تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله”، بعد مسيرة حافلة أسهم خلالها بجانب القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في تعزيز مكتسبات الاتحاد والتخطيط لمستقبله فكان العون والسند في مرحلة التأسيس، ثم قائدا لمرحلة التمكين.
وتقلد “رحمه الله” في 4 نوفمبر 2004 منصب رئيس الدولة خلفا للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وسار على نهجه حتى وفاته في 13 مايو 2022 لتنتقل الإمارات بما أنجزه في 18 عاما إلى مصاف الدول المتقدمة، وتبوأت موقع الصدارة في مؤشرات التنافسية العالمية وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة العربية وأول دولة عربية وإسلامية تصل إلى المريخ، وغيرها العشرات من الإنجازات الفارقة في كل المجالات.
– المساعدات الخارجية..
وللراحل إرث حافل بالعطاء الإنساني ومد يد العون للمتضررين في مختلف دول العالم، حيث تابعت الإمارات في عهده رحمه الله مسيرتها المشرفة في مجال تقديم المساعدات الخارجية لمختلف الدول حول العالم بهدف الحد من الفقر ومساعدة البلدان والمجتمعات المحتاجة، فضلا عن تعزيز السلام والازدهار والاستقرار، وتحفيز النمو الاقتصادي في الدول النامية.
ووصل عدد البلدان المستفيدة من المساعدات الخارجية لدولة الإمارات منذ تأسيسها في عام 1972 وحتى منتصف عام 2021 نحو 155 دولة بإجمالي أكثر من 320 مليار درهم.
– علاقات إستراتيجية..
وعززت دولة الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “طيب الله ثراه”، مكانتها ودورها الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية، ونجحت في نسج علاقات قوية مع دول العالم شرقا وغربا على أسس الاحترام المتبادل ودعم الاستقرار والسلم الدوليين وتعزيز التعايش الإنساني.
وكان للمغفور له الشيخ خليفة رؤيته العميقة لمنطقة الخليج العربي كونها منطقة استراتيجية يرتبط أمنها واستقرارها بأمن العالم واستقراره، وحرص رحمه الله على مواصلة نهج القائد المؤسس في التضامن مع الأشقاء العرب، ودعم قضاياهم، وتوطيد جسور الإخاء والتعاون معهم في كل المجالات، فيما شهدت الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة مزيدا من الانفتاح على العالم الخارجي وتعزيز شراكاتها مع مختلف دول العالم.
– التخطيط الاستراتيجي..
“إن المستقبل مهما كان بعيدا، فهو قريب والاستعداد له يبدأ اليوم، وليس غدا” .. مقولة أثيرة عن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله”، أسست لواحد من أهم مبادئ مرحلة التمكين وهو “استشراف المستقبل” عبر مجموعة كبيرة من الاستراتيجيات والمبادرات والخطط الوطنية طويلة الأمد ومنها مبادئ الخمسين، ورؤية الإمارات 2021، ومبادرة الحياد المناخي بحلول 2050، واستراتيجية الحكومة الرقمية 2025، واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي “AI”، واستراتيجية الإمارات للخدمات الحكومية 2021 – 2025، ومنصة استشراف المستقبل، واستراتيجية الطاقة 2050، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، والاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030.
– المرأة..
وحرص المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” على تمكين المرأة الإماراتية في جميع المجالات وعلى المستويات كافة لتكون شريكاً فاعلاً في بناء الوطن.
وسجل التاريخ قائمة من التحولات الفارقة في مسيرة المرأة الإمارتية خلال عهد المغفور له على مستويات عدة أهمها وصول نسبة تمثيل المرأة في الحكومة الإماراتية إلى 27.5 % من إجمالي أعضاء مجلس الوزراء، وحصولها على نصف عدد مقاعد المجلس الوطني الاتحادي بالتساوي مع الرجل.
وأصدر “رحمه الله” مجموعة من المراسيم التي عززت حضور وتمكين المرأة ومنها مرسوم المساواة في الأجور بين الرجال والنساء في القطاع الخاص في حال القيام بذات العمل أو الأعمال ذات القيمة المتساوية، وقانون إلغاء جميع القيود المفروضة على النساء العاملات في ساعات الليل والعمل في الوظائف الشاقة.
– التمكين..
وشهد العمل البرلماني في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله ” نقلة نوعية على مستوى الأداء والتأثير على الصعيدين التشريعي والرقابي انتقل خلالها المجلس الوطني الاتحادي إلى مرحلة التمكين التام ليصبح ركيزة أساسية في صناعة القرار وشريكا فاعلا في صناعة مستقبل دولة الإمارات.
وشكل برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه الراحل الكبير في عام 2005، خارطة الطريق نحو تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وتمكينه ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للسلطة التنفيذية، وأن يكون مجلساً أكبر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين، وأن تترسخ من خلاله قيم المشاركة ونهج الشورى من خلال مسار متدرج منتظم.
– الصحة..
