نستعرض اليوم كتاب ” لماذا طريق الله ملطخ بالدماء ” للكاتب “سلام المهندس” وهو كاتب وشاعر وروائي ، عضو مركز النور للأعلام والثقافة، عضو جمعية المترجمين العراقيين .
يضع الكاتب فى بداية كتابه عدد من الأسئلة التي تسير اهتمام القارئ وعلى رئسها لماذا خُطباء المساجد يربطون دخول الجنة بالحروب وإراقة الدماء؟
هل دخول جنة الله هو السير في طريق مُعبد بدماء الفقراء؟
لماذا خُطباء المساجد لا يربطون دخول جنة الله بعمل الخير والمحبة والتسامح واحترام الجار ومحاربة الفاسدين؟
ويجيب الكاتب قائلا أن الخطاب الديني مدفوع الثمن، لبناء مجتمع حفز بهِ النزعة الإنسانية ومحبة الآخرين والسلام بين البشرية، العُنف وأحاديث القتل لا تصنع مستقبلاً للأجيال القادمة، من الخطأ الكبير استغلال الطبقة الفقيرة من المجتمع لزجهم بحروب دموية لنصرة الإسلام، بل هو انحراف عن طريق الاسلام الحقيقي بمبادئه واهدافه.
وهنا يجدر الإشارة الى أن الكاتب والمفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادى قد أشار فى عدد من كتبه الى نفس تلك القضية حيث يرى أن الرجوع إلى النص القرآني بوصفه المرجعية الأساسية والوحيدة للمسلمين هو الحل للخروج من المأزق الذى وضعتنا فيه المرجعيات والتفسيرات التي وضعها علماء الحديث والفقهاء، والتي كانت سبباً في طمس الوجه المشرق للإسلام وتشويه صورته السمحاء، وفى هذا الصدد يرى الشرفاء أن المسلمين اليوم ليس أمامهم سوى طريقين لا ثالث لهما: إما أن نؤمن بالله الواحد الأحد وبكتابه القرآن الكريم هادياً ومرشداً لنا.
وإما أن نتبع الروايات التى روج لها ممن يسمون أنفسهم بعلماء الدين، وعلماء الحديث، وشيوخ الإسلام وأقحموها فى قناعات المسلمين وفى معتقداتهم، فكانت سبباً فى تفرقهم وتشرذمهم فرقاً وشيعاً وأحزاباً يكفر بعضهم بعضاً ويقتل بعضهم البعض الآخر.
ويستدل الباحث بآيات من القرآن الكريم تؤكد رؤيته فى أن النص القرآنى هو المرجعية التى ينبغى للمسلمين أن يحتكموا لها فى حياتهم، وفى معاشهم كما فى قوله تعالى: “تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأى حديث بعد الله وآياته يؤمنون” (الجاثية 6)، بل إن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – يشتكى المسلمين إلى الله لأنهم هجروا القرآن وابتعدوا عن الطريق القويم.. يقول تعالى: “وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا” (لفرقان 30).
في هذا الكتاب يضع يده على بيت الداءومسكن الألم، وهو أن هناك (خطاب إلهي) جاء به القرآن الكريم يجب على كل المسلمين اتّباع كل ما جاء فيه، و(النص القرآني) لا توجد به آية واحدة تدعو للقتل أو كراهية الآخر.
وهو ما يتفق معه الكاتب سلام المهندس حين يقول في كتابة ان دخول الجنة انتهى تاريخها نحن نعيشُ في عالم مليء بالعلم والتكنولوجيا والتطور ودور العقل في إرساء السلام بين البشرية، وإذا كان دخول الجنة مختوم بطريق الشهادة والسير على طريق مليء بالدماء كان الأجدر من خطباء الدين والمفكرين بالعِلم الديني التضحية بأبنائهم وزجهُم في حروب التحرير المزعومة لينالوا الجنة الموعودة، لم ارى رجل دين أو سياسي قدم ابنة تضحية لنصرة الوطن او المذهب كما يدعون وهُم أعلم بالجنة وما فيها وملذاتها كما يقولون، بل تجد ابناءهم في البارات والمراقص وممارسة المتعة خارج حدود الوطن في وقت آباءهم يخطبون ويهتفون في الجموع أنصروا الوطن والمذهب وهنيئاً لكم الشهادة ودخول الجنة وستنالون ملذاتها، وخاصة التركيز على الحافز الجنسي مما تحوية من حواري ليس لها مثيل من الجمال، أو بُدع جديدة توقيع كتاب من الزعيم الديني لدخول الجنة ليظهروا الرب كمصاص دماء لا يدخل جنته الا من تتلوث ملابسه السوداء بالدماء.
ويؤكد المهندس ان هذا الخطاب الذي أدى الى تخلف الشعوب تجدهُ في الديانة الإسلامية الذي أظهرت جنة الرب طريقها ملطخ بالدماء يَحرمُون الإنسان من مُتع الحياة ويقيدونهَ بقيود التبعية ويفكرون عنه، ومحاكمهم الشرعية عندما سقط القانون اظهرت مدى إجرامهم وعنفهم بسحق الإنسان وهدر كرامتهُ ليحكمونا كوكلاء عن الرب من يدخلُ الجنة ومن يدخلُ جهنم. فبدأوا بقطع الرؤوس وتعليق الأجساد والاغتيالات والاعتقالات العشوائية وجعلوا مراقدهم سجون لكُل من يخالفهم الرأي او يبثّ روح الإنسانية بين المجتمع، لم يَسلم منهم لا إعلامي ولا دكتور ولا إنسان آمن بالفكر التنويري فأعطوا الفتاوي بهدر الدم لإسكات صوت الحق الذي يعلوا على خرافاتهم وبُدعهم.
ويؤكد الكاتب ان أصحاب هذه الأفكار تجدهم خائفين مهزوزين حتى لا يستيقظ من عبوديتهم العبيد الذي آمنت بأفكارهم وأصبحوا مغيبين بعد ان دعموهم بِكُتب مزيفة بتأريخ الإسلام الدموي، وأيضاً كان باب للدخول لسرقات اوليائهم او مراقدهم المطرزة بالذهب الخالص بعد ان غيبوا مجتمع وعمقوا داخل العقل الباطن بالبحث عن الحرب ودخول الجنة الموعودة، فكانوا وكلاء الرب في الارض منتشين بهذه السرقات وفرحين بما تلبسهُ نسائهم من الذهب الخالص المسروق من فم الفقراء وابنائهم تركب السيارات الفارهة بعد ان منعوا متعتها لإتباعهم وفضلوا لهم الجنة عن متاع الدنيا، أذا أحببت العيش في بلد بحرية مطلقة عليك اجتثاث رجال الدين وأفكارهم الهدامة وبناء الجنة في داخلك بإعمالك بأخلاقك بين الناس، محبتك وتسامحك مع الآخرين هذه الجنة الحقيقية الذي تبحث عنها والعفو عند المقدرة خيراً من قطرة دم تسيل من فقير لدخول الجنة الذي لا يؤمن بها رجل الدين نفسه، ولو كان يؤمن بها لكان أول المتقدمين لفداء الوطن والمذهب هو وأبنائه.