لم أكن أبدا ضد الثراء وسعادة ورخاء الافراد بل لا أكون مبالغا حين أؤكد أن دعوتى دائما فى الصلاه أن ينعم الله على شعب مصر كله مسلميه ومسيحيه بالخير وأن لا أجد يوما فقيرا يضرب فى الارض باحثا عما يسد به جوعه وأن تختفى هذه الظاهره الموجعة المؤلمة التى إنتشرت فى الآونه الاخيره حين تجد رجالا ونساءا شبابا وشيبة يفتشون فى زبالة الاغنياء علهم يجدون ما يسد رمقهم ورمق فلذات أكبادهم الذين يتضورون جوعا من الفتات الذى تبقى من أكلات الكنتاكى والمشوى والبرجر والبيتزا!
ليظهر علينا أولاد الاغنياء فى ظل هذا الجو المشحون بالغضب وعدم الرضا بتصرفاتهم المستفزه المقيته حين تلمح صراخهم وعدم مسئولياتهم وحركاتهم الطائشة ورعونتهم اثناء سيرهم بسيارتهم الفارهة وأصوات تسجيلاتهم وضحكاتهم تثير حقد الماره وما أسخف هذه المناظر حين تجد كلبا يطل من أحد نوافذ هذه السيارات محدقا فى وجوه البشر الذين إصطفوا على جانبى الطريق أو تكدسوا فى المواصلات والكلب ينظر إليهم مبتسما وبجواره فتاة جميله تمسح عليه ليخلق بذلك رغبة فى كل من شاهدوه أن ليتهم لو كانوا !!
ما أحوجنا يا سادة فى هذا الوقت بالذات إلى أن نطبق قانون العيب الذى يضع حدودا لتلك الحريات المطلقه التى تخلق مناخا فاسدا يسمح بإشاعة الفوضى ويحقق الكراهية بين أبناء الوطن والتى من شأنها أن تحرق الاخضر واليابس فى هذا الوطن وتعطل عجلة التنمية .
يا أولاد الاغنياء إن الاقدر بكم فى هذا الظرف الصعب الذى تمر به مصر أن تتكاتفوا لنصرتها وعزتها ووحدتها ولم شملها وأن يستبدل كل منكم طعامه والكلب لمدة شهر بعيدا عن البروتين ويكتفى بتناول وجبات خفيفه ليتجمع كل مجموعه من ولاد الاغنياء متبرعين بقيمة أطعمة الشهر والزائد عن حاجاتهم لإتيانها لأقرب منطقة سكنيه فقيره قريبة منهم
صدقونى حتما سوف تختفى الجرائم وينتشر الحب ويعم السلام ولما لا حين يصبح كل مواطن آمنا فى سربه معافا فى بدنه عنده قوت يومه .
ألم يكن هذا أفضل بكثير من إستثارة الفقراء وإزلالهم ونسيانهم.