هذه أساس تعامل الإمارات مع جميع الدول والشعوب، وفق ما جاء في الباب الأول من دستورها، الذي تمّ التوقيع عليه في دبي، من قِبَل الحُكّام الإماراتيين المؤسسين لدولة الإمارات في 18 يوليو 1971، الأمر الذي عملت وما زالت الإمارات تعمل بموجبه، لنصرة القضايا الإنسانية التي تمر بها شعوب العالم المنكوبة، والمتضررة جراء الكوارث الطبيعية التي تحل بالعباد والبلاد على حين غفلة، كما هو الحال اليوم الذي تعيشه الدولتان الشقيقتان الصديقتان الجمهوريتان، السورية والتركية، جرّاء الزلزال المدمر الذي ضربهما، وأضر بهما، وكبّدهما خسائر جسيمة في الآلاف المؤلفة من الأرواح، منها ما هو في عداد القتلى وما خلّف من أرامل وأيتام، ومنها ما هو من الضحايا المصابين، سواء من أصحاب الإصابات الطفيفة، أو الإصابات الجسيمة، لينتج عن ذلك خسائر بشرية لا تعد ولا تحصى، إضافة إلى ما لحق بالمنشآت من أضرار مدمرة إلى الحد الذي أصبحت فيه أثراً بعد عين.
بمناسبة الحديث عن الحدث المأساوي الطبيعي الممثل بالنكبة الزلزالية المشتركة، السورية والتركية، فإن دولة الإمارات لا تتورع أن تكون جزءاً لا يتجزأ من هذا الحدث، بصيغة إيجابية، ممثلة بعملية «الفارس الشهم – 2» المشتركة بين (القوات المسلحة، ووزارة الداخلية، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي، ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والهلال الأحمر الإماراتي، وغيرها)، والتي وجّه صاحب السمو الشيخ محمد زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ببدئها لدعم الشعبين التركي والسوري، إثر ما خلفه الزلزال من أضرار لحقت بالدولتين الصديقتين، وهي منسقة وفق ضوابط، وتعمل وفق أولويات تحددها السلطات في كل من سوريا وتركيا، سواء من خلال تأمين فرق بحث وإنقاذ، أم تجهيز مستشفيات ميدانية، أم من خلال تأمين المواد الغذائية وتشييد الخيم لإيواء المشردين من الشعبين السوري والتركي.
تلك هي الفكرة الجوهرية للعملية الإماراتية الإنسانية «الفارس الشهم 2»، التي تمثلت واقعاً عملياً في الميدانين الجغرافيين، التركي والسوري، وهي مستمرة في مسيرتها نحو تحقيق رسالتها الإنسانية، من غير استسلام لما قد يعترض طريقها من تحديات تحد من عزيمتها وتوقف جهودها، من تلك التحديات، الطقس البارد، والوضع الأمني، واحتمالات حدوث زلازل جديدة ومتجددة، هكذا يؤكد لنا اللواء الركن صالح بن مجرن العامري، قائد العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية، وهكذا نبتهل إلى الله أن يلطف بعباده في الجمهوريتين المنكوبتين.
نقلا عن الخليج .