تعتبر ليبيا من أكثر الدول تنوعًا من حيث السكان ونتج عن هذا التنوع العديد من العادات الفريدة خاصة في مراسم الزواج ، حيث تكون متشابهة إلى حد ما في بعض الأماكن ومختلفة في أماكن أخرى .
وتبدأ هذه المراسم بالخطبة وهذه المهمة توكل إلى الأم أو لأحد أفراد الأسرة ، وقد يكون العروس لم يراها العريس طوال حياته إلا أنها إذا حظت بإعجاب الأم قد تكون زوجة له خاصة أن الأم تبحث أولا في محيط الأقارب ومواصفات ترتضيها لإبنها وتتوافق مع الأسرة ، وتقوم بوصف ملامح الفتاة لإبنها ، وعادة ما تتم الخطبة من القبيلة أو العائلة حفاظا على الميراث داخل الأسرة والعشيرة، يقومون فيها بقراءة الفاتحة والإتفاق على تفاصيل وتجهيزات الفرح والشبكة ومنزل الزوجين .
ويتم الإتفاق على مهر العروس، ويوجد العديد من المناطق في ليبيا متمسكون بدفع المهور لبناتهم حتى الآن .
وقبل شهر من الفرح ، تقام ليالي غناء تمتد على مدار الشهر ، يتزامن معها شراء ملابس العروس والعريس وتجهيزات المنزل بالأثاث ، كما تعلق الأضواء من يوم الجمعة الأولى فى أسبوع الفرح وينطلق ما يسمى “بالسهريات” ومفردها “سهرة” حيث يجتمع النساء كل ليلة طول أسبوع الفرح ابتداء من الجمعة إلى الخميس السابق للفرح وتقرع ما يسمى بـ”الدربوكة”، وترتفع الاغانى وتتزين النساء بأجمل الألبسة من الحرير ، وهو ما يسمى بالرداء في ليبيا ويرتدون الذهب ، وتقدم الحلويات والشاي والعصائر والشكولاتة .
أما عن تحضيرات العروس للفرح ، تبدأ الطقوس يوم الاثنين فيما يعرف بـ”يوم القفة” بمشاركة الفتيات حفلات السهر متزينات دون دخول الرجال عليهن نهائيا.
ثم تذهب يوم الثلاثاء إلى الحمام الخاص بالنساء أو “الزيانة”، وتتزين وتتجهز لليلة الحنة، وترتدي أجمل الألبسة وهي ما تسمى ببدلة الحنة المتميزة باللون الوردي والمعروف بـ”البودري”، وتعلو انغام الأغاني التراثية.
وبعدها ليلة الحنةويسمونها“الوشوشانة”
وتكمل العروس زينتها في ليلة الحنة ، حيث يتم إعداد البخور من خلال ما يعرف ”بالوشوشانة”، وتزين أطراف شعرها بالقلائد الفضية ، وتعرف بإسم “العنابر”، وترتدي العروس في هذا اليوم لباسا أزرقا مطرزا بفتلات ذهبية وفضية،
ثم تخرج العروس بعد تمام زينتها وتخطو في طريقها فوق سلة بها حناء من باب التفاؤل بحياة زوجية مستقرة وسعيدة.
ومع طلوع شمس يوم الفرح يقومون بذبح ما أعد للفرح سواء كان من العجول والإبل والأبقار ، ويتم تجهيز الغداء والعشاء عند العروس والعريس، وبعد وجبة الغذاء ينطلق أهل العريس بموكب من السيارات يحملون ما يسمى بكسوة العروس وذهبها ، ويقدم لهم المشروبات من أشهرها “اللوز والروزاطة”.
يرتدي العريس البدلة أو الزي الشعبي، وهو “البون” والعروس ترتدي الفستان الأبيض أو البدلة الشعبية .
وفي بعض المناطق التي تحتفظ بالتراث القديم حتى الآن تزف العروس على هودج مغلق محمول على جمل مكسو بستائر قطنية ، ويتقدم موكب العروس فارس يحمل علما أبيض ، وبعد سهرة الزفاف وقبل دخول المنزل تكسر العروس أمام العريس جرة مملوءة بالماء وهي إشارة على أنه صاحب السلطة وصاحب الكلمة .