يوما بعد يوم تتعرض قناة السويس لهجمة جديدة من هجمات التشكيك المتواصلة منذ سنوات وخاصة الفترة الأخيرة، ومع كل موجة تخرج قناة السويس من كل هجمة صامدة وأكثر ثباتا بفضل الإدارة الحكيمة والمسار الذي اختارته لها القيادة السياسية منذ نجاح الدولة فى حفر قناة السويس الجديدة وحتى الآن.
خرجت علينا اليوم منصات التشكيك والهجوم لتلقي سيلا جديدا من الادعاءات عبر حسابات مجهولة المصدر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإدعاء تعاقد هيئة قناة السويس مع إحدى الشركات لإدارة خدماتها من خلال عقد امتياز مدته 99 سنة، وهو ما نفته هيئة قناة السويس على لسان الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة جملة وتفصيلا، مؤكدا على السيادة المصرية المطلقة بشقيها السياسي والاقتصادي في إدارة وتشغيل وصيانة المرفق الملاحي لقناة السويس.
وأوضح الفريق ربيع أن هيئة قناة السويس تلتزم بمسئولياتها الاجتماعية بالإعلان عن كافة تعاقداتها بمختلف أشكالها من عقود أو مذكرات تفاهم وغيرها، مع الإفصاح عن بنود التعاقدات وأهميتها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن إعلاء المصلحة الوطنية والحفاظ على مقدرات الهيئة وتنمية أصولها هو أساس كافة التعاقدات التي تبرمها الهيئة والتي لايمكنها المساس بأى حال من الأحوال بالسيادة المصرية على القناة وكافة مرافقها المُصانة دستورياً بموجب الدستور المصري وما نصت عليه المادة 43 ومضمونها ” تلتزم الدولة بحماية قناة السويس وتنميتها والحفاظ عليها بصفتها ممرا مائيا دوليا مملوكا لها كما تلتزم بتنمية قطاع القناة باعتباره مركزا اقتصاديا مميزا”.
وشدد رئيس الهيئة على أنه سيتم اتخاذ كافة التدابير القانونية اللازمة عبر الجهات المعنية ضد هذه الصفحات، وذلك حرصاً على عدم الزج بالهيئة أو انتحال اسمها وما يترتب عن ذلك من إثارة البلبلة أو المساس بمكانتها الاقتصادية فى الأوساط المحلية والدولية.
المتابع لمثل هذه الهجمات والادعاءات يلاحظ أنها دائما ما تتزامن مع أي انجاز تحققه هيئة قناة السويس رغم الأوضاع الاقتصادية العالمية غير المواتية، بدليل ما أعلنه الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس قبل أيام، بأن إيرادات القناة فى شهر يناير 2023 زادت بنسبة حوالى 45% مقارنة بنفس التوقيت من العام الماضى، موضحا أن الإيرادات فى زيادة مستمرة مع وجود قناة السويس الجديدة التى ساعدت فى زيادة عبور السفن.
وأوضح الفريق أسامة ربيع، أن إيرادات قناة السويس في زيادة مستمرة فكانت في 2020 حوالي 5.8 مليار دولار، وارتفعت فى عام 2022 لتصل إلى 8 مليارات دولار، مشيرا إلى أن حساباتنا أنه فى عام 2023 تصل إيرادات قناة السويس إلى 8.6 مليار دولار”، مؤكدا أن السبب في هذا الارتفاع هو قناة السويس الجديدة”، موضحا أن الملاحة الدولية لم تتوقف خلال الحرب الروسية الأوكرانية، ولكنها بدأت تتعافى بعد جائحة كورونا ومستمرة في التعافي والتجارة العالمية تسير بوتيرة جيدة”.
تاريخ الهجوم والتشكيك في قناة السويس حافل وملئ بالوقائع التي أثبتت للجميع أن قناة السويس قادرة على إدارة الأزمات ومواجهة المواقف الطارئة، وهو ما ظهر في أزمة عبور سفينة إيفرجرين والتي استطاعت هيئة قناة السويس أن بخبراتها وكوادرها أن تحولها من موجة سخرية إلى قصة نجاح عالمية شهد بها القاصي والداني.