السينما هى غذاء الروح والمادة الخصبة لعرض محتوى فنى ينقل التجارب الحياتية والمشكلات اليومية فى المجتمع عبر بوابة الفن، ورغم انعقاد الدورة 12 لمهرجان السينما الإفريقية بمحافظة الأقصر، بحضور نجوم الفن والسينما من مصر والدول الإفريقية على مدار الـ12 سنة الماضية، إلا أنه لا تزال محافظة الأقصر وأبناؤها لم يحصلوا على حقهم الطبيعي فى السينما، فلا توجد بمحافظة الأقصر بأكملها دار سينما كبرى تخدم أبناء المدينة الصعيدية التاريخية الأثرية السياحية الأولى فى الجنوب، اللهم إلا دور سينما صغيرة خاصة فى أحد المولات، وسينما شعبية بسيطة بدأت منذ أيام فقط فى عرض بعض الأفلام مؤخراً داخل قصر ثقافة الأقصر بالعوامية.
سينما الشعب مشروع وزارة الثقافة داخل قصر ثقافة جزيرة العوامية
الأقصر لا يوجد داخلها دور عرض سينما كبرى كباقي المحافظات والعاصمة، إلا مشروع “سينما الشعب” بقصر ثقافة الأقصر بجزيرة العوامية بدءاً من يوم 7 يناير العام الجارى، حيث يقول عماد فتحى رئيس الإدارة المركزية لإقليم جنوب الصعيد الثقافي، إنه تم تنفيذ مشروع “سينما الشعب” وذلك فى ضوء تنفيذ توجيهات الدكتور نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والمستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، ويتم عرض بسينما الشعب أقوى افلام الموسم المعروضة بدور السينما، مشيراً إلى أن مواعيد الحفلات 10 صباحاً والواحدة ظهراً سعر التذكرة 20 جنيه وحفله 3 عصراً و6 و9 مساءاً بسعر 40 ج للتذكرة .
ويضيف رئيس الإدارة المركزية لإقليم جنوب الصعيد الثقافي، لـ”اليوم السابع”، أن مشروع سينما الشعب يتم تنفيذه من خلال وزارة الثقافة تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، وتشرف عليه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومدير عام الثقافة السينمائية، والمدير التنفيذي للمشروع الفنان تامر عبدالمنعم ويعرض افلام جديدة بصفة دورية وقد تم افتتاح عشرون دار سينما في 17 محافظة على مستوى الجمهورية تتضمن 2 دور سينما بإقليم جنوب الصعيد في محافظات قنا والأقصر.
مخرج أقصرى يكشف تاريخ السينما فى الأقصر حتى الاندثار وإغلاقها بالكامل
المخرج أحمد يوسف الجمل ابن مدينة القرنة غرب الأقصر، يقول إن السينما أحد الفنون التاريخية الهادفة، حيث أن دور السينما كانت متواجدة فى الأقصر على مدار السنوات الماضية، حيث كانت توجد سينما داخل “فندق الأقصر” المواجهة لساحة أبو الحجاج الأقصرى، والتى كانت مخصصة للأجانب المقيمين بالأقصر وملاك ومديري الفنادق والموظفين بالفندق، حيث كان بداخلها ماكينة تراثية 16 متر لعرض الأفلام بتذاكر مرتفعة السعر بالمقارنة بالسينمات الشعبية، كما كان يوجد بالأقصر سينما أقيمت فى الخمسينات من القرن الماضي وكانت يطلق عليها “سينما دريقة” وكذلك “سينما آمون”، بجانب “سينما النصر” بشارع المنشية والتي تحولت بعد سنوات من قلة الإقبال عليها لمصنع لبيع الثلوج، أما سينما دريقة فتحولت لمخبز ومخزن، ومع دخول الإزالات فى الفترة الماضية تمت إزالة تلك السينمات وكذلك سينما فندق الأقصر بعد هدم الفنادق بالكامل.
