قال الدكتور محمد عبد المالك نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلى، أن القرآن الكريم عنى بالحديث عن الصلاح والإصلاح بمشتقاتها المتعددة، فالصلاح هو سلوك طريق الهدى أو الإستقامة على ما يدعو اليه الشرع بمعنى إستقامة حال الإنسان الى ما يدعو اليه الشرع، لافتا إلى أن القرآن الكريم تحدث عن الصلاح قاصدا عنه أغراضا متعددة لعل من أهمها أنه قصد الى إصلاح حال الناس في الإعتقاد، في العبادات، في الأخلاق، في المعاملات، في نظام الأسرة، في إصلاح ذات البين، في كل شؤون الحياة. وتابع نائب رئيس جامعة الأزهر فى حديثه عن الصلاح والإصلاح فى القرآن الكريم، أن ما جاء فى القرآن يوضح أن الإصلاح جاء به الأنبياء والمرسلون، بل هو سمت الأنبياء والمرسلين، فقد قرأنا كثيرا في القرآن الكريم ما جاء على لسان سيدنا شعيب على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهو يخاطب قومه ” قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أُريدُ أن أُخالفكُم إلى ما أنهاكُم عنه إن أُريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب ” وقال سبحانه في شأن الخليل إبراهيم ” ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين” وقال سبحانه في شأن بعض الأنبياء ” وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين” . اذا الإصلاح دعا إليه أنبياء الله ورسله، فالإصلاح سمت الأنبياء والمرسلين. وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر الى أغراض الإصلاح أو الجوانب التي دعا اليها القرآن الكريم في هذا الصدد حيث دعا القرآن الناس الى إصلاح الإعتقاد عن طريق دعوة الناس الى توحيد الله تبارك وتعالى لأننا نعلم أن ربنا فطر البشرية على التوحيد وظلت كذلك حتى جاءتها الشياطين فابعدتها عن توحيد الله تبارك وتعالى، كما قال ربنا ” كان الناس أُمة واحدة ” أى على التوحيد، فاشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ” فبعث الله النبيين مُبشرين ومُنذرين” اذ أول غرض من أغراض القرآن الكريم إصلاح الإعتقاد عن طريق الدعوة الى وحدانية الله تبارك وتعالى، فالله واحد في ذاته لا شريك له ومعنى وحدانية الله أنه لا توجد ذات تشبه ذات الله تبارك وتعالى، اذا التوحيد الخالص هو توحيد الله تبارك وتعالى فالله واحد في ذاته لا شريك له، واحد في صفاته لا شبيه له، واحد في أفعاله لا مثيل له، لا يسُأل عنه بأين هو لأنه خالق المكان ولا بمتى كان لأنه خالق الزمان.
وتابع نائب رئيس جامعة الأزهر ” إصلاح العبادات يعنى أن يتوجه الإنسان في عباداته خالصة لله تبارك وتعالى، فقد جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله إنى أعمل العمل لله لكني أحب أن يطلع عليه الناس، وقبل أن يجيب النبي بكلمة نزل جبريل يجوب الأفاق ويطوي بأجنحته السبع الطباق ويقرأ على الرسول صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى ” قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى اليه إنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا” فالقرآن يهدف الى إصلاح الإعتقاد وإصلاح العبادة والأخلاق، بحيث تتوافق الأخلاق مع منهج الله تبارك وتعالى. وكشف دكتور محمد عبد المالك أن الفرق بين الإسلام وغيره فى مسآلة الخلق، أن الإسلام يعتبر الأخلاق دين، ولهذا بعض الناس ربما يفهم أن الدين هو الصلاة والصيام والزكاة والحج، ويقف عند هذا الحد، ثم يهمل معاملة إخوانه أو يفرط في حقوقهم، وهذا خطأ لأن الدين الكامل لا يتحقق إلا بالقيام بحقوق الله تبارك وتعالى وحقوق العباد، ولهذا روى عن بعض السلف أنه قال، جلس نبي الله داوود على نبينا وعليه افضل الصلاة وآتم السلام، جلس خاليا واحدا فأوحى الله تعالى إليه ” يا داوود مالي أراك خالي قال هجرت الناس فيك يا رب من أجلك يا رب فأوحى الله تعالى إليه ” ألا أدلك على ما تستبقي به وجوه الناس وتبلغ به رضاي؟ خالق الناس بأخلاقهم وإحتجز الإيمان بيني وبينك” فالإسلام هو الأخلاق، يثاب عليها فاعلها ويعاقب على تركها، وفي حديث أخر رأينا النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” إن من أحبكُم إلي، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم خلقا ” ويقول أيضا أنا زعيم بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. اذا الإسلام يهدف الى إصلاح الإعتقاد والعبادات يهدف والأخلاق، كما يهدف أيضا الى إصلاح الأسرة وبيت الزوجية لأننا نعلم أن الأسرة هى الأساس في تكوين الطفل وهي الخلية الأولى في بناء المجتمع، ولهذا عني بها القرآن الكريم عناية بالغة وفائقة، فجاء في سورة الروم “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”. ويستكمل نائب رئيس جامعة الأزهر حديثه عن الصلاح والإصلاح فى القرآن الكريم ” ومع عناية الإسلام بالأسرة نرى الأسر الأن إلا من رحم الله كثير من الأسر قد تفككت بل وانتشر الطلاق بدرجة كبيرة، ولهذا نرى القرآن الكريم يوجهنا الى الإصلاح بين الزوجين عند حدوث الشقاق، حيث يقول ربنا سبحانه ” وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا” لم يقف الإصلاح فى الإسلام عند الأسرة فحسب، بل إمتد الى الذات البين كما في مفتتح سورة الأنفال حين يقول ربنا سبحانه “يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وإصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين” وفي هذا المعنى جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة” أيضا الإصلاح بين المتخاصمين كما في سورة الحجرات حيث يقول ربنا عز من قائل سبحانه ” وإن طائفتان من المؤمنين إقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الآخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى أمر الله فإن فاءت فإصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين” ثم قال ربنا أيضا ” إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم وأتقوا الله لعلكم ترحمون” ويشير ربنا في سورة النساء أيضا الى فضل الإصلاح بين الناس فيقول عز من قائل سبحانه ” لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك إبتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما” لم يقف القرآن الكريم في حديثه عن الإصلاح عند الأمر بالإصلاح بين الزوجين أو بالإصلاح بين الأسرة حال حدوث الشقاق إنما تنوع القرآن في حديثه عن الإصلاح فنرى الإصلاح وقد إرتبط بالتوبة، فلا يكون الإصلاح إصلاحا الا إذا كان صاحبه صالحا في نفسه وفي هذا المعنى يقول ربنا ” إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم” كما قال عز من قائل سبحانه “فمن أتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون” فقد آمن الله المصلحين فلا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، لا يفزعون حين يفزع الناس. وارتبط الإصلاح أيضا برحمة الله كما قال سبحانه ” كتب ربكم على نفسه الرحمة إنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم” فإرتبط الإصلاح بالرحمة. كذلك تحدث القرآن الكريم عن الصلاح والإصلاح وبيٓن أغراض الإسلام من الدعوة الى الصلاح فى كثير من آياته، مما يدل على أن الإسلام جاء ليصلح من حال الإنسان في عقيدته وعبادته وأخلاقه، بل إن دعوات الأنبياء جاءت وقامت من آجل الإصلاح.
كان المفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادي، كتب مقالا بعنوان ” الإعراض عن ذكر الله يساوى معيشة ضنكا ” هذا نصه ،،
نعم يستطيع المسلمون تحرير عقولهم مما علق بها من روايات كاذبة مفتراة على الله ورسوله، ويمكنهم ذلك إذا آمنوا بأن القرآن هو رسالة الإسلام لعباده واتبعوا كتابه وتمسكوا بآياته التي يقول فيها سبحانه:
(فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (– (طه: 123-126).
ثم إن الله سبحانه أمر المسلمين بعدم أتباع غير كتابه بقوله تعالى: (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ )- (الأعراف:3).
أمر واضح وجلي من الله سبحانه لعباده من المسلمين بألا يتبعوا كتابًا غيره، وقد أنذره فى الآية الأولى بأن من لا يتبع كتابه ويحتكم إلى آياته فسيعيش حياة البؤس والضنك، وهذا ما نحن نعيشه اليوم لأننا عصينا أمر الله ومن يعصى الله فقد حل عليه عقاب الله وعذابه.
