طرح كتاب ” النظام السياسي في الإسلام” للكاتب برهان غليون، المفكر الفرنسي السوري وأستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس ورئيس المجلس الوطني السوري السابق، عددا من الأسئلة الصعبة التي تؤرق المجتمعات العربية والاسلامية منذ أكثر من قرن، والتي تتعلق بدور الإسلام في مسار التحولات الاجتماعية والسياسية العميقة التي تشهدها هذه المجتمعات منذ أكثر من قرن، وديناميكيات الصراع والالتقاء بين الدين والدولة، وتعاونهما لبناء مستقبل المسلمين .
وهي رؤية تتوافق كليا وجزئيا مع ما قاله الكاتب والمفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادي حول مفهوم الديمقراطية ودورها في النهوض بالمجتمعات .
حيث طرح الكتاب حقيقة وجود أو عدم وجود صورة لنظام حكم سياسي في الإسلام؟ ما طبيعة النزاع القائم بين المفكرين الإسلاميين حول طبيعة نموذج الحكم السياسي؟ وهل يقضي الإسلام بإتباع نموذج محدد للحكم؟ أيمكن للمسلمين أن يتبعوا أي نموذج للحكم يعتقدونه الأصلح؟ وكيف عالج النظام الإسلامي مسائل العلاقة بين الدين والدولة، والقيم السياسية والتعددية، والعمل السياسي للمرأة، ووضع غير المسلمين في الدولة الإسلامية، وعلاقة الدولة الإسلامية بالدول الأخرى؟
وفي ما وراء ذلك، يسعى هذا الكتاب إلى الكشف عن فرص التفاهم والتعاون وتجاوز النزاع المعطل لمسار التحول العربي والاسلامي بين من يعتقد أن في الإسلام نظاماً سياسياً للحكم، محدداً يتحتم اتباعه، قائماً على أحكام الشريعة الإسلامية، يشمل الدين والدنيا معاً، يضل من خالفه، وبين من يرى الأخذ بأي نموذج للحكم السياسي يعتقد صلاحه من الوجهة العقلية.
كما يطمح إلى تحليل أسباب هذا النزاع داخل الفكر الإسلامي نفسه وخارجه، ويشرح مفهوم النظام السياسي ويبحث في الإسلام ديناً وحضارة، وفي تراث الإسلام السياسي، أي الطابع التاريخي لأدبيات السياسة والدولة، وأصل الأوتوقراطية السياسية في الحضارة الإسلامية، وجدلية الصراع السياسي، وحقيقة الخلاف والتوافق بين مبادئ الاسلام والمبادئ الديمقراطية الحديثة، واحتمالات نشوء ديمقراطية إسلامية كما نشأت من قبل في حضن المسيحية الديمقراطية المسيحية التي حكمت معظم أقطار أوروبا الغربية لعقود طويلة بعد الحرب العالمية الثانية، بالرغم من أن الكنيسة البابوية وقفت بقوة ضد التيارات الديمقراطية والانسانية في البداية، ولا يزال قسم منها متمسك بهذا الموقف أيضا.
وفي سياق البحث عن الطريق السالك لبناء المستقبل، يتناول الكتاب في بعض فصوله الفكر الاسلامي، من زاوية علاقته بالدين والدولة، والقيم الإنسانية والاجتماعية، ومكانة التعددية السياسية فيه، وقضية المرأة ودورها في العمل السياسي والعام، وشمول رسالة الإسلام، ومكانة الوحي والنبوة من التفكير العقلي والعلمي.
كما يحث على تجديد النظر في وظيفة الدين في الدولة والمجتمع، وأهمية تحرير الاسلام من تراث الدولة السلطانية والإمبراطورية، وإعادة تحرير تراثه السياسي على ضوء مكتسبات العصر والدولة الوطنية الحديثة، كما يبحث في وضع غير المسلمين في الدولة الإسلامية المعاصرة، ومسألة العلاقة بين الدولة الإسلامية والدول غير الإسلامية.
ويتفق ما سبق مع المفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادي حين تساءل عن الديمقراطية قائلا ماهي الديمقراطية؟ الجواب: حكم الشعب واختيار الحاكم عن طريق الانتخابات وصناديق الاقتراع للوصول الى كرسي الحكم ، هل من يسعى للوصول لكرسي الحكم تتوفر فيه شروط الأمانه والحكمة والقدرة على إدارة الدولة ومعرفة مصلحة الوطن بشأن أمنه وحمايته من كل ما يهدد استقراره؟ وهل يتمتع المرشح بصفات القيادة في إدارة أجهزة الدولة من جيش وشرطة ومؤسسات وزارية يستطيع بواسطتها تحقيق متطلبات المواطن من سكن وتعليم ودخل كريم يقتات به واسرته وأهم من كل ذلك قدرته على تحقيق أمنه وسلامته؟ هل كل من لديه القدره على المبارزة الكلامية والانتقاد اللاذع والمسيء لمن قبله من الرؤساء؟ بماذا تفيد المواطن الديمقراطية إذا ما اختل الأمن وتهدد الاستقرار وتسبب الصراع بين قطاعات الشعب وتحولت الى حروب أهلية و الأعداء يتربصون بالوطن لتدير الدولة وخلق عدة دول تبني نظامها على الطلابيين القتلة واللصوص ؟ أليس قبل الديمقراطية يأتي الأمن والأمان؟
وأجاب الشرفاء أولا وثانيا وثالثا وفي مرحلة الأمن تستطيع الأمم أن تتقدم في العلم والصناعة والزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي ليعيش المواطن سعيد في سكنه لديه قوت يومه ينام قرير العين لا ينتظر اقتحام منزله من لص أو مجرم ليقتله وأسرته ويسلب سكنه وماله، هل ذلك ما يريده المثقفون الحالمون بالمدينة الفاضلة بأقلامهم وكتاباتهم وأقوالهم؟ أم أن من يتصدى لقيادة أمة مثل مصر دولة لها تاريخ ضارب في أعماق الأمن وأثارها،
شامخة تفتخر بأمجادها العظيمة وبالانتصارات التاريخية لجيشها وشعبها العظيم وأعداء يحيطون بها من الغرب والشرق وذئاب وثعالب وصعاليك وخفافيش، الكل يريد أن ينهش في لحمها.
وناشد الشرفاء الحالمون حول ما يريدون قائلا هل تريدون وطنا آمنا كل فرد فيه يعيش مطمئنا في سكنه وعمله آمنا في طريقه مساهما في نهضة وطنه بالعمل المخلص و الجاد ؟ ماذا يريد المثقفون من الدولة المصرية غير الجهد والعرق وحكاية وطن تكتب ملحمة الجيش والشعب والشرطة انتفاضة مقدسه من أجل البناء وقيادة جعلت مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل الاعتبارات، أعادت له اعتباره على المستوى الدولي واستهدفت انتشال المواطن من العشوائيات وأقامت عشرات الالاف من المساكن للمواطنين ورفعت الرواتب وبنت آلاف الكيلومترات من الطرق وحفرت قناة جديدة مكملة لقناة السويس، وغيرها من آلاف المشروعات التى تعتبر بحق معجزة بكل المقاييس، إنني أفهم أن أعداء مصر لا يرحبون بما تحقق ولكن المحزن والمؤلم أن يتصدى ابناءها محاولين طمس الحقائق وتزويرها ، يحاولون تغطية أشعة الشمس، فلن يستطيعون، ستحرقهم نارها وسيتوارون خلف خيالهم المريض، سوف ينهزمون لأن قانون الحياة كما وضعه الله في كتابه الكريم بقوله سبحانه (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَأَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ) (الرعد: 17)، إنهم كالزبد فوق موج البحار تتقاذفه الرياح وترميه الأمواج على الشواطىء تدوسه الأقدام.
حكاية وطن بانجازاته وقيادته المخلصة الوفية التي تحدّت العالم من أجل حمايته وتحقيق استقراره فالله معك أيها الرئيس وسيظل صوتك يلامس القلوب في مصداقيته وتراه العيون حقيقة لا ينكرها الا جاحد أو عميل أو تابع لدولة ضد وطنه. تلك إرادة الله أن تجعل مصر آمنة دوما تأكيدا لقوله (ادخُلوا مِصرَ إِن شاءَ اللَّـهُ آمِنينَ) (يوسف: 99)، فلتخرس كل أقلام العمالة وليصمت كل الحالمين بوطن تنهشه الذئاب من كل مكان، وليسقط كل مثقف لا يقف مع دولته فاتبع الشيطان (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) (النساء: 76)، ستحيا مصر رغم آنف العملاء والأعداء بعدما استيقظ الشعب فأصبح يفرق بين الحق والباطل (وَقُل جاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ الباطِلُ إِنَّ الباطِلَ كانَ زَهوقًا) (الإسراء: 81).
وللأسف إن لبعض الإعلاميين دور سلبي لا يهمهم الجوهر ولكن يبحثون عن المظهر ولو على حساب الوطن واستقراره لقد كشفهم الشعب المصري وسيواريهم تحت التراب فظلمهم للحقيقة وتجنيهم على العدل والإنصاف سيدينهم الشعب المصري إزاء ما يرددون من أقوال تجافي الحقيقة لإحباط الشعب ودفعه لليأس.