تعكس عادات وتقاليد الأمم هويتها المتجذّرة في تراثها وثقافتها الأصيلة، إذ يتميز كل مجتمع بعادات وتقاليد تستند على مجموعة من مكارم الأخلاق وتعاليم الموروث الدينى، وتتشابه العادات والتقاليد فى الإمارات بشكل كبير مع دول الخليج المجاورة خاصة ، والدول العربية عامة ، وسنسلط اليوم الضوء على واحدة من أجمل التقاليد وأكثرها بهجة ، وهي عادات الزواج في الامارات وكل ما يخصها .
لطالما اتّسمت عادات وتقاليد الامارات في الزواج باليسر والبساطة والعفوية ، وكانت أيضاً غنية بالمحبة والتنوع ،
فهي مستمدة من عادات الخليج العربي وتعاليم الدين الإسلامي ،
فما هي هذه العادات؟ هذا ما سنستكشفه فيما يلي :
اعتاد أهل الإمارات فيما مضى على “المصاهرة” والزواج من الأقارب والقبيلة ، إذ كان الزواج من خارج القبيلة أمراً نادر الحدوث وذلك لإيمانهم بأن الزواج يزيد من الترابط الأسري ويعزز العلاقات والمصالح الداخلية ،
أما في حال كانت العروس غريبة عنهم فتقوم “الخاطبة” بمهمة التعرّف عليها والسؤال عنها ، وذلك لمعرفة ما إذا كانت تصلح لتكون زوجة لابنهم .
ويحرص الشاب الإماراتي كغيره من الشباب على مصاهرة الأسرة المعروفة بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات ، وذات المكانة الاجتماعية الراقية ، إذ يتكفل الشاب بكل شيء في الزواج بدءاً من المهر مروراً بتجهيز المنزل وتأثيثه وصولاً إلى حفل الزواج ، ولا تتحمل الفتاة أي عبء من أعباء الزواج .
من أهم عادات وتقاليد الزواج في الإمارات قديما وحديثا المهر وزينة العروس ، ولأنّ عادات وتقاليد الزواج تراعي الأوضاع المادية للشباب كان المهر يتسم بالميسرة وعدم تحميل الشاب أكثر من طاقته إذ يقدم الشاب المهر الذي يستطيع تحمّله بما في ذلك الذهب أو الأملاك وغيرها .
أما الملابس والعطور وغيرها من الأمور التي تحتاجها الفتاة فيطلق عليها اسم “الزهبة”، وتنقسم “الزهبة” إلى عدة أقسام وتشمل احتياجات العروس من ملابس وعطور وغيرها ، وتقدم زهبة أخرى لأهل العروس ، بالإضافة إلى احتياجات المنزل الضرورية من مواد تموينية ، والتي يطلق عليها “المير” .
وتشمل تقاليد الزواج الحناء للعروس ، وفي بعض الأحيان للعريس أيضاً .
وقبل حفل الزفاف بأيام قليلة، يزور العريس بيت أهل العروس، محضراً معه “الزهبة” والمير” وهدايا وحاجيات وذهب وما إلى ذلك ، بينما تستعد العروس ليوم زفافها إذ يتم وضع الحناء على يدي العروس ورِجليها بطريقة “الغمسة” أي أن توضع يدها أو قدمها في الحناء إلى الرسغ أو المرفق ، وكانت بعض العادات تشمل العريس أيضاً في الحناء .
ومن عادات الزواج في الإمارات في حفل الزفاف أنه غالباً ما تقام إحتفالات الزواج في بيت العروس ، وتتراوح مدتها ما بين يومين إلى سبعة أيام ، حيث يستضيف أهل الفتاة الزوج في بيتهم سبعة أيام ، ثم يقومون بزفهما إلى بيت الزوجية مع الأهل والجيران والأقارب .
وتشمل العادات والتقاليد أيضاً إحضار فرق الفنون الشعبية أيام العرس لإحياء رقصات “العيالة” و”الرزفة”، إذ يرقص الرجال بالسيوف ويطلقون الأعيرة النارية أثناء الاحتفال بالزواج ، إلا أنّ إطلاق الأعيرة النارية مُنع في وقت لاحق لما قد يسببه من ضرر .
وإحدى أهم العادات والتقاليد الإماراتية في الزواج هي “الولائم”، والتي تظهر مدى كرم وعطاء الإماراتيين المتجذر في أصولهم ، ويعد طبق “الهريس” و”البرياني” من الأطباق الرئيسية في حفلات الزفاف ، وتقدم أيضاً العديد من أنواع الحلوى والمشروبات وغيرها .
ومن آخر عادات الزواج في الإمارات هي “زفة الضحى” ، إذ تقوم سيدات الحي وأهل العروس بزفها من بيت أهلها إلى بيت زوجها ، وهي عادة لا زال الكثير من الأشخاص يعملون بها حتى يومنا هذا .