في تعقيب على مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “بين المذاهب والسياسة”، يشير المتدبر الجزائري الحاج بن تختوخ إلى أهمية التمييز بين الدين والسياسة في فهم وتفسير النصوص الدينية.
كما يرى بن تختوخ أن الشرفاء الحمادي يقدم طرحاً ضرورياً في سياق التحديات الراهنة التي تواجه الأمة الإسلامية، حيث يجب أن نتوجه نحو الخطاب الإلهي المتمثل في القرآن الكريم بعيداً عن التأثيرات السياسية والمذهبية التي قد تشوه معاني النصوص.
ويتفق بن تختوخ مع المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي حول ضرورة أن يظل الخطاب الديني نقياً من التدخلات السياسية التي غالباً ما تسعى إلى استغلال الدين لتحقيق مصالح معينة.
كما يشير إلى أن الخلافات المذهبية، التي غالباً ما يتم تضخيمها لأغراض سياسية، تعيق التقدم الفكري والديني وتساهم في تفتيت وحدة الأمة الإسلامية. وبالتالي فإن العودة إلى النصوص القرآنية والتركيز على تعاليمها السامية يمكن أن يشكل الأساس لإعادة بناء الوحدة والتفاهم بين المسلمين.
ويشدد بن تختوخ على أهمية الوعي التاريخي والاجتماعي في تفسير النصوص الدينية، مشيراً إلى أن الفهم العميق للنصوص يجب أن يأخذ في الاعتبار السياقات التي نزلت فيها. يعبر عن قلقه من أن التفسيرات التقليدية قد لا تلبي احتياجات العصر الحديث، ومن هنا تأتي ضرورة تجديد الخطاب الديني بما يتماشى مع التحديات المعاصرة.
يضيف الحاج بن تختوخ أنه لتحقيق التوازن المنشود في الخطاب الديني، يجب أن تكون هناك آليات واضحة لمراجعة التفسيرات التقليدية وتحديثها وفقاً للتطورات العلمية والفكرية المعاصرة.
ويشير أيضا إلى أن المؤسسات الدينية والأكاديمية يجب أن تتبنى مناهج تعليمية جديدة تركز على التفكير النقدي والتحليل العميق للنصوص، مع تشجيع العلماء والباحثين على تقديم رؤى مبتكرة تتماشى مع روح العصر وتحافظ في الوقت ذاته على جوهر الرسالة القرآنية.
كما يشدد بن تختوخ على دور الإعلام في نشر الخطاب الديني المعتدل والمتوازن. ويرى أن وسائل الإعلام لها تأثير كبير في تشكيل وعي الجماهير، وبالتالي فإنها تتحمل مسؤولية كبيرة في تقديم محتوى ديني يعزز القيم الإنسانية والإسلامية الحقيقية.
ويدعو بن تختوخ إلى إنتاج برامج وحوارات دينية تساهم في نشر الفهم الصحيح للإسلام، وتقدم نماذج إيجابية للتعايش والتسامح بين مختلف الفئات المجتمعية.
كما يدعو إلى تعزيز الحوار بين مختلف الطوائف والمذاهب الإسلامية لتجاوز الخلافات وبناء جسور التفاهم والتعاون.
ويؤكد بن تختوخ على أهمية التعاون الدولي بين المؤسسات الدينية والفكرية في العالم الإسلامي. يشير إلى أن تبادل الخبرات والأفكار بين الدول الإسلامية يمكن أن يسهم في بناء رؤية موحدة ومشتركة لتجديد الخطاب الديني.
يعرب عن أمله في أن تشكل هذه الجهود المشتركة أساساً لنهضة فكرية وثقافية تعيد للإسلام مكانته كدين يدعو إلى السلام والعدالة والرحمة، ويحقق طموحات المسلمين في بناء مجتمعات مزدهرة وآمنة.
في ختام تعقيبه، يعرب بن تختوخ عن دعمه لمبادرة الشرفاء الحمادي بالدعوة إلى خطاب إلهي موحد يقوم على أساس القيم القرآنية، مؤكدا على أن هذا التوجه يمكن أن يسهم في نشر قيم التسامح والسلام وتعزيز الوحدة بين المسلمين، مما يتيح لهم مواجهة التحديات المشتركة بروح من التعاون والتضامن.
ويرى بن تختوخ أن الخطاب الديني المتجدد يجب أن يكون شاملاً ويعزز القيم الإنسانية التي تدعو إليها الرسالة الإسلامية، بما يحقق الخير لجميع أفراد المجتمع.