شهدت فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ54 ندوة بعنوان “الإعلام والمنصات الرقمية”، شارك فيها أحمد الخطيب رئيس تحرير جريدة الوطن، ومحمود بسيونى رئيس التحرير التنفيذى لموقع مبتدا، ووائل السمرى رئيس التحرير التنفيذى لموقع وجريدة اليوم السابع، وأدارها الدكتور أحمد ناجى قمحة، وذلك فى قاعة الصالون الثقافى.
أحمد الخطيب: الإعلام في الجمهورية الجديدة يسعى لنشر الوعى
قال الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، رئيس تحرير جريدة الوطن، إن الإعلام في الجمهورية الجديدة يسعى لنشر وتقوية الوعى بين المواطنين، فمصر دولة نابضة بالجمال والقصص الإنسانية التى لا حصر لها ويمكن للصحافة تقديمها.
وأضاف أحمد الخطيب، أن سؤال عمن يقود من هل هي الصحافة أم التريند؟ سؤال محرج للغاية، فدور الصحافة هو القيادة، فقبل عقدين كانت مهمة النشر منوطة بالإعلام، ولكن الآن أصبح للمواطن حق النشر، ولكن دون الخضوع لقانون الدقة الذي تخضع له الصحافة.
وأشار أحمد الخطيب إلى أن الصحافة وهي تنقل وتتابع ما يحدث على السوشيال ميديا، يفترض أن تتحقق وتدقق فيما ينشر، ولكن للأسف خلال السنوات الماضية تقهقر هذا الدور، فحينما تأخرت الصحافة في صناعة المعلومات أصبح لدى الصحافة من يشاركها في نشر المعلومات ولكن بغير دقة.
ورأى أحمد الخطيب أن من يصنع التريند هو الميديا العشوائية، ولكن ينبغى أن تقوم الصحافة بصناعة التريند، فهى وسيلة نقل المعلومات الصحيحة، وباعتبارى مسئولا أسعى للقيام بهذا الدور.
وأوضح الخطيب أن الإعلام الأجنبي والشائعات كانت سببا أساسيا في إسقاط العديد من الدول، ووصل الأمر إلى ذروته فى عام 2010 وفى 2011، ما ترتب عليه سقوط العديد من الأنظمة والدول وتخريب العديد من البلدن، لكن الحكومة المصرية تنبهت في 2014 إلى خطورة الميديا ودورها في التأثير على المواطن البسيط، وأنه تم مواجهة الشائعات من خلال مؤسسات مثل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى سعت جاهدة لتدمير الشائعات لأنها أمن قومى، مؤكدا أنه متفائل بمستقبل الإعلام.
محمود بسيونى: على الصحافة أن تطالب بحقوقها من المنصات
فيما قال الكاتب الصحفي محمود بسيونى رئيس التحرير التنفيذى لموقع مبتدا، إنه علينا أن نطالب بحقوق الإنسان الرقمية، وعلى الصحافة أن تدافع عن حقوقها كما فعلت دول أخرى، وأخذت حقوقها من المنصات الرقمية.
ورأى أحمد ناجى قمحة، أن الصحافة واجهت على فترات عدة تحديات جعلتها في صراع دائم من أجل الثقة بينها وبين القارئ والمشاهد.
وقال محمود بسيونى، إن وضع الصحافة اختلف على مدار السنوات الماضية، وأصبح هناك ما يعرف بالمواطن الصحفي، وهو مصطلح أرفضه، وللأسف الشديد صدر لنا من الخارج أدوات أثرت على الصحافة، وهو ما يعنى أن الصحافة في العالم تعاني من نفس الأزمة.
ورأي محمود بسيونى، أن أدوات السوشيال ميديا هدفها وضع المشاهد في مجموعة من الأنماط التى تشغله عن واقعه وحضارته وثقافته، ودائما يكون الهدف الأساسي هو إسقاط هذه الدولة.
وقال محمود بسيوني، للأسف الشديد هذا الكم من نشر الشائعات يشغل المطابخ الصحفية للرد عليها، وتظل دائما في سعى مستمر لمواجهة هذا التضليل، والغريب أن مثل ناشرى هذه الشائعات أو من يعرفون بالذباب الإلكتروني يتابعهم مئات الآلاف، الذين لا يدققون فيما ينشر.
