نستعرض اليوم كتاب إمكانية تفعيل السوق العربية المشتركة وأفاقها المستقبلية للدكتور على عباس يوسف سراج –رحمه الله- والذى يؤكد رؤية الكاتب والمفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادي في كتابه ” ومضات على الطريق ” الذى يوضح فيه أهمية السوق العربية المشتركة من أجل مستقبل مشرق لأبناء الأمة العربية، ومن أجل إنعاش الطاقات المبعثرة وتوظيفها في خدمة المشروع القومي على مستوى العالم العربي، وصولًا به إلى تحقيق القدرة على مواجهة قرن جديد لا نعلم ما يخفيه لنا القدر حيث أمرنا الخالق سبحانه بالاستعداد دائمًا والتخطيط لكل أمر.
سعى الدكتور على عباس يوسف سراج في الكتاب إلى البحث عن آليات لتفعيل فكرة السوق العربية المشتركة، وقد أشار الكتاب فى مواضع عدة إلى أن التعليم وإعداد القوى البشرية العاملة والمنتجة العربية من أهم متطلبات وآليات تفعيل هذه السوق، حيث أوضح الكاتب أن من بين الركائز الأساسية لتعزيز مستقبل السوق العربية المشتركة ضرورة الاستثمار في التعليم ورأس المال البشري التي تؤدي إلى زيادة الكفاءة وتشجيع الابتكارات، حيث يعتبر ذلك أحد محددات النمو الاقتصادي في المستقبل، متابعا ” والله أسأل أن يوفق النظام التعليمي العربي وخاصة بعد ثورات الربيع العربي في النهوض بهذه المهمة الخطيرة المساهمة في تدعيم وتقوية مستقبل التكامل الاقتصادي العربي في صورة السوق العربية المشتركة، لتصبح الدول العربية قادرة على مواجهة التحديات التي تحدق بها من كل جانب”.
ويقصد الكتاب بالسوق العربية المشتركة الاندماج الاقتصادي بين الدول العربية بكل أبعاده وبكل ما يعنيه من تحقيق مكاسب لصالح الدول العربية الأعضاء، وما يجلبه من منافع ومزايا وقوة هذه الدول على الصعيدين الاقتصادي والسياسي في سبيل تحقيق التقدم والتنمية والازدهار لشعوبها.
وقد تناول الكتاب فى فصوله فصل تمهيدي عن مفهوم التكامل الاقتصادي، والتطور التاريخي لمحاولات التكامل الاقتصادي العربى، كما تناول الباب الأول من الكتاب نشأة السوق العربية المشتركة وأهدافها ومرتكزاتها ومعوقاتها وتقييمها، حيث يدور الفصل الأول في هذا الكتاب حول نشأة وتطور السوق العربية المشتركة ومرتكزاتها وأهم أهدافها ومعوقاتها.
وتناول الفصل الثاني الأداء الفعلي للاقتصاديات العربية، حيث اشتمل على عدة مباحث وهي السكان والقوى العاملة والتعليم والناتج المحلي الإجمالي، ونصيب الفرد والاستهلاك النهائي والاستثمار الإجمالي ثم تحويلات العاملين والتنمية الاقتصادية العربية.
أما الباب الثاني للكتاب فكان حول إمكانات تفعيل السوق العربية المشتركة، حيث تناول الفصل الأول فيه التجارة البينية، ومنطقة التجارة الحرة وتفعيل السوق العربية من خلال التركيز على واقع واتجاهات التجارة العربية البينية ومعوقات التجارة البيئية العربية وإمكانيات تنميتها، والجهود المبذولة لإحياء السوق العربية ومنطقة التجارة الحرة.
أما الفصل الثاني فكان حول دور الصناعات والطاقة والسياحة في تفعيل السوق العربية المشتركة. وتناول الباب الثالث آليات تفعيل السوق العربية المشتركة في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية وآفاقها المستقبلية، حيث تناول في فصله الأول أهم المتغيرات الاقتصادية العالمية وآثارها على تفعيل السوق العربية وأهم هذه المتغيرات تحديات منظمة التجارة العالمية ، وتحديات السوق الشرق أوسطية.
أما في الفصل الثاني من الباب الثالث فقد تناول الآفاق المستقبلية للسوق العربية المشتركة من حيث دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي العربي وأهم الركائز الأساسية لمستقبل السوق العربية المشتركة، وتحديات المشاركة الأوروبية المتوسطة.