قبيل ذكرى الحرب.. أمران يدفعان أوكرانيا إلى “التشاؤم”

تتجه الحرب الدائرة في أوكرانيا إلى دخول عامها الثاني، في غضون أيام، وسط مشهد يدعو كييف إلى التشاؤم، رغم مشهد عام مطمئن من حيث المبدأ، لأن موسكو لم تتمكن من تحقيق الأهداف التي رسمتها للعمليات العسكرية.

يقول الكاتب الأميركي، دافيد فرانش، إن أمرين مقلقين لأوكرانيا يبرزان حاليا في الوقت نفسه، أولهما تصميم روسيا على مواصلة العمليات العسكرية من خلال إرسال المزيد من القوات إلى أوكرانيا وإطلاق عمليات جديدة.

أما الأمر الثاني الذي لا يصب في صالح أوكرانيا فهو استطلاعات الرأي التي تظهر أن المزاج الأميركي لا يؤيد دعم أوكرانيا بـ”شيك على بياض”، في حين تعتمد كييف بشكل حيوي على دعم واشنطن.

ويبدي الأميركيون تعاطفا مع أوكرانيا، لكنهم يختلفون بشأن السخاء في الدعم، لا سيما بعد تمكن الحزب الجمهوري من إحراز أغلبية في مجلس النواب، خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر الماضي.

وشدد الكاتب الأميركي المختص في الشؤون السياسية والقانونية، على أن نتيجة الحرب الجارية في أوكرانيا، ليست مهمة لكييف فحسب، بل لواشنطن أيضا.

وهذا الأمر يستدعي ألا يفتر دعم واشنطن، بحسب الكاتب الذي حث على إقناع الأميركيين بتأييد المزيد من الدعم “إلى أن تتكبد روسيا هزيمة مدوية”.

رسائل ضاغطة

في الأسبوع الماضي، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن إدارة بايدن أخبرت أوكرانيا بعدم وجود ضمانات لاستمرار تدفق الدعم في المستقبل.

وجرى توجيه هذه الرسالة من أجل الضغط على كييف، حتى تحرز قواتها مكاسب سريعة على الأرض، على المدى القريب، في ظل تدفق الدعم الغربي.

وفي حين قال بايدن، خلال خطاب الاتحاد، إن بلاده ستدعم أوكرانيا “مهما استغرق الأمر”، أثير نقاشٌ وجدل بشأن تأويل هذه العبارة.

وأوضح مسؤولون أميركيون أن بايدن قصد أن الدعم مستمر على الأرجح ما دام النزاع قائما، ولم يكن يعني مواصلة القدر نفسه من الدعم.

ويرى الكاتب أن هذه الإشارة تنطوي على “خطورة”، لأن الضغط على أوكرانيا حتى تبدأ هجوما مبكرا، وقبل الأوان، ربما تكون له عواقب كارثية.

وشرح الكاتب أنه من الوارد أن يفشل الهجوم الأوكراني في حال جرى شنه بشكل مبكر، لأن كييف تحتاج المزيد من الوقت حتى تتسلم الدبابات الغربية الموعودة.

وفي حال جرى نشر الدبابات الغربية قبل حصول الجنود الأوكرانيين على تدريب كاف، وقبل إقامة بنية تحتية كافية لضمان الصيانة، فإن ذلك قد يؤدي إلى خسائر فادحة.

ومن شأن هذا السيناريو أيضا أن يسفر عن هدر موارد عسكرية مهمة جرى تقديمها من قبل الدول الغربية حتى يكون لها وقع مباشر على مسار الحرب.

ويزيد الكاتب أن المساعدات العسكرية الغربية الجديدة لن تكفي على الأرجح لمواجهة موسكو، لا سيما أن روسيا كان لديها ما يكفي من الوقت حتى تبعث التعزيزات بقوة إلى منطقة دونباس.

ويشدد صاحب كتاب “الانقسام ومآل السقوط: تهديد الانسحاب الأميركي وكيف نسترجع الأمة”، على أن أوكرانيا تحتاج إلى مساعدات عسكرية يتوافر فيه عنصرا الكم والكيف حتى تمضي قدما في مواجهة روسيا.

وقال إن الدعم المقدم حاليا أفضل من لا شيء، لكنه غير كاف، منبها إلى حقيقة مهمة بالنسبة إليه، وهي أن أوكرانيا تخوض حربا ضد واحدة من أعظم القوى العسكرية في العالم، وهي في ذلك، أقوى بكثير مما اعتقده الغرب قبل عام مضى.

المصدر : سكاى نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *