أكد الدكتور عبدالمنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن الحديث عن التكامل والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية أصبح له أهمية بعد الأزمات الاقتصادية العالمية، متابعا ” عندما كنا نتكلم في الماضي عن التبادل التجاري وسوق عربية مشتركة، كان هناك عدم التفات لهذا الأمر، لكنه أصبح الآن هاما للغاية خاصه في ظل الازمات التي يمر بها العالم ”
جاء ذلك فى تعليقه على امكانية الاستفادة فى الوقت الحالى من خارطة الطريق التى وضعها المفكر العربى على محمد الشرفاء لانقاذ الأمة العربية وتوحيد الصف ، لافتا أن هناك العديد من الأزمات التى يشهدها العالم مثل ازمه التغيرات المناخية وتأثيرها علي المحاصيل الزراعيه ، وازمه فيروس كورونا ، والازمه الروسيه الاوكرانية، وجميعها كان من شأنها التأثير السلبي علي الاقتصاد العالمي بشكل كبير، حيث إنخفض معدل النمو الاقتصادى العالمى الي ٣،٢٪ بدلا من ٤،٨ ٪ ، كذلك انخفضت حركة رؤوس الاموال والاستثمار بنسبة ٣٣٪ علي مستوي العالم.
أضاف مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية ، أن من ضمن الأزمات أيضا زيادة معدلات البطاله على مستوى العالم ، بالاضافه الي ازمه الطاقه ، كل هذه التحديات تجعل الحديث عن السوق العربيه المشتركه والتكامل الاقتصادي العربي له أهميته في هذا التوقيت.
وتابع السيد : ” تفعيل منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى وهي حلف اقتصادي بين الدول العربية للتكامل الاقتصادي والتبادل التجاري منخفض الرسوم الجمركية، دخلت حيز التنفيذ فى عام 2005ولكن ليس بشكل كامل، واصبح تحقيق التكامل الاقتصادي العربي عن طريق إقامة السوق العربية المشتركة التي تعتبر شكل متقدم من أشكال التكامل الاقتصادي، وحلم طال انتظاره ، يقوم على أساس حرية انتقال رؤوس الأموال والأيدي العاملة بين الدول المشاركة في السوق، إضافة إلى حرية تبادل السلع والمنتجات وإقامة اتحاد جمركي فيما بينها وإلغاء الحواجز الجمركيه، وكذلك عمل مشروعات مشتركه في مجال الصناعه والزراعه وتكنولوجيا الاتصالات ،مما يزيد من حجم التبادل التجاري والتجارة البينية العربية ، فعلي سبيل المثال إقامه مشروعات تنمويه في مجال الزراعه والمشروعات الصناعيه عليها ،امر ليس عسير فالاراضي الخصبه القابله للزراعه متوفرة في السودان علي سبيل المثال، والايدي العاملة والتكنولوجيا متوفرة فى مصر، وأيضا التمويل اللازم متاح من دول الخليج، وبالتالي كل عناصر نجاح المشروعات متوفرة في الوطن العربي .
ولفت مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية الى أن ربما يرجع عدم نجاح السوق العربيه المشتركه
الى غياب مراحل تنفيذية وتوقيتات زمنية محددة لتفعيلها، وعدم موائمة التشريعات الوطنية مع التزامات السوق العربية المشتركة ، فضلا عن المعوقات الاقتصادية بشأن غياب التنسيق بين الخطط الاقتصادية العربية والتفاوت بين اقتصاديات الدول العربية، بالإضافة إلى المعوقات السياسية ، لكن الان في ظل الازمات العالميه اصبح إقامة السوق العربية المشتركة والتكامل الاقتصادي فرض ، حيث يبلغ حجم سكان الوطن العربي ٤٢٠ مليون مواطن معظمهم من الشباب ومن هم في سن العمل ، أيضا الثروات الطبيعية التي تمتلكها الدول العربيه يجعل التكامل الاقتصادي وتنفيذ السوق العربيه المشتركه امر ليس صعب، خاصة في ظل وجود لغة واحدة وطرق بريه تجمع العديد من الدول العربية.
وقال السيد أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية تعتبر في افضل حالتها ، مما يساعد فى تحقيق حلم التكامل الاقتصادي واقامة السوق العربية المشتركة بشكل جيد، خاصة وأن هناك إرادة سياسية عربية بتحقيق التكامل الاقتصادي .