شاركت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في أعمال المؤتمر الذي نظمته مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا- العالم الإسلامي» بعنوان: «القيم الروحية والأخلاقية التقليدية كأساس التعاون بين الأديان»، في 19 مايو/ ايار الجاري، بقازان عاصمة جمهورية تتارستان.
ناقش المؤتمر فرص التعاون الجديد بين روسيا الاتحادية والدول الإسلامية، وبحث القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، بمشاركة وحضور نخبة من المسؤولين الحكوميين والشخصيات العامة ورجال الدين والدبلوماسيين والعلماء ورجال الأعمال من روسيا والدول الإسلامية.
وفي كلمته بالمؤتمر نقل الدكتور محمد مطر سالم الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، تحيات القيادة الرشيدة وشعب دولة الإمارات، إلى جمهورية تتارستان، قيادة وشعباً، وتناول مسارين، الأول الشراكة الاقتصادية، والثاني، مسار القيم الروحية والأخلاقية التقليدية المشتركة بين الأديان
وأكد الكعبي أن النصوص القرآنية تؤكد أن الله تعالى كرم الإنسان، وفضّله على كثير من المخلوقات، وكل رسالات السماء قدست حياة النفس الإنسانية، وحرمت قتلها والاعتداء عليها، وحثت على إرساء قيمة السلام والمحبة بين بني الإنسان، وهذا يحتم على أتباع الأنبياء والمعتنقون لرسالات السماء القيام بمبادرات مشتركة ترسخ لهذه القيم الإنسانية النبيلة.
وقدم الكعبي نبذة موجزة عن تجربة دولة الإمارات في ترسيخ التعاون بين أتباع الرسالات السماوية، وتعزيز القيم الروحية والأخلاقية المشتركة، سارداً القوانين والتشريعات المنظمة للحياة فيها، من دون تميز مع، ما جعل الإمارات أنموذجا فريداً لتعزيز السلام والتعايش بين شعوب العالم كافة، وتنمية روح الاحترام المتبادل، وبناء جسور التفاهم والتواصل والحوار، ونبذ العنف والتمييز والكراهية.
وقال الكعبي إنه في تحول تاريخي في مسيرة تعزيز القيم الروحية والأخلاقية المشتركة، احتضنت العاصمة أبوظبي بيت العائلة الإبراهيمية الذي يمثل رمزاً فريداً للتفاهم المتبادل، والتعايش المتناغم، والسلام بين مختلف أبناء الديانات وأصحاب النوايا الحسنة، ويضم هذا البيت الإبراهيمي مسجداً يحمل اسم الإمام الطيب شيخ الأزهر الشريف، وكنيسة تحمل اسم الحبر الأعظم فرنسيس بابا الفاتيكان، وكنيساً يهودياً يحمل اسم الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون.
وتقدم الكعبي للمؤتمر بثلاثة مقترحات الأول تقديم الدعم للدراسات العلمية والأكاديمية، التي تبرز القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية المشتركة بين الأديان، والثاني تبنّي إطلاق المبادرات والفعاليات المشتركة بين القادة الدينيين والروحيين في روسيا والعالم الإسلامي، والثالث تشجيع السياحة الدينية بين روسيا والعالم الإسلامي إلى المساجد الحضارية، والمعابد التاريخية، والمباني والصروح الدينية والثقافية، لبناء جسور التعايش بين الثقافات والأديان المختلفة.
المصدر:جريدة الخليج الاماراتية