قال المهندس محمد صلاح المتدير فى كتاب الله القرآن الكريم أن هناك
قاعدتين من اهم القواعد التي خرج بهما من كتاب الله لنرى نور آيات الله خارج المنظومة التفسيرية التي حاصرنا بها التابعين دون إعمال العقل فيما نُقل وتداولوه على انه الفهم الوحيد المعتمد لكتاب الله ولا يجب الخروج عنه، وبذلك تحولت الرسالة العالمية الى رسالة تخاطب فقط بدو صحراء الجزيرة العربية، فساد الإقصاء والتميز الذي توغل حتى أصبح الذكر فقط هو المخاطب في معظم آيات الله، والمرأة تابع وموضع شهوة وتسوق إلى النار .
اكد صلاح أن اهم شيء في قراءة القرآن هو اتباع النظم والسياق للآية وإلغاء الترادف، فرب العزة لا ينظم شعراً حتى تكون كلماته بها ترادف بالمعنى، وكل لفظ في محله ومع الآيات التي ينساق داخل نظم وتركب كلماتها يحمل المعنى المشار اليه ليتسق وينضبط الفهم، فمثلا نساء لا تعني إناث في كثير من آيات كتاب الله لنا، وكلمة الرجل لا تعني ذكر ايضاً في كثير من المواضع، وكلمة رسول تختلف عن النبي، ووالد ليس أب ، وأم ليست والدة.
وتابع، سنضرب مثلا بسيطا للفظ نساء في الآيات التالية والتي تؤكد على قاعدة النظم والسياق، قال تعالى:( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) ال عمران (14)، باتباع أن السياق هو الحاكم على الألفاظ في الآيات فقد بداءت الآية بزين للناس وانتهت بمتاع الحياة الدنيا، والذي يقودنا إلى أن ما بين اللفظين لكل الناس من إناث وذكور مع اختلاف أعمارهم ومما هو فيه المتاع والانتفاع لهم على حد سواء ويشتركون فيه دون تميز، ويأتي بعد زين للناس لفظ نساء، وباعتماد أن النساء من الناس فلا يصح أن يزين حب المرأة للمرأة فهذا من المحرمات التي نها الله عنها، إذا فلفظ نساء لا يعني أبدا في هذه الآية الأنثى بأي حال من الأحوال، إذا ما هو معناها ؟
يقول المتدبر فى كتاب الله أن نساء في اللغه العربية وفي معاجم العرب هي مفرد كلمة نسيء أي تأخر وجمعها نساء، وهذا موجود في كل معاجم العرب، ليكون المراد من الآية أن كل ما تأخر وسيظهر مستقبلا الناس تتمناه وتحب الحصول عليه، أي مثلا لو أنك تمتلك شيء موديل عام أو عامين مضوا فأنت في اشتياق وسعي لتمتلك من موديل هذه السنه والتي تليها وكل الناس بكل أعمارهم وأجناسهم تتفق على هذا، إذاً زين للناس حب الشهوات من كل شيء جديد تاخر وسيظهر مستقبلاً.
وأوضح صلاح أن البنيين لا تعني الذكور من الأولاد وإلا اصبح هناك تمييز وعنصرية كما هو الحال الآن على أرض الواقع، فإنجاب البنات كارثة، والذي ليس له ولد ذكر قطع دابره ويلهث ساعيً لإنجاب ذكور، وهذا مما فعله التفسير المغلوط، ولكن باتباع النظم والسياق يكون المعني الملزم والواجب لبنين هو الأبنية، فمن يملك بيت صغير يتمنى ويشتهي الأكبر والأوسع ومن عنده الأكبر والأوسع يتمني قصرا بحدائق وليست الذكور من الأبناء فلا يصح في كلام الله التميز أو العنصرية، وهذا ايضاً يشترك فيه كل الناس دون تمييز، القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ليست الأوزان بالأطنان أو بالقنطار كما قيل في التفاسير، ولكن ما تشتهيه الأنفس بكل أجناسها هو الذهب والفضة المشغولة على شكل قناطير وهي جمع الجمع من قناطر ومفردها قنطرة أي نصف دائرة ومقنطرة أي مكتملة الاستدارة، وكل أشكال الذهب والفضة الآن نصف دائرة أو دائرة كاملة ومما يسعى جميع الناس لامتلاكه مع مختلف الطبقات والأوساط والأجناس والأعمار .
يستكمل صلاح، الخيل المسومة لا تعني الأحصنة التي نعرفها لأنه وبلا شك هناك من يكره الحصان أو يرتعب منه فتصير الآية غير متزنة وحاشاه سبحانه، إنما تعني كل ما تملكه وتحت تصرفك ومسخر لك وتختال به بين الناس أي تتزاين به، فمن معه سيارة يختال بها ومن معه دراجة يختال بها، أو حصان يختال به أو حتى حمار يختال به، فكل ما هو طوع يدك ومسوم أي معك السيطرة عليه لا يختلف الناس جميعا في اشتهائه واقتنائه كل على قدر طاقته .
يتابع المتدبر فى كتاب الله تفسيره، الأنعام والحرث كل ما أنعم الله به على الناس مما يسر في أرضه وتطلبه لرغد عيشك وتحسين معاشك لا يأتي إلا بما تحرث فيه، أي لا يأتي إلا بسعي، فانعام الله موجوده لكل الناس بنفس القدر ولكن لن تأتي إلا بالحرث أي العمل بجد للحصول عليها، وهي جمع الجمع من نِعم.
أضاف أن الله ختم الآيات بأن ذلك متاع الحياة الدنيا ليس بحرام فهو متاع ولكن بصالح السعي والحرث فيه لأن الله عنده حسن مأب من اتقى وأصلح.
وتساءل، كيف غيرتم تفسير الآية لتصبح وكأن الله يخاطب الذكور فقط وجعلتم المرأة فتنة لكي تتفرغ لشهواتكم الذكورية وأن الذكور من الأبناء هم الأفضل.
يرى صلاح أن الكارثة هى أن كل المشايخ يعتمدون على ما دون في التفاسير دون بحث أو تفعيل عقل، ومنعوا أنفسهم ومنعو الناس من التفكير والتفسير، ومن يحاول أن يقدم أي تفسير مخالف لهم يتهمونه بأبشع الاتهامات ويوضع في منصة إقامة الحد للخروج عن دين الاسلام، فخرجت جماعات التطرف من صلب كتبهم لتطبق حدودهم، ولا يستطيعون تكفيرهم لأنهم يطبقون ما في كتبهم.