أجرى موقع” رسالة السلام ” حوارا مع الكاتبة الصحفية والنائبة البرلمانية فريدة الشوباشي حول رؤيتها للعرب بين أحلام الوحدة والأوهام، والى نص الحوار ،،
ما هي إمكانية قيام وحدة عربية في ظل الظروف السياسية الحالية ؟
للأسف نحن دائما ننسي التاريخ ولكن يجب ان يتعرف الأجيال الحالية انه في عام 1956 بدأ العدوان الإسرائيلي على الأراضي المصرية في سيناء، بعد أشهر من التوتر بسبب قرار الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وفى 4 نوفمبر 1956 بدأت فرنسا وانجلترا هجومهما على مدينة بورسعيد، بعد بدء المعركة بـ 10 أيام عقدت القمة العربية الطارئة وكانت هي القمة الثانية وكان عدد الدول الممثلة فى هذه القمة هو 9 دول عربية، وهي إجمالي الدول التي نالت استقلالها حتى تلك اللحظة، وخرجت القمة العربية الثانية ببيان إدانة للعدوان الثلاثى على مصر، وتمسكها بحق الدفاع المشروع عن النفس فى حين انعقدت القمة، ولم يحضر الرئيس جمال عبد الناصر بسبب انشغاله بالحرب.
و حظيت مصر بتأييد عربى عارم وقف إلى جوارها وساندها ضد العدوان الثلاثى في1956، لكن هذا التأييد اتسم بالطابع غير الرسمى، وحتى تفجير الضباط السوريين لخط أنابيب التابلاين الذى كان ينقل البترول العراقى لأوروبا كنوع من الضغط على المعتدين تم بمبادرة ذاتية منهم وليس بأوامر رسمية.
وقطع بذلك العرب العصب الرئيسي في استمرار الحياة عند الغرب، حين أقدم العمال السوريون على نسف خط أنابيب البترول، الممول الأساسي لأوروبا، بداية بتفجير خط “التابلاين” الممتد إلى طرابلس اللبنانية، وكذلك خط أنابيب البترول العراقي الواصل إلى ميناء بانياس السوري، إضافة إلى نسف فرع أنبوب البترول في الأردن، واجتاحت المظاهرات شوارع ليبيا وقطر والبحرين والكويت ضد عنف وقبح أعمال قوات العدوان، أثرت الخطوة بشكل سلبي على القوى المعادية، ما استدعى التقليل من توزيع المشتقات البترولية، وفرض نظام البطاقات في توزيعها، مصاحبة بارتفاع الأسعار عامة ووقف إنتاج عدد من الصناعات الثقيلة.
وأضافت الكاتبة الصحفية والنائبة البرلمانية فريدة الشوباشي اننا لن ننسى أنه فى 1958 وقع الرئيسان، المصري جمال عبد الناصر، والسورى شكرى القوتلى، ميثاق الوحدة بين مصر وسوريا، وخرج الرئيسان إلى الجماهير المحتشدة أمام المبنى، وألقى صبرى العسلي، رئيس الوزراء السوري، نص البيان المشترك، وعمت القاهرة ودمشق مظاهرات ضخمة تهتف من أجل الوحدة العربية.
وفي هذه الأجواء، لعبت المخابرات الأمريكية، بالتعاون مع نظيرتيها البريطانية والإسرائيلية، دورا في إنهاء الجمهورية العربية المتحدة، والقضاء على مشروع الوحدة تأسيسًا على خسارة معركة العدوان الثلاثي عام 1956 التي تم دحر الدول الثلاثة فيها بفضل التعاون العسكري بين مصر وسوريا.
واعتبرت المخابرات الغربية، أن وجود السيطرة على مسارات نقل بترول الشرق الأوسط إلى أوروبا، سواء عن طريق قناة السويس، أو عن طريق أنابيب البترول المتجهة إلى البحر الأبيض عبر الأراضي السورية تحت السيطرة الفعلية للقاهرة، يعرض المصالح الأمريكية في المنطقة لخطر أكيد، فإن ذلك يجعل الجمهورية العربية المتحدة في وضع يمكنها من ممارسة ضغط على الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية، وهذا الاحتمال يمكن أن يتحول إلى سلاح مخيف في يد الرئيس ناصر.
وهنا اقولها بمنتهي الأمانة الوحدة العربية أمر سهل لكن يجب أن نسعى لصياغتها بعد قراءة ودراسة التاريخ حتى لا تنهار مع اول اهتزاز.