من المعروف على نطاق واسع أن أمراض القلب الإقفارية التي تشمل النوبات القلبية هي السبب الرئيسي للوفيات في العالم، ما يجعلها توصف بـ”القاتل الأول”.
ويستخدم مصطلح أمراض القلب لوصف مجموعة مختلفة ومتنوعة من الأمراض التي تصيب القلب، والتي يمكن أن تشمل نوعا من النوبات القلبية يسمى “احتشاء عضلة القلب والشرايين التاجية غير الانسدادي”، أو “مينوكا” (MINOCA)، والذي يصيب النساء في الغالب، وهو يحظى باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة.
ما هو مرض “مينوكا”؟
“مينوكا” (MINOCA) هو نوبة قلبية ناجمة عن ضعف تدفق الدم إلى القلب، على الرغم من عدم وجود دليل على انسداد كبير في الشرايين.
يتمثل أحد الجوانب المزعجة في “مينوكا” في أنه في كثير من الأحيان عند تشخيص نوبة قلبية، يُعتمد على طريقة تصوير واحدة، هي تصوير الأوعية التاجية الغازية، للكشف عما إذا كان هناك انسداد كبير في الشرايين التاجية.
وفي “مينوكا” يمكن أن يبدو تصوير الأوعية طبيعيا لأنه لا يمكن للأطباء رؤية انسداد في الشريان، ومن ثم لا يعرف المرضى سبب تعرضهم لأزمة قلبية.
مرض “مينوكا” يؤثر بشكل أساسي على النساء
مقارنة بالنوبات القلبية مع مرض الشريان التاجي الانسدادي، من المرجح أن يكون مرضى “مينوكا” من الإناث والأصغر سنا. كما أنه وفقا لدراسة أمريكية، من المرجح أن يصيب النساء من السود أو من ذوي الأصل الإسباني / اللاتيني.
ويقول أطباء القلب في معهد سميدت للقلب في Cedars-Sinai: “أظهرت الدراسات السابقة أن المرضى السود أو الذين من أصل لاتيني، وعلى وجه الخصوص الشابات السود، لديهم معدل انتشار أقل لمرض الشريان التاجي الانسدادي مقارنة بالمرضى البيض / غير ذوي الأصول الإسبانية عندما يأتون إلينا وهم يعانون من ألم في الصدر أو يتم تقييم الإصابة بنوبة قلبية. من غير الواضح ما إذا كان هذا الاختلاف ناتجا عن التفاوت في أنماط إحالة الرعاية الصحية للاختبار أو في الاختلافات العرقية / الإثنية.
ما الذي يسبب “مينوكا”؟
يمكن أن تكون هناك أسباب مختلفة للمرض. حتى مع عدم وجود الشرايين التاجية المسدودة، لا يزال من الممكن حدوث “مينوكا” بسبب تصلب الشرايين (تراكم اللويحات).
ولكن بدلا من تمزق اللويحة وسد الشريان بالكامل، يحدث ذلك بسبب التآكل وليس التمزق. لذلك، قد يتمزق سطح اللويحة، لكن لا توجد جلطة كبيرة تسد الأوعية الدموية، وبالتالي، لا يمكن رؤيتها في تصوير الأوعية الروتيني.
وهناك أسباب أخرى لظهور “مينوكا” وهي أكثر شيوعا عند النساء منها عند الرجال. وتشمل هذه الأسباب تشنجات الشريان التاجي، ما يؤدي إلى ضعف تدفق الدم إلى القلب. وثمة أيضا التسلخ التلقائي للشريان التاجي، والذي يحدث عندما تتمزق الأوعية الدموية. وهذا هو السبب الأكثر شيوعا للنوبات القلبية لدى النساء الحوامل وبعد الولادة.
ما هي الأعراض وعوامل الخطر؟
تتشابه العلامات والأعراض مع النوبة القلبية لدى شخص لديه انسداد في الشرايين، وتشمل ألما في الصدر، وضيقا في التنفس، وغثيانا ودواراً.
وهناك بعض عوامل الخطر المشتركة، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسكري والتدخين، ولكنها أقل تواترا لدى مرضى مينوكا مقارنة بالمرضى الذين أصيبوا بنوبات قلبية مع مرض الشريان التاجي الانسدادي.
وما يزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم ما يساهم في الإصابة بـ “مينوكا”.
كيف يتم علاج “مينوكا”؟
يخضع مرض “مينوكا” للعلاج بنفس طريقة علاج النوبات القلبية الأخرى، من العلاج المضاد للصفيحات، إلى الستاتين ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين / حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين وحاصرات بيتا.
ومع ذلك، يعتقد الخبراء الصحيون أنه يجب أن تكون هناك علاجات مخصصة للمرضى الذين يعانون من “مينوكا”، وخاصة أولئك الذين لا يعانون من تصلب الشرايين.
وهناك حاجة لتجارب كبيرة للمساعدة في تحديد أفضل طريقة لعلاج مرضى “مينوكا”.
المصدر: روسيا اليوم