يكتسي تنسيق المواقف بين فلسطين وواشنطن أهمية خاصة، خصوصاً في المرحلة الحالية، التي تتطلب تكثيف الجهود لفتح قنوات سياسية، تفضي إلى التوصل للسلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، وتجنيب المنطقة الصراعات والنزاعات.
لهذه الأسباب وأخرى غيرها، ويصطف في مقدمتها، إعادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، حيث عادت الاتصالات، بين القيادة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية، التي شهدت فتوراً في السنوات الأخيرة. وهو ما يبعث برسائل إيجابية بشأن استئناف مباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
في الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، خلال الساعات الأخيرة، جرى استعراض آخر المستجدات السياسية والأمنية في الساحة الفلسطينية، وبحث سبل تطوير العلاقات بين واشنطن ورام الله، واستئناف الدعم المالي المباشر، ومواضيع عدة ذات علاقة.
انقطاع
الاتصال جاء بعد فترة انقطاع طويلة، وحسب مقربين من أبو مازن فقد طلب الأخير من المسؤول الأمريكي، تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، التي تتبني حل الدولتين لشعبين، وإلغاء كل العقوبات المفروضة على الفلسطينيين بسبب القوانين الأمريكية التي كانت سنتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، فضلاً عن بناء علاقات قوية بين الإدارة الأمريكية والفلسطينيين، يتم بموجبها إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، ومكتب لمنظمة التحرير في واشنطن، مع تفعيل برنامج المساعدات المالية المباشرة.
ويرى مسؤولون فلسطينيون، أن الاتصالات السياسية بين القيادة الفلسطينية وواشنطن، ضرورية في هذه المرحلة، كما أن توقيتها من الأهمية بمكان، خصوصاً أن الإدارة الأمريكية دائمة التأكيد على حل الدولتين، وتتبنى المفاوضات السياسية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
أمن
وبرأي المحلل السياسي رامي منصور، تعتبر الإدارة الأمريكية حل القضية الفلسطينية، مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة، ومن هنا، وفي ظل استمرار غياب التنسيق الأمني بين الفلسطينيين وإسرائيل، بدأت تنشط أخيراً، اتصالات سياسية بين الفلسطينيين والجانب الأمريكي، وحملت هذه الاتصالات رسائل سياسية علنية، بأهمية التحرك على الساحة الدولية، لتجديد الدماء في شرايين العملية السياسية، لا سيما في ظل الأوضاع المتأججة على الأرض.
ويضيف منصور لـ«البيان»: «عودة الاتصالات السياسية بين الفلسطينيين والولايات المتحدة ، بعد هذا الانقطاع الطويل، تحمل مؤشرات إيجابية، خصوصاً لجهة استئناف الدعم المالي، في ظل الأزمة الخانقة التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، لكن يبقى الرهان بمدى التزام واشنطن، بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، بحق الفلسطينيين، وهنا تكمن المصلحة الفلسطينية».
المصدر: جريدة البيان الاماراتية