أجمل الأشياء تلك التى تأتى فى أوانها، وإذا تأخرت فقدت الكثير من بريقها قد يأتى النجاح فى الوقت المناسب، وقد يتأخر كثيرا ويفقد الإنسان حماسه، وكأن شيئا لم يتغير .. أعرف أصدقاء قدموا كل ما لديهم من الجهد والعمل والإخلاص، ولكن الزمن عاندهم وعاشوا فى الظل ما بقى لهم من سنوات العمر، وكم من مواهب عاندها الحظ ولم تحقق أحلامها لأن الحياة بخلت عليها .. وحين يقف الإنسان فى منتصف الرحلة ويراجع ما أنجز ويسترجع ما أخفق فيه فقد يجنى بعض الثمار، وقد يكتشف أن الحياة لم تنصفه وانه كان يستحق حياة أفضل .. وأصعب الأشياء أن تتعثر الخطى ليس لأن الحظ عاندك، ولكن هناك أيادى خفية حالت دون وصولك .. وإذا كان للنجاح أسبابه ومؤهلاته فإن الفشل جريمة فردية يدفع الإنسان ثمنها بالإهمال وعدم الجدية .. ولا يمكن أن يتساوى النجاح والفشل، وإن كان للنجاح حلاوة، وفى الفشل مرارة وما أجمل أن يصل بك قطار النجاح فى الوقت المناسب وتجنى ثمار رحلتك قبل أن تستسلم لأيام الخريف .. قال لى يوما نزار قبانى أنا لا أصدق ما يقال عن الخلود، وأن يقال بعد رحيلى إننى كنت أعظم الشعراء، أنا أريد حقى من الحياة حيا ولا يعنينى ما سيقال بعدى، أريد أن أرى نجاحى وأشاهد الجماهير حولى .. أما الخلود فهذا عالم آخر إننى أحزن كثيرا وأنا أرى إنسانا كل فرص النجاح أمامه ويتوقف فى منتصف الطريق لأن أعداء النجاح رصدوه مثل الطائر الغريب .. وأعداء النجاح تراهم فى كل مكان وتشاهدهم فى كل زمان إنهم يشبهون الحشائش التى تزاحم أشجار النخيل فلا هم صاروا نخيلا ولا هم توقفوا عن إلقاء الحجارة، وهذا هو الفرق بين الفشل والنجاح .. فلا تهتم بمن يلقى عليك الحجارة ولا تسمع ما يقول أعداء النجاح، المهم ألا تتوقف وألا تبخل بجهد، لأن أجمل حظوظ الدنيا نجاح دفعت ثمنه وعشته حلما وحقيقة.. فى كل بلاد الدنيا الكل يسعى للنجاح ويكره الفشل، ولكن أعداء النجاح يرصدون كل من يصعد للقمة وتنتظره الحجارة قبل أن يصل ..
نقلا عن الأهرام .