قال الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، ردا على أطروحة المفكر العربي علي محمد الشرفاء ،للاستفادة من التوترات الأمريكية الأوروبية، من خلال تعاون عربي أوروبي لتعزيز العلاقات الاقتصادية، من خلال انشاء صندوق مشترك بقيمة تريليون دولار والاستفادة بموارد الدول العربية وخبرات دول أوروبا لكسر الهيمنة الأمريكية، في ظل التوترات الأمريكية الأوروبية، أننا نحتاج لتعاون اقتصادي وتكامل حقيقي، وأن تكون البداية من إطلاق مجموعة من المشروعات الزراعية، واستغلال التكنولوجيا والأموال والقوى البشرية، في مختلف بلدان المنطقة، عبر تحالفات اقتصادية عربية قوية .
وطالب الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، بتفعيل شراكة عربية عربية، وليست عربية أوروبية، لأننا كعالم عربي نحتاج إلى بعض أكثر، وأمامنا الكثير من المشروعات المشتركة بين الدول العربية في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة البينية، وأن يزيد حجم التجارة بين الدول العربية والعالم الخارجي عن الـ10 في المئة الحالية، موضحا أن الحديث عن التعاون الاقتصادي بين العرب أصبح له أهمية خاصة وسط أزمات العالم، مضيفا أنه منذ 10 أو 20 عاما لم يكن هناك التفات كافي لأهمية السوق العربية المشتركة، ويجب على الدول العربية تنفيذ تلك الاتفاقيات على أرض الواقع لتفعيلها .
وأشار السيد، إلى أن العلاقات العربية الأوروبية ممتدة منذ عشرات السنين، إذ أن في تسعينيات القرن الماضي بدأت العلاقات بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، عندما انطلقت دول المجلس نحو تعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، فتم التوقيع على اتفاقية التجارة والاستثمار بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي عام 1988، والتي كانت خطوة مهمة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين، حيث يعتبر الاتحاد الأوروبي واحداً من أهم الشركاء الاقتصاديين للدول الخليجية،موضحا، أن دول الخليج العربي تعتبر تاسع أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي في عام 2022، حيث بلغ حجم التجارة بين المنطقتين 174 مليار يورو، كما يعد الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الخليجي، في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية، ومصدر مهم للاستثمار لدول مجلس التعاون الخليجي .
ولفت السيد، الى أن هناك عشرات المشاريع التي تمثل التعاون المستدام بين دول الخليج العربى والاتحاد الأوروبي، وهي تعتبر ثمرة علاقات تاريخية واجتماعات متعددة كان الهدف منها تعزيز التعاون والعلاقات الاقتصادية والسياسية بين الجانبين .