أكد الأسير المحرر اللواء فؤاد الشوبكي، أنه سيواصل العمل في خدمة القضية الفلسطينية حتى آخر نفس، ولن تثنيه عن ذلك سنوات عمره المتقدم، ولن تدفعه فترة اعتقاله وحكمه التي وصلت الى 17 عاما إلى التقاعد.
وقال لـ”وفا”: “حتى أموت سأظل أناضل من أجل القضية الفلسطينية، وفي إطار حركة فتح، ونقول ثورة ثورة حتى النصر ومعا وسويا حتى القدس”.
وأكد الشوبكي أنه لا ينتظر أن يتقلد أي منصب، وشدد على أهمية إنجاز الوحدة الوطنية بين كل التنظيمات، وإعادة زرع الثقة والمحبة بين مختلف الفصائل، واعتبار الجميع سواسية واخوة في المعركة مع المحتل.
وأشار الأسير المحرر اللواء فؤاد الشوبكي، إلى أن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها القيادة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس، لم تترك بابا إلا وطرقته طلبا للمساعدة بالوقوف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني في حريته واستقلاله.
وتابع: “حصلنا على عشرات القرارات الأممية، ورغم ذلك لم ينصفنا المجتمع الدولي، وهذا يتطلب منا المزيد من التضحيات لاستعادة حقوقنا المغصوبة”.
وحول الوضع المتوتر في ساحة السجون على خلفية قرارات وزير “الأمن القومي” في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير وتهديداته بتطبيق عقوبات وتضييقات بحق الأسرى، رجح اللواء الشوبكي، تصاعد الاحتجاجات وصولا إلى الإضراب عن الطعام، لتثبيت الإنجازات التي حققتها الحركة الأسيرة على مدار عقود طويلة من النضال.
وقال: “لا يوجد شيء صعب ما دام هناك قرار بالتحدي وإصرار على المواجهة، وفي السجون هنالك قرار جماعي بين كل الفصائل لمواجهة ما تحاول عصابة العربدة الحاكمة فرضه من إجراءات”.
وبخصوص وضعه الصحي، أكد اللواء الشوبكي أنه دخل السجن وهو يعاني فقط من “البواسير”، إلا أن ظروف اعتقاله بسن كبيرة ونقله بين معظم المعتقلات والأخطاء الطبية ومنها المتعمدة، أدت إلى تفاقم حالته.
وأوضح: “في 2006 كنت أعاني من البواسير فقط، لكن عدم علاجها بشكل صحيح أدى الى ازدياد المرض وتأثيره، وعندما كنت أطلب العلاج كانت إدارة سجون الاحتلال تعمد إلى نقلي بالبوسطة (سيارة نقل الأسرى ذات المقاعد المعدنية) التي لا تناسب حالتي الصحية، وكنت أمضي خمسة أيام في رحلة العلاج بين سجن عسقلان وسجن عيادة الرملة لأعود بمرهم فقط يوصي به الطبيب.
وذكر أنه بدأ يعاني من مرض في عينيه بعد عام 2010، وعندما طلب الحصول على العلاج، قال له أطباء إدارة السجون إن حالته تتطلب عملية جراحية نسبة نجاحها تصل إلى 90%، بيد أنه رفض الخضوع لها لقناعته بأن نسبة فشل العملية ستصل إلى 99% بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمدة.
وبين عامي 2013 و2014، وبينما كان يقبع في سجن “عوفر” تم تشخيص وجود كيس أسفل الكلية اليسرى عند شيخ الأسرى تتطلب إزالته عملية، وتم إبلاغه بإمكانية إجرائها بواسطة الليزر، وحين أودع غرفة العمليات تراجعوا عن ذلك بداعي أن لا حل سوى الجراحة.
وتابع: “ادعوا أنه يتوجب عليهم إجراء الجراحة لشكوك اعترتهم بإصابتي بالسرطان بعد تشخيص تضخم في حجم الكلية اليسرى، فقلت إن فحص الدم يكفي لقطع الشك باليقين”.
خلال تلك الجراحة، تم قطع عضلة البطن، واعترف الطبيب بأن ذلك ناجم عن خطأ طبي، “وتعهد بإخضاعي لعملية بعد ستة أشهر لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وعندما سألتهم عن الكيس الذي أخضعوني لجراحة لاستئصاله قالوا إنهم لم يجدوا أي شيئا”، تابع الشوبكي.
وأشار الشوبكي إلى بطنه المنتفخ، وقال: “هذا الكرش الذي ترونه بسبب الخطأ الطبي، أنا لم يكن عندي في تاريخ حياتي كرش. حين سألتهم أين الكيس؟ قالوا لم نجد كيسا، وأجرينا العملية، بعد أن وجدنا حجم الكلية اليسرى غير طبيعي وكنا نعتقد أن فيها ورما، فأخذنا قطعة وفحصناها وسحبنا دم، إلى أن اقتنعوا انه لا يوجد سرطان”.
نحن حقول تجارب بالنسبة لهم، تابع الشوبكي.
وبعد هذه الحالة التي استغرقت من عمر اللواء الشوبكي في الأسر عامين، وما زال يعاني من تبعاتها حتى اليوم، تبعها ادعاء أطباء إدارة سجون الاحتلال أنهم رصدوا تضخما في البروستات وقد يكون ذلك ناجما عن إصابته بالسرطان، ونصحوه بإجراء تدخل جراحي يفقده القدرة على الإنجاب.
وبعد الخضوع لعمليتين وإجراء العديد من الصور الطبية، حضر طبيب مسؤول ونفى إصابته بالسرطان، وما كان ذلك إلا وسائل للتعذيب النفسي والجسدي.
وبين الشوبكي أن فحوصات القلب والرئتين التي خضع لها بعد خروجه من المعتقل كلها مطمئنة، ولا يعاني سوى من مشكلة بالعيون، والكرش الناجم عن انقطاع عضلة المعدة بسبب خطأ طبي وإهمال متعمد.
وتحدث اللواء فؤاد الشوبكي عن التغيرات الاجتماعية التي طرأت على أسرته خلال سنوات اعتقاله، وأبرزها وفاة زوجته، متحدثا عن تأثرها بسبب الحكم الكبير الذي صدر بحقه، حيث كان مفاجئا للجميع، لأن محاميه كان عقد اتفاقا مع نيابة الاحتلال على الاكتفاء بالمدة التي قضاها في السجن، وهي خمس سنوات حين صدر الحكم، مؤكدا أن نيابة الاحتلال لم تطبق الاتفاق، وقد تغير الحكم ليلة إصدار القرار.
ووصف الشوبكي الأيام التي مرت في السجن وخصوصا بعض الظروف الاجتماعية مثل زواج أبنائه، بأنها “مرت غصبا عنه”.
وتزوج أربعة من الأبناء والبنات للشوبكي وهو رهن الاعتقال، وتساءل “كيف أزوج ابني دون أن أطلب له بنفسي، دون حضور كتب كتابه”، مشيرا إلى أنه كان يتواصل مع إخوانه من القيادات الفلسطينية في خارج السجن من أجل تلك المهمة.
وفي ختام المقابلة التي أجرتها معه وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، أكد اللواء فؤاد الشوبكي أنه يتوق لزيارة غزة. وقال: “طبعا أريد الذهاب، فغزة مدينتي التي ولدت فيها، ولها حق علي أن أزورها، فيها بيتي وأرضي، ولا أحد يمكن أن يمنعني من ذلك”.
المصدر: وكالة الانباء الفلسطينية