وأضاف محمود بسيونى: “يؤسفني جدا أن البعض منا يأخذون مشكلاتهم ويصدرونها للسوشيال ميديا، فتأخذها وسائل إعلام أجنبية أخرى وتتحول لديها هذه المشكلات في الأكثر قراءة”.
وذكر “بسيوني” أن “الميتافيرس لها شق إيجابي ولكن في نفس الوقت اتخوف من أن تأخذ الناس تجاه العزلة، بعيدا عن الواقع، وتكمن الخطورة في أنها تغير ثقافة المجتمع بشكل لم تكن عليه”.
وأكد بسيونى على أنه من المهم أن ندرك جيدا حقوق الإنسان الرقمية، فعلي الصحافة أن تدافع عن حقوقها كما فعلت دول أخرى ، وأخذت حقوقها من المنصات الرقمية.
وائل السمرى: صحافة الموهبة قادرة على مواجهة التريند
وفي بداية كلمته، وجه وائل السمرى رئيس التحرير التنفيذى لموقع وجريدة اليوم السابع، الشكر لحسن سرور على مجهوداته الدائمة في تنظيم ندوات المقهي الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ ما يزيد عن ربع قرن، داعيا هيئة الكتاب إلى تكريمه.
ورأي وائل السمرى أن أبرز ما شهدته الصحافة خلال عشرين عاما، هو اتساع دائرة الصحافة، فبعدما كانت المنافسة بين عدد قليل من الصحف، اتسعت الدائرة الآن، ولم تعد كما كانت عليه.
ورأي وائل السمرى أنه حتى المنصات “الديناصورات” وقعت في هذه الأزمة مثل الصحافة في العالم، فحتى “فيس بوك” يعاني من هذه الأزمة.
كما رأي وائل السمرى أن الأزمة ليست فيمن يصنع التريند بل في كيفية التعامل مع التريند، وكيفية محاسبته وأخذ موقف منه، فالصحافة يمكن التعايش مع التريندات، إذا وضعت لنفسها معايير معينة للتعامل مع التريندات، ومن هنا يمكن للصحافة محاسبة صانعي هذه التريندات وتحاكم كل من يرتكب جريمة.
وأكد وائل السمرى على أن الصحافة وحدها هي القادرة هي قيادة هذا القطار بداية من نشر الوعي وصولا إلى وضع قوانين، ولكنها بحاجة إلى مجموعة كبيرة من المبدعين وأصحاب الموهبة لتغيير العقيدة الفكرية.
ورأي وائل السمرى أنه يمكن للصحافة الاستفادة من خدمات أو تقنيات مثل الريلز، إذا ما قامت بتطوير البنية البشرية على المدخلات الجديدة، والبنية التحتية بتطوير المعدات.
وأشار وائل السمرى إلى أن عالم الديب فيك تعمق أكثر ولم يصبح الفيديو كافيا بسبب الفيديوهات الفيك، مضيفا: الخطر الحقيقي لا يكمن في الأخبار المزيفة، بل في الفيديوهات “الكاذبة” وأظن أن من سيكتوي بنيرانها أولا هو المجتمع الغربي، ومن هنا سيجد نفسه مجبرا على إيجاد وسيلة لفضح وتبيان هذه الفيديوهات المزورة.
وأكد وائل السمرى على أنه مهما تطورت وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا سيظل الأهم هو الصحفي صاحب الموهبة، فوحدها الصحافة ذات الموهبة هي التي ستكون قادرة على الوقوف في وجه الفوضي.
ولخص وائل السمرى الأزمة بين الصحافة والسوشيال ميديا والشركات أيا كانت أدواتها بأنها تتنافس على وقت المواطن، مؤكدا على أن الصحافة إن لم تتطور، مثلما فعل الأستاذ هيكل مع كمال الملاخ في الصفحة الأخيرة في صحيفة الأهرام، أو مثلما فعلت سهير القلماوى صاحبة المبادرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
المصدر :” اليوم السابع