لكل أمة من الأمم عاداتها وتقاليدها فى كل مناسبة من مناسباتها سواءً فى الحزن أو الفرح، وتختلف هذه العادات والتقاليد حسب طبيعة حياة الشعوب وبيئتهم، وتتحول مع مرور الزمان إلى موروث فكرى قديم يطلع عليه الأبناء بدهشة وانبهار، لأن هذه العادات مع تغير الزمن تتغير بما يناسب العصر الحديث والتكنولوجيا.
وسوف نقدم إليكم بعض عادات قطر القديمة فى الزفاف.
يتم التعارف بهدف الخطبة في قطر عن طريق امرأة تدعى “الخطابة” مهمّتها البحث عن فتاة صالحة للزّواج، وتبدأ مهمّتها بتكليف من أهل العريس مقابل أجرة محددة. تبدأ “الخطابة” بزيارة العائلات فيستضيفها الجميع أملاً في اختيارها لابنتهم، وعندما تجد الخطابة العروس حسب الصفات التي حددها أهل العريس تخبر أهلها بذلك، وتطلع أهل العريس على إيجاد عروس مناسبة لولدهم فتذهب الوالدة أو الخالة أو إحدى القريبات لتراها وتتعرف إليها.
الدزة وهي عبارة عن صرّة كبيرة تحتوي على ملابس العروس وجهازها إلى جانب صرّة صغيرة من الجهاز المالي تحتوي على مبلغ مناسب.
بعد تحديد موعد الزفاف تجهز العروس الخلّة وهي الحجرة المعدّة للزواج(غرفة النوم) في منزل أهل العروس، حيث يقضي العروسان ليلة الدخلة فتزيّن بالمرايا وقطع القماش الملونة والمزركشة.
يقضي الزوج مدّة أسبوع أو ثمانية أيام في الخلة قبل الانتقال إلى بيت الزوجية.
ليلة الحناء يقام في هذه الليلة احتفال تدعى إليه النساء من الأسرتين وبعض الأقرباء حيث تغطى العروس بملابس خضراء تستر كلّ شيء في جسمها ما عدا الكفّين والقدمين فتكونان جاهزتين لنقش الحناء. وتشارك أيضا النسوة والفتيات العروس فيقمن بتزيين أيديهن وأرجلهن، ويتخلل هذا الإحتفال عادة ضرب الدفوف وتوزيع المشروبات والحلويات .
وعند حلول ليلة الزفاف تتوافد النساء المدعوات إلى بيت العروس، ويتم تجهيز العروس بالملابس والحلي وكل أنواع الزينة.
أما العريس فيستضيف في منزله أقرباءه وأصدقائه وقبل صلاة العشاء تزفّه فرقة الرزيف الرجاليّة مع مدعوية إلى بيت عروسه مشياً على الأقدام حاملين المصابيح المرفوعة على أكتاف الشباب، ومع وصول الموكب تستقبله الفرقة النسائيّة بدفوفها وطبولها.ثم يدخل العريس غرفته ويبدأ الرجال بتقديم التهاني للعريس ، ومن ثم يغادر جميع الرجال المنزل بعد أن يُعطّروا بماء الورد والبخور. ثمّ تحمل العروس في سجادة تحملها أربع نساء وتزف إلى زوجها، وفي الوقت عينه تقوم والدتها بإعداد ما يسمى بالأجر مع الخدم . فتذبح الذبائح ويقوم الخدم بطبخ العيش مع اللحم طول الليل وفي الصباح يوزّع على الأهل والجيران.
في الصباح وقبل صلاة الفجر يطرق الباب على العروسين إعلانا لهما بأن الليلة الأولى قد مضت وأن عليهما الإستعداد لترتيبات اليوم الثاني. وقبل أن يغادر العريس الخلة يضع تحت الوسادة قطعة ذهبيّة أو أوراقاً نقديّة . ويقدّم للعريس بعض أصناف الحلويات ويشرب القهوة ويتطيب بماء الورد والعود والبخور. وعند طلوع الشمس يغادر إلى منزله حيث يستقبل بالزغاريد فيستعد في المجلس لاستقبال المهنئين.
الاجرة وهي إعداد وليمة تذبح فيها الذبائح، ويعدّ فيها قسمان قسم للرجال وآخر للنساء ويوزّعون الطعام أيضاً على الجيران والبيوت القريبة .