اتفق الباحث الدكتور الخضر سالم بن حليس الباحث في الفكر الإسلامي، في بحثه المنشور “خلل الفهم وعدوانية الاستغلال” في فهم قوله تعالى (وَاضْرِبُوهُن) مع تفسير المفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادى لكلمة ” واضربوهن ” التى جاءت فى القرأن الكريم، ويستغلها الكثير من الرجال لضرب زوجاتهم، وهو معنى خاطىء لابد من تصحيحه، حيث أشار الباحث إلى عدوانية استغلال اللفظ القرآني في تقديمه دليلاً قاطعاً على العنف الممارس ضد المرأة والتمييز العنصري الأسري الإسلامي بحق النساء.
وقال أن الإمام الراغب الأصفهاني أستاذ المفردات القرآنية في القرن الخامس الهجري تمكن من جمع السياقات القرآنية الناظمة لمفردة الضرب في ضوء شخصية الكلمة وبيتها اللغوية.
وتطرق أيضا إلى أنه توضيح ما يدلى به اللفظ القرآني من حمولة دلالية يكشفها السياق المنظم لتلك المفردات ويحملها الفهم المقاصدي الناظم لنظام الأسرة في الكيان الإنساني كما يرسمه الوحي الإلهي بشقيه، واشتمل على قراءة السفير الألماني المسلم مراد هوفمان في الضرب رمزية تأديبية لرأب الصدع في العلاقة الزوجية دفعاً للانفصال والتمزق، وبين أن ابن عاشور يرى أن تنفيذ الضرب مهمة ولي أمر المرآة. واختتم المقال بالإشارة إلى أن هذا موجز على ما يحويه الفقه الإسلامي من بُعد إنساني ومسلك اجتماعي وميزان تربوي ومستدعى من تعاليم الوحي الشريف بعيداً عن المزايدات الانتقامية والاستغلال العدواني ورهاب التأويل عند حدود النص القويم.
وأشار الباحث الى أن القرآن يضع التوجيه تدرجاً ثلاثيا لإحدى أعنف المشكلات الأسرية التي تهدد التماسك الأسري وتُعِرضه لانفكاك والتشظي، كما إن نشــوب (النشوز،) وإطالة العناد والاستعلاء في سلوك المرأة مؤثر على صحة العلاقة الزوجية، ويحتاج إلــى علاج صارم، خصوصاً إذا تحول إلى عصيان عام يسلمها للخراب.
وأشار الباحث الى أن العلاج القرآني بدا تربوياً حساســاً يتناغم مع نفسية المرأة، ويكافح المرض في تطوراته الأولى، فمضى متدرجــاً بالنصــح والحوار والتحذير حتى إذا اســتنفد المســار كامل حلوله ولم يجــد أُذناً مصغية كان الانتقال إلى الهجر المنزلي، وإغلاق أبواب الود؛ إذ تأثيرها على المشــاعر أبلغ؛ حتى إذا اســتنفد المســار طريقه لم يبق إلا الضــرب.