وأولى “رحمه الله” القطاع الصحي اهتماما خاصا تجلى بحجم الإنفاق الحكومي الكبير الذي وصل أحيانا إلى 7 % من حجم الميزانية الاتحادية.
وأسفر الإنفاق طويل المدى في القطاع الصحي عن جهوزية القطاع ومواكبته لأي تحديات ليظهر نجاعة عالية في التعامل بشكل احترافي مع وباء كورونا الأكثر خطورة في تاريخ البشرية.
وشهدت الإمارات في عهد الشيخ خليفة “رحمه الله” تطورا كبيرا في عدد المستشفيات الذي تضاعف مرات عدة منذ العام 1975 من 16 مستشفى إلى 169 في عام 2020 .
– التعليم..
واعتبر “رحمه الله” النظام التعليمي قاطرة التنمية لذا لابد أن يرتكز على محددات في مقدمتها كفالة وحق التعليم المجاني لكافة المواطنين بل أصبح التعليم منذ عام 2012 إلزاميا في الدولة لكل من أكمل 6 سنوات حتى التخرج من المرحلة الثانوية .. وتعمق هذا مع صدور قانون وديمة الذي يضمن حق الطفل في التعليم.
وتؤكد استراتيجية التعليم في الدولة على بناء نظام تعليمي قائم على استيعاب مهارات القرن الـ 21 وتوفير نظام تعليم جامعي نوعي ينافس أرقى الجامعات العالمية واستشراف المستقبل وتشجيع الابتكار وتوسيع أعداد المستهدفين من الطلبة وغرس ثقافة الابتكار في جميع الفئات التعليمية.
– البنية التحتية..
وحققت دولة الإمارات مجموعة من المنجزات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، كان آخرها حلول دولة الإمارات ضمن الـ10 الكبار عالمياً في 20 مؤشراً رئيساً من مؤشرات التنافسية العالمية الخاصة بقطاع الطاقة والبنية التحتية لعام 2021.
ونجحت دولة الإمارات بفضل دعم ورؤية المغفور له في تحقيق خطوات متسارعة وتبوء مكانة عالمية مرموقة في مجال البنية التحتية والإسكان.
– الفضاء..
وعانقت طموحات دولة الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” عنان الفضاء، وأصبحت خامس دولة في العالم تنجح في الوصول إلى كوكب المريخ في 9 فبراير من العام 2021، كما أنجزت أول مهمة إماراتية مأهولة إلى الفضاء حيث أصبح هزاع المنصوري في سبتمبر 2019 أول رائد فضاء إماراتي وعربي يزور محطة الفضاء الدولية منذ إنشائها في العام 1998.
وكانت الإمارات قد أعلنت في العام 2014 عن إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وأطلقت في عام 2018 “خليفة سات”، أول قمر صناعي إماراتي صنع بالكامل في الدولة وبأيدي مهندسين إماراتيين 100 في المائة، كما أعلنت في سبتمبر 2020 عن أول مهمة عربية لاستكشاف القمر.
– الاقتصاد..
وخطت دولة الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، خطوات غير مسبوقة على المستوى التنموي والاقتصادي انعكست على حجم الاقتصاد بشكل مباشر وجلي، لتتضاعف قيمة الناتج الإجمالي المحلي للإمارات مرات عدة منذ عام 2004 ليزيد الحجم الكلي لاقتصاد الدولة إلى 1.5 تريليون درهم تفوق 405.5 مليار دولار نهاية 2021.
– الثقافة..
وشهد قطاع الثقافة والفنون في دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قفزات واسعة استطاعت أن تصل بالثقافة والتراث والفن الإماراتي إلى آفاق عالمية، عبر العديد من المشروعات الكبرى والشراكات مع جهات عالمية، مثل مشروع المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات في أبوظبي التي تضم أكبر تجمّع للمؤسسات الثقافية الرائدة في العالم، أبرزها متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، ومتحف وجوجنهايم أبوظبي.
وتميزت الإمارات بلعب دور ريادي في مجال صون التراث العالمي، ومواصلة نهج التسامح والتعايش الإنساني الذي حرصت على ترسيخه وتعزيزه منذ قيامها، وذلك من خلال الإسهام بفاعلية في حفظ كنوز التراث العالمي، وترميم وتجديد عدد من المعالم الأثرية، بعد أن اقتربت من السقوط النهائي من قوائم التراث العالمي ومنها مسجد النوري الكبير ومئذنته الحدباء وكنيستا الطاهرة والساعة في مدينة الموصل العراقية، إضافة إلى مسرح قصر الشيخ خليفة بن زايد – قصر فونتينبلو الإمبراطوري سابقاً في باريس، ومتحف الفن الإسلامي في مصر، ومكتبة ماكميلان التاريخية في نيروبي، و”نُزُل السلام” في مدينة المحرّق البحرينية، إضافة إلى العديد من المعالم والمواقع الأخرى.
المصدر .. الإمارات اليوم