوطانها وحماية قيمها الالهية التي تنشر السلام للناس جميعاً؟ لماذا تم إغفال الأوامر الالهية وتم إختطاف رسالة الإسلام وإغتيال أهدافها السامية؟
ألا يعتبر كل من يخالف تلك الأوامر الالهية التي وردت فقط في ثلاث آيات عاصيا لله وأنه لم يلتزم بعهده مع الله؟ ولو اتبع ما امرهم الله (حكاما ومحكوما) لما حدثت المآسي في العالم الإسلامي منذ وفاة الرسول عليه السلام الى اليوم ؟
وهل من نقض عهده مع الله يمكن الاعتماد عليه والثقة به في المعاملات
والعلاقات السياسية والدفاع المشترك عن القضايا العربية؟
يستكمل «الشرفاء» ” وليعلم الجميع أن أجل الإنسان يحوم حوله، لن تمنعه الجيوش ولا أجهزة الأمن ولا الأموال، كلٌ سيأتيه يوما يقضي الله فيه أمره وينقضي أجله في أي لحظة، كما قال سبحانه وتعالي {قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِى ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ ۖ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌۭ} فلا يستخف الحكام بقضاء الله ولا تلهيهم تجارة ولا متعة ولا ترف ولا قوة عن أمر الله ولينظروا إلى التاريخ القريب كم من جبار قسمه الله حين جاءه أجله، وكم طاغية إنهارت قواه وأصبح يستجدي العون على قضاء حاجته، وكم ظالم ظن أنه خالداً فأتاه أجله في لحظة لم يحسب لها حساباً، وكم ذكرت آيات الذكر الحكيم من العبر، وكم سقطت عروش وإمبراطوريات تحت أنقاض الحجر، وكم بادت حضارات على مر الزمن، فلا مفر من الله”.
ويتساءل المفكر العربى على محمد الشرفاء، هل أدرك الإنسان العبر؟ وهل استعد ليوم لن ينفعه غير اتباعه قول ربه في آياته وما ذكر حتى الرسل والأنبياء مآلهم يوم يقضي الله فيه ما أمر وحين ينظر الناس في يوم الحساب بحسرة لا يملكون من أمرهم شيئا إلا انتظار القدر وتسألهم الملائكة الغلاظ الشداد حينها كما وصف الله في قوله لهم
( أَلَمْ تَكُنْ ءَايَـٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ،، قَالُوا۟ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًۭا ضَآلِّينَ ) المؤمنون(١٠٥/١٠٦) .