افتتح الكاتب الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي كتابة السنه النبوية الحقيقية بأربع آيات قرآنية تشير من وجهة نظر الكاتب الى مفهوم السنة النبوية الحقيقية وهي :
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) (الأحزاب: ۲۱)
(سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا)[الأحزاب 29].
(اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون)[الأعراف: 3].
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)[المائدة 3].
وقد اختار الكاتب هذه الآيات ليبرهن علي فكرته التي عرضها في الكتاب حيث يشير الى أن السنة النبوية الصحيحة يقصد بها الآيات الكريمة التي حددها القرآن الكريم لفهم الفضيلة، الرحمة والعدل والإحسان، حيث يرى المفكر على محمد الشرفاء أن البعض يطلق لفظ السنة على بعض الروايات المزورة التي تدعو إلى نشر الكراهية، بينما رب العباد سبحانه يدعو سيد الخلق النبي محمد إلى التعامل بالرحمة والإحسان والعدل .
ويوضح الكاتب أن الله سبحانه وتعالي جعل من أهم صفات رسوله – صلى الله عليه وسلم – الفضيلة، ليقوم النبي بالعمل بالمنهج الإلهي وتطبيقه وفق ما جاء في الآيات القرآنية الكريمة لينشر الحق والعدل والفضيلة والرحمة بين الناس بكلام الله، بهدف توحيد المنهج والتعاليم حتي لا نتقسم الي فرق مختلفة ومذاهب متعددة ويضيع الدين بين العادات والاف المجلدات ، بحسب الكاتب فاننا وقعنا في هذا الفخ وأصبح تقديس الروايات والايمان بها يعلوا عن الآيات وأصبح المسلم مأخوذا برواتها بعدما تغلغلت في العقول، واستقبلها المسلمون بالقناعة والقبول.
وينتقل الكاتب في كتابه الي توضيح الحل حيث يقول ” ليس أمامنا مصدر لسنة رسولنا الكريم غير المنهج الإلهي الذي أمر الله رسوله باتباعه ليكون قدوة وأسوة حسنة ”
ويشير الكاتب الى أن السنة النبوية الصحيحة هي التشريع الإلهي والمنهج الذي يأمر الله تعالى عباده أن يتبعوه، وقد جعل الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم، قدوة للناس في كل أفعاله وتصرفاته اليومية، سواء مع الله تعالى في شعائر العبادات، أو مع أهل بيته، وفي العلاقات الأسرية، والمعاملات العامة مع الناس، متبعا التوجيهات الربانية أخلاقا ورحمة وأمانة وانضباط سلوك بخلق عظيم ليتعلم منه الناس ويجعلوه قدوة لهم ”
ولذلك قال الله تعالى:
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) [الأحزاب].
ويوضح المفكر العربي علي محمد الشرفاء أن ” الأسوة هنا تعني القدوة والطريق المستقيم الذي يجب على المسلمين اتباعه؛ لذلك فإن سنة الرسول هي تطبيق الأوامر الإلهية ومباشرة القواعد والقوانين التي وضعها الله تعالى للناس ليتعايشوا في أمن وسلام كافة، ويضرب الله تعالى للمؤمنين والناس المثل الأعلى في ترجمة التعامل والسلوك وفق التوجيهات الربانية.
كما يقول في معرض شرحه “في المقابل، نجد أن ما يطلق عليه السنة، فهي استخدام غطاء الروايات لنشر الفتن بين المسلمين؛ ليتقاتلوا ويتصارعوا ویتنازعوا، فيفسدوا وتذهب ريحهم.
ويوضح الكاتب أن السنة المحمدية هي كل الممارسات السلوكية على أرض الواقع، إتباعا لمنهج الله تعالى لصياغة السلوك الإنساني.
واختتم الكاتب والمفكر الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي كتابه مطالبا كل المسلمين بالتمسك بالسنة النبوية التي تترجم القرآن عبادة وسلوكا وأفعالا ومعاملات بين الله وعبده وبينه وبين أسرته، وبينه وبين قومه دون تمييز بين أسود أو أبيض، وكل الخلق أخوته في الإنسانية يتعامل معهم بالرحمة والعدل والإحسان والتسامح .