تقدم الاستحقاق الرئاسي في لبنان مجدداً إلى واجهة الاهتمام، وذلك من بوابة المعارضة، والتيار الوطني الحر، والتي أسفرت المشاورات بين أطرافها عن الاتفاق، مبدئياً، على اسم الوزير السابق جهاد أزعور مرشحاً في مواجهة مرشح ثنائي «حركة أمل»- «حزب الله»، رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، وذلك وسط اعتقاد نواب عاملين على خط هذه الجهود أن الأيام القليلة المقبلة ستكون مهمة لتبين المسار الجاري، بحيث لن يتجاوز الانتظار مطلع الأسبوع الجاري، لتظهير نتائج التطور الحاصل، وبالتالي فإن الدعوة إلى جلسة جديدة لانتخاب الرئيس مرهونة بحصول تطورات إيجابية في هذا السياق.
وفي المعلومات التي توافرت لـ«البيان» تقدمت المفاوضات بين أطراف المعارضة والتيار الوطني الحر، وخلصت إلى اسم جهاد أزعور، بعدما سماه التيار في البداية، ووافقت عليه قوى المعارضة على اختلافها، وبالتالي فإن الانتهاء من المفاوضات سيفضي حتماً إلى إعلان مشترك بين المعارضة والتيار، أما على المقلب الآخر من الصورة فكلام عن أن رئيس التيار النائب جبران باسيل لا يزال يتهيب اتخاذ خيار رئاسي، لا يوافق عليه «حزب الله»، فهل يكون كل ما يحصل مجرد «مناورة» جديدة، أم أن ما يعتقد أنه مناورة قد يصبح حقيقة ويتحول واقعاً؟
إلى ذلك أشارت مصادر نيابية معارضة إلى أن ثنائي «أمل»- «حزب الله»، وفي حال كانت المناورة حقيقة، سيكون أمام 3 احتمالات: إما أن يسير بخيار التيار والمعارضة، وإما أن يصر على خياره، فيتنافس فرنجية وأزعور في مجلس النواب، وإما أن يبقي رئيس مجلس النواب نبيه بري باب مجلس النواب مقفلاً تجنباً لخسارة فرنجية، علماً بأن القرار الأخير، وفق المصادر نفسها، يولد تداعيات سلبية، قد تصل إلى حد فرض عقوبات على بري وحلفائه.
وبمعزل عن النتائج، والتي سبقتها معلومات مفادها أن أزعور أبلغ الجميع بأنه لا يريد أن يكون رئيس تحد، لأنه يدرك أنه سيسقط عند أول مطب في مجلس النواب، وهو يريد أن يكون الرئيس، الذي يحمل مشروعاً إنقاذياً للبلاد بموافقة الجميع، فقد بات من المؤكد أن المياه الرئاسية الراكدة بدأت تتحرك، والاتصالات الداخلية المتسارعة تواكبها اتصالات خارجية، فيما ترددت معلومات مفادها أن التيار الوطني الحر يضمن 65 صوتاً (من أصل 128) في وجه فرنجية.
وفي انتظار الانقشاع الكامل للمساعي المتقدمة جداً بين أطراف من المعارضة، والتيار الوطني الحر، للتوصل إلى تفاهم ناجز على تبني مرشح موحد ترتفع حياله أسهم جهاد أزعور، وإن لم يطرأ طارئ، تقول المصادر المعارضة: يحظى الأخير بالأصوات الـ65 المطلوبة للدورة الثانية، إذا تأمن النصاب.
المصدر: جريدة البيان الاماراتية