ويضيف المخرج الأقصرى أحمد الجمل، لـ”اليوم السابع”: تهدمت وأغلقت كافة السينمات حتى التسعينات، وهو بحكم عمله مخرج مسرحى فقد شارك فى إعداد وتكوين الفرق المسرحية بقرية حسن فتحى وغيرها من المسارح حول قصور ثقافة الأقصر، ولكن مهرجانات السينما التى تنظم فى الأقصر لا تجد دور سينما واحدة تعرض بها الأفلام المصرية والإفريقية والدولية المشاركة بها، وذلك أمر يحتاج لتدخل من المسئولين فى وزارة الثقافة، حيث أن سينما الشعب التى تم افتتاحها خطوة جيدة ولكن الأقصر تحتاج الكثير والكثير فالسينما تختلف أجوائها كثيراً عن المشاهدة على الإنترنت والتلفاز وغيرها من تطورات العصر الحالى، والدليل أن الدول المتقدمة تحصد الأفلام السينمائية فيها ملايين الدولارات خلال عرضها بدور السينما نظراً لعشق الجمهور للمشاهدة فى مقاعد وأجواء السينما التى تعيدهم للزمن الجميل، موضحاً أن الأقصر مدينة تاريخية وحضارية عظيمة وتستحق أن يكون فى كل مدينة داخلها دار سينما حقيقية تكون منارة لعرض كل ما هو جديد حول مصر والعالم، لإضفاء المتعة بجانب الجمهور المصري والصعيدي للأجانب أيضاً حيث أن الأقصر يزورها مئات الآلاف من السائحين سنوياً وتستحق أن يكون بها دور سينما تجذب هؤلاء الضيوف خلال رحلاتهم السياحية بالأقصر.
مهرجان الأقصر للسينما فى دورته 12 يعرض 55 فيلما
أعلن السيناريست سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، إن الدورة الـ12 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يعرض 55 فيلما جميعها مميزة ولم تعرض من قبل، بالإضافة إلى ورش محلية، ويقدم دعما لأفلام شباب السينمائيين الأفارقة، مضيفاً أن يكرم خلال هذه الدورة السينما السنغالية، كونها من السينمات المهمة التي بدأ في 1965، وحققت العديد من الجوائز من كبريات المهرجانات في العالم.
وأوضح السيناريست سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، أن الدورة الـ12 لمهرجان الأقصر ستكون متوازنة رغم كل الظروف الصعبة على العالم بأكمله، حيث انطلقت فعاليات الدورة الـ12 لـ مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، مساء السبت، حيث أقيم حفل الافتتاح فى معبد الأقصر بحضور العديد من مشاهير ونجوم الفن الأفارقة، وتقدم التونسية كريمة الوسلاتي والسنغالية أومى ندور حفل افتتاح المهرجان، وتقام فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية تحت شعار “السينما خلود الزمان” وتستمر فعالياته حتى الخميس المقبل 9 فبراير، وأعلنت إدارة المهرجان أنها ستكرم عددا من نجوم السينما الأفريقية منهم: هالة صدقي، محمد رمضان، هشام نزيه، بيدرو بومينتا، منصور صورا واد، واختارت إدارة المهرجان دولة السنغال والسينما السنغالية ضيف شرف الدورة .
الفنان محمد المطعنى ابن مدينة إسنا جنوب الأقصر، يقول إن دور السينما منعدمة فى كافة مدن الأقصر، حيث كانت بجانب سينمات مدينة الأقصر التي أغلقت، توجد 5 دور سينما فى مدينة أرمنت أبرزها “سينما مصنع السكر” و”ٍينما العمال” وسينما فاتن” وغيرها ولكنها أغلقت بالكامل ولا توجد داخلها سينمات حالياً، كما أن مدينة إسنا التى تستحوذ على حوالي ثلث أبناء محافظة الأقصر، لا يوجد بها دور سينما واحدة تجذب الجمهور فى الصعيد.
