اتفاقية السعودية وإيران، اعتبرها الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، أنها بلورة للتفاهمات والتقارب الصينى مع دول المنطقة.
وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، فى تعليق مطول لـ”فيتو” على اتفاقية إيران والسعودية، إن التقارب بين البدلين وعودة العلاقات وإعادة فتح السفارات، لعبت فيه الصين الدور الرئيسى وجاء كنتاج للقمة الصينية الخليجية التى عقدت مؤخرا فى السعودية.
مستقبل اتفاقية السعودية وإيران
ولفت المفكر السياسي، أن الصين هدفت لتأمين أسواق الطاقة فى المنطقة وتعد الرياض رافدا أساسيا لها واستغلت أوراقها الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع الإقليمية، وشهدت العلاقات بين بكين والرياض تطورا ملموسا خلال السنوات الماضية.
وتابع، هناك أيضا تقارب وتفاهمات بين الصين وإيران، نتيجة موقف بكين المناهض للعقوبات المفروضة على طهران، من جانب امريكا والدول الاوربية بسبب مشروعها النووي.
فى نفس الوقت تمد ايران الصين بالبترول بتخفيضات تصل لـ 25%عن الاسواق العالمية، ومن هنا حرصت بكين على اطفأ نار الخلافات التي تهدد منطقة الخليج وسيحقق الاتفاق بين السعودية وإيران النتائج المرجوة للدول الثلاث.
تداعيات التقارب بين إيران والسعودية على اليمن
وأردف، هذا التقارب ايضا يعنى اختراقا للازمة اليمنية عن طريق المفاوضات التى ترعاها سلطنة عمان، بهدف توقف إيران عن دورها المساند الحوثيين مع السعودية، وهذا من شأنه تخفيف النفقات التي تتكبدها المملكة فى هذا الصراع، لتبقى الأزمة الوحيدة متمثلة فى التعهد بعدم قصف الحوثيين للأراضى السعودية.
وعلى صعيد الموقف الأمريكى من الاتفاقية بين السعودية وإيران، يعتقد المفكر السياسي البارز، انها ليست بعيدة عن هذا التقارب الحادث بين السعودية وإيران، وأرجع ذلك إلى رغبة الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذي يريد النجاح فى الملف النووى الايرانى والعودة لتوقيع الاتفاق النووي الذي نجح فيها الرئيس الأسبق باراك أوباما، ونسفه الرئيس السابق دونالد ترامب.
إعادة فتح السفارة بين السعودية وإيران
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان ثلاثي مشترك لكل من الرياض وإيران وبكين أن “بكين استضافت ورعت المباحثات بين الرياض وطهران، بعد رغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزامًا منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية”.
وأوضحت أن ذلك جاء “استجابةً لمبادرة كريمة من الرئيس الصيني شي جين بينج بدعم بكين لتطوير علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران، وبناءً على الاتفاق بين الرئيس الصيني وكل من قيادتي السعودية وإيران”.
وأضاف: “جرت في الفترة من 6 – 10 مارس 2023م في بكين، مباحثات بين وفدي السعودية وإيران برئاسة الدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في المملكة العربية السعودية، والأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران”.
وأعرب الجانبان السعودي والإيراني عن “تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021م-2022م”، كما أعرب الجانبان عن “تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها”.
وتابع: “تعلن الدول الثلاث أنه تم توصل السعودية وإيران إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
كما اتفقا على أن “يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعًا لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما”، كما اتفقا على “تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 22/1/1422هـ، الموافق 17/4/2001م والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 2/2/1419هـ الموافق 27/5/1998م”.
وأعربت كل من الدول الثلاث عن حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي.
ورحبت عدد من دول المنطقة بالاتفاق بين إيران والسعودية، حيث رحب كل من العراق وعمان وتركيا، اليوم الجمعة، بالبيان الثلاثي المشترك الصادر من السعودية وإيران والصين باستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية.
المصدر : فيتو