صدر حديثًا عن دار آفاق للنشر التوزيع وكتاب “الله رب العالمين ياناس” ضمن سلسلة جديدة تعنى بتجديد الخطاب الدينى للمؤلف عواد عبدالعزيز حمودة الذى عمد إلى إخراج هذا العمل للنور فى الوقت الراهن تزامنًا مع افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب ليواكب كتابه التغيرات الطارئة على لغة الخطاب الدينى ورغبته فى توصيل رسالة حقيقة عن صحيح الدين وكيف أن دين الله واحد وعباد الله كلهم واحد لافرق بين عربى وأعجمى إلا بالتقوى.
ويعد كتاب ” الله رب العالمين ياناس “الصادر عن دار آفاق رسالة حب ومودة ورحمة، رسالة تواصل حضارى وإنسانى من غير تطرف ولا تعصب ولا غلو ولا هوى ولا انحراف رسالة حب من غير قهر ولا إكراه، رسالة تبين أن الاختلاف سنة ربانية وأن فيه سعة وثراء ورحمة، رسالة تجديد للخطاب الدينى تدعو إلى تحطيم جدران الكراهية وإقامة جسور المحبة والتعايش والتسامح والسلام ودعوه إلى التقارب والتقريب و البحث عن “جوهر إنسانى مشترك ” لنحيا جميعا من غير ضيق ولا مضايقات بعيدا عن المذهبية الضيقة والشحن الطائفى والممارسات الطائفية بعيدا عن الأحقاد والعداوات وعن التصلب والتعصب الأعمى والانفلات وبعيدا عن العصبيات المنتنة.
وركز المؤلف فى كتابه على حقيقةً غائبة ساقها فى سياق سوْاله كيف نسينا أن “الله رب العالمين”؟! وأن رحمته وسعت كل شيء رحمة وعلما وقيومية، وأنه سبحانه له الأمر والخلق وإليه يرجع الأمر كله فهو سبحانه رب كل شيء ومليكه وهو جل وعلا رب العالمين.
وبنى عواد حمودة مشروعه الفكرى فى تجديد الخطاب الدينى فى كتابه “الله رب العالمين ياناس ” على الآية القرآنية {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَا آتَاكُمْ ۖ} فإن كان اختلافاً فليكن اختلاف رحمة وفهم لا غل ولا خصومات ولا حقد ولا عداوات وليكن اختلاف تنوع لا تضاد وليتم توظيف الاختلاف للتعارف والتعاون والتنافس فى الخير للناس عامة تصديقا لتعاليم نبى الانسانية محمد صلى الله عليه وآله وسلم { أن الرحمة رحمة الناس حتى يرحم الناس عامة} .وليعلم الجميع أن الله تعالى ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب إلا بطاعته وتقواه والإخلاص له فالناس كما يقول الإمام على ابن ابى طالب كرم الله وجهه صنفان “إما أخ لك فى الدين وإما نظير لك فى الخلق”.
نقلا عن اليوم السابع .