ويضيف الفنان محمد المطعنى، لـ”اليوم السابع”، أن شباب الصعيد ذواق للفن والسينما، حيث أنه على مدار السنوات الماضية يقوم كافة نجوم الفن والتمثيل والإخراج والتأليف بالصعيد بعرض كل ما هو جديد ومختلف على جمهورهم على السوشيال ميديا، حيث أنه يعرض سنوياً فى شهر رمضان على منصاته مسلسلات تجذب الملايين من الجمهور، كما قام مجموعة من الشباب بعمل أول عروض مسرحية بفرق أقصرية وصعيدية بالكامل، وهو ما يدل على أن شباب الأقصر يستحقون أن يكون لديهم دور سينما فى كل مدينة لتعرض بجانب الأفلام الشهيرة المصرية والعالمية إنجازات شباب الصعيد الذواق للفن كما تظهر أرقام منصات الإنترنت.
وأوضح محمد المطعنى، أن الأقصر بتاريخها الأثري والحضاري الذي يعود لآلاف السنين يحظى بقوة كبيرة فى المجال السينمائي والفنى، حيث أنه لا يدخل موسم شهر رمضان المبارك الفنى إلا ويوجد أكثر من مسلسل يعرض الحياة بالصعيد، بجانب أن الأقصر أيضاً تعتبر محط أنظار كافة السينمائيين من حول العالم، وتاريخ تصوير الأفلام العالمية والمحلية كبير من قلب الأقصر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الفيلم العالمى “جريمة قتل على ضفاف النيل”، وكذلك إفلام “غرام فى الكرنك” و”الجزيرة” وصراع فى الوادى”، وأفلام متنوعة للنجم محمد رمضان وعمرو يوسف وغيره من نجوم الفن الذين قاموا بتصوير مئات المشاهد فى شرق وغرب الأقصر.
أما الفنان أحمد عبد الجواد والذي حصد جائزة أفضل ممثل أول على مستوى الجمهورية فى مسابقة فرق هواة المسرح لأعضاء مراكز الشباب بالمديريات منذ عامين، وكرمه وزير الشباب والرياضة فى الإحتفالية، أن المهرجانات التي تنظم فى الأقصر منذ أكثر من 10 سنوات وبرغم حضور كافة نجوم الفن من حول مصر ومشاهير السينما، إلا أنهم لم يضعوا فى أجندتهم مقترح يدعم إقامة أو إنشاء دار سينما فى قلب مدينة الأقصر لخدمة عروض تلك الأفلام التى تصل لـ50 فيلم فى كل دورة، مناشداً جميع نجوم الفن حول مصر بضرورة تبنى فكرة إنشاء دار سينما قوية وحقيقية تليق بأبناء الصعيد وتخدم المهرجانات الفنية التى تقام سنوياً.
وطالب أحمد عبد الجواد بتكاتف نجوم الفن من مشاهير مصر والذين استضافتهم الأقصر ورحب بهم أبناؤها على مدار السنوات الماضية، لإطلاق مبادرة حقيقية ويدعمون مشروع إنشاء دور سينما فى شتى أرجاء مدن الأقصر لدعم أبناء الصعيد أصحاب الذوق الفني الرفيع على مر العصور، فالصعيد مادة وأرض خصبة لكل نجوم الفن والسينما فى كافة إنتاجهم السينمائي، وأنجح الأفلام والمسلسلات هى التى تقدم الحياة الصعيدية والعادات والتقاليد والطقوس للجمهور، فالصعيد بيئة خصبة وتستحق أن يوجد فيها دور سينما لدعم أبناء الصعيد بكل جدية، ويضم مجموعة كبيرة من نجوم الفن والسينما والذين حصدوا ولا يزالون يحصدون العشرات من الجوائز فى شتى الفعاليات الفنية والمسابقات حول مصر.
المصدر : اليوم السابع
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.