ما زالت الجراح تضمد والهزات الارتدادية تزيد من عدد المصابين والضحايا في تركيا وسوريا، وتدمر ما بقي واقفاً من زلزال السادس من فبراير.
في «إدلب» السورية، وفي «هاتاي» التركية تهتز الأرض وتتساقط المباني مساء الاثنين، لتأخذ الضربة الجديدة بقوة 6.4 على مقياس ريختر أرواحاً، وتحدث رعباً وصل إلى بيروت، ويزداد الحزن حزناً، فهذه كارثة طبيعية ممتدة، وما زالت تداعياتها متوقعة، وليس بيد البشر ولو اجتمعوا شيئاً يقدمونه غير الدعاء، وإرسال المعونات، فالعلم ما زال عاجزاً عن رصد الزلازل، لا يعرف لها موعداً، ولا يمكنه إدراك خطورة ما يقع منها.
ونرجع لساعات قليلة قبل وقوع الزلزال الجديد، إلى نهار الاثنين، حيث جدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، توجيهاته للجهات المعنية، بمواصلة إرسال المساعدات إلى تركيا وسوريا، وغردت حرم الرئيس التركي على حسابها في «تويتر»، موجهة الشكر إلى «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله وجزاها كل خير، ومعها شعب الإمارات، على دعمهم لحملة «جسور الخير» التي أطلقتها الدولة لمد يد العون ومساعدة المتضررين من الزلزال، ونذكر أن أصحاب القلوب الرحيمة والمحبة للإنسان أينما كان، يبادرون إلى مد يد العون دون تردد، وقد جاء الشكر لمن تستحقه، فهي القدوة المكملة لتلك الأيادي البيضاء التي عرفتها بلادنا، وتسير على خطاها قيادتنا الفاعلة للخير متى استدعت الظروف وعلت نداءات الإغاثة.
من أنعم الله عليهم يسعون إلى فعل الخير، أكررها مرات تلو مرات، لأنهم تربوا على ذلك، وتعلموا في مدارس الحياة التي عاشوها «إن الإنسان لأخيه الإنسان»، يقدم له ما يخفف عنه، ويحفظ له إنسانيته بعد أن قست عليه الظروف، ومنهم، من أولئك الذين نذهب إليهم، باحثين عنهم، برفقة الدواء والغذاء والغطاء، أقول لكم، من هؤلاء نسمع النداء، ونطمئن، فالأيادي البيضاء أوصلت الخير، والخير يجلب الخير.
نقلا عن البيان .