فى رده على مقال المفكر العربى علي محمد الشرفاء الحمادي ” المسؤولية المشتركة في نبذ الروايات المختلقة”، يحمّل الباحث المغربي فيصل بنفضيل، المتدبر بكتاب الله تعالى، المسلمين مسؤولية كثرة ما وقع في السُنة النبوية من إشارات وتحريفات، وهو يقدم رؤية نقدية شاملة لأسباب الانشقاق والشقاق والاقتتال بين المسلمين.
ويؤكد بنفضيل على الآثار الخبيثة للروايات المختلقة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويشرح كيف أصبحت هذه الروايات أداة للتحريض والصراع بين المسلمين.
في بداية الحوار، أشاد الباحث المغربي فيصل بنفضيل برؤية المفكر العربى علي محمد الشرفاء، واصفًا إياها بالدعوة الصادقة لإزالة الشوائب التي شوهت صورة الإسلام على مر القرون.
ووفقًا لبنفضيل، فإن القصص المختلقة المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم كانت ولا تزال تشكل تهديدًا خطيرًا لوحدة الأمة الإسلامية، وقد استُخدمت هذه القصص من قبل بعض القادة الدينيين كوسيلة لتحريض الشباب على العنف والتطرف، مستغلين براءة الأطفال وضعف النساء لتحقيق أوهامهم.
وقال إن هذه الفظائع تتناقض بشكل صارخ مع القيم الأساسية للإسلام التي تدعو إلى الرحمة والتعايش السلمي.
ويعتقد بنفضيل أن حل المشكلة يكمن في العودة إلى المصدر الأصلي للإسلام – القرآن الكريم وسُنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، مؤكدا أن اتباع تعاليم القرآن والسُنة هو السبيل الوحيد لاستعادة وحدة المسلمين وقوتهم وتمكينهم من بناء مجتمع قائم على العدل والرحمة والتسامح.
ويرى بنفضيل أن الاعتماد على القصص المختلقة والإسرائيليات يشوه صورة الإسلام الحقيقية ويقلل بشدة من مكانة النبي صلى الله عليه وسلم.
كما يرى أن التعليم يلعب دورًا مهمًا في تصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين المسلمين، مشيرا إلى ضرورة تحديث البرنامج التعليمي ليشمل الفهم الصحيح للإسلام وتقديم رواية صحيحة تعكس القيم الحقيقية للدين.
ويؤكد على أهمية دور وسائل الإعلام في نشر الأفكار الصحيحة والتوعية بمخاطر المفاهيم المغلوطة، مشددًا على ضرورة استخدام الإعلام كأداة فعالة لتصحيح المفاهيم وتوجيه المسلمين إلى الفهم الصحيح للإسلام.
وقال بنفضيل إن الإسلام دين شامل يمس جميع جوانب الحياة وليس العبادات فقط، وإن تطبيق القيم الإسلامية في الحياة اليومية يرفع من شأن المسلمين ويجعلهم قدوة لغيرهم.
ويرى أن المسلمين إذا التزموا بتعاليم الإسلام الحقيقية، فإنهم سيساهمون في بناء مجتمع عادل وسلمي قائم على مبادئ الرحمة والإحسان والعدل.
كما يرى أن الإسلام يدعو إلى الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة، وأن هذا الحوار هو أفضل وسيلة لنشر قيم السلام والتعايش السلمي بين الشعوب، مشددا على أن المسلمين مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى العودة إلى تعاليم الإسلام الحقيقية والتخلص من الأفكار الخاطئة التي شوهت صورة الإسلام في العالم، كما يجب على المسلمين أن يلتزموا بالقيم الإسلامية وأن يكونوا قدوة في جميع مجالات الحياة، بما في ذلك العمل والعلاقات الاجتماعية والعلاقات مع الآخرين.
ويشير بنفضيل إلى أن الإصلاح يبدأ بالفرد، وعلى كل مسلم أن يسعى إلى تزكية نفسه واتباع تعاليم دينه في حياته اليومية، كما يرى أن الجهود الجماعية للمسلمين ستؤدي إلى نهضة إسلامية شاملة تسهم في إيجاد مجتمع دولي أكثر عدلاً وسلاماً.
يقول بنفضيل أن الله تعالى قد أعطى الإسلام الحلول لجميع مشاكل البشرية، وأن المسلمين إذا التزموا بتعاليم دينهم سيؤدي ذلك إلى سعادة ورخاء الناس جميعًا.
ويحث المسلمين على الحرص على نقل الصورة الحقيقية والمشرقة لدينهم ونشر القيم الإسلامية السمحة المتمثلة في الرحمة والإحسان والعدل في جميع أنحاء العالم، ولتحقيق الإحياء الإسلامي يجب على المسلمين العودة إلى القرآن والسُنة، والسعي إلى تطبيق القيم الإسلامية في حياتهم اليومية، ونبذ ما يفرق المسلمين.
ويعتقد بنفضيل أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك، كما يأسف لانجراف الكثير من المسلمين اليوم إلى روايات كاذبة لا علاقة لها بتعاليم الإسلام الحقيقية.
ويعتقد بنفضيل أن هذا الانجراف هو السبب الرئيسي في تدهور الأمة الإسلامية وانقسامها، مشددا على ضرورة العودة إلى التعاليم الحقيقية للقرآن والسُنة، وتنقية الأحاديث من الشوائب والإسرائيليات التي أدت إلى تفرق المسلمين .
وفي الختام، يعرب بنفضيل عن أمله في أن يعود المسلمون إلى تعاليم دينهم الحنيف، وأن يسعوا جاهدين إلى اتباعها في حياتهم اليومية من أجل تحقيق مجتمع يسوده السلام والعدل والرحمة، مؤكدا أن هذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال التمسك بتعاليم القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة، وتجنب الأمور التي تفرق المسلمين وتجلب الخلاف بينهم.