ولتحرير العقول مما علق بها من الطفيليات وتنظيفها من سموم الروايات التي فرقت المسلمين وخلقت بينهم الفتن والبغضاء والكراهية وجعلتهم يقتتلون بعضهم. هل يستمر المسلمون بالتمسك بها، أم يرجعون لكتاب الله الذي يدعوهم للوحدة والسلام والتعاون والرحمة والعدل فيما بينهم؟!
أليس كتاب الله يدعوهم للخير والصلاح، والروايات تدعوهم للضلال والفرقة؟
أليس الله يدعوهم للبر والتقوى حيث يقول سبحانه:
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)- (المائدة:2(
أم يتبعون مرجعيات متناحرة متناقضة فيما بينها جعلت المسلمين في متاهات وصراعات.
الحل في تحرير العقل هو العودة لكتاب الله فقط.
وحينما نقرأ في القرآن الكريم حيث يأمر الله رسوله بقوله:
( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) – (يونس: ١٠٩).
فإذا كان الله يأمر رسوله باتباع ما يوحى إليه من آيات الذكر الحكيم… أليس من المفروض- بما أننا نتبع دعوة رسول الله المأمور باتباع كتاب الله- أن نتبع كتاب الله كما أمر رسوله إن كنا صادقين في إسلامنا ومؤمنيين بأن القران خطاب الله للناس كلف الله به رسوله ليبلغه لعباده ليهديهم طريق الخير والصلاح.
وحينما يأمر الله رسوله باتباع القرآن وآياته إنما ليكون أسوة حسنة لعباده عندما يطبق تعاليم القرآن وأوامر الله سلوكًا على أرض الواقع من عبادات ومعاملات وتشريعات إلهية، معلمًا الناس فضائل الأخلاق والقيم الربانية من رحمة وعدل وحرية وسلام.
سلام مع الله، وسلام مع النفس، وسلام مع المجتمع، وسلام مع جميع الناس فى كل مكان، حيث ترفرف عليه البركة وتغمره السكينة وتتحقق له السعادة.
وحينما نقرأ في كتابه المبين قوله تعالى:(المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) – (الأعراف: 1-2).
بهذه الآية يحدد الله لرسوله أن ما أنزل عليه من آيات الذكر الحكيم أن يبلغها للناس وألا يكون محرج في تبليغها وأنه ذكرى المؤمنين.
فالله يؤكد الهدف من إنزال الكتاب على رسوله من أجل أن يبلغ عباده بمراده من آيات القرآن الكريم وينذرهم إذا لم يتبعونه فيما بلغهم به من آياته وما جاء فيها من عبادات وتشريع ومعاملات وفضائل
وأخلاق ليأمنوا يوم الحساب من عقاب الله وعذابه ويعيشوا سعداء فى الحياة الدنيا إذا اتبعوا هدايته.
وفى نفس الوقت يأمر الله المسلمين بقوله (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) – ( الأعراف: 3).
إن هذه الآية تحذر المسلمين بعدم اتباع أيًا من البشر تحت أي مسمى وأيا كان أم شيخًا أم عالمًا غير ما أنزل الله على رسوله الكريم من آيات الذكر الحكيم، ثم يوم القيام يسأل الله سبحانه بقوله:
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا * فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ) – ( الفرقان: 17-19).
وقال سبحانه يصف الذين لم يتبعوا رسوله فيما أنزل عليه من كتاب مبين:
(فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ). (الأعراف: 30).
ويحذر الله فى قرآنه الذين نسوا ما بلغهم به رسول الله من آيات القرآن بقوله تعالى:
(فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ) – (الأعراف: 30).
وتؤكد أكثر آيات القرآن الكريم بأن الله كرر أمره لرسوله بإيصال رسالته لعباده وشرح آيات الذكر الحكيم للناس وفيها ما يهديهم للطريق المستقيم وفيها ما يحذرهم من الوقوع فى طريق الشياطين خسروا الدنيا والآخرة.
ومن الآيات التي تحدد بوضوح مهمة الرسول عليه الصلاة والسلام حيث يقول سبحانه:
(فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ)- ( ق: ٤٥).
من هنا نجد أن التعليمات الإلهية تحصر مهمة الرسول في التبليغ فقط .