ستظل حرب أكتوبر المجيدة ١٩٧٣، واحدة من أعظم الحروب فى تاريخ مصر والمنطقة العربية، والتى انتصرت فيها مصر على إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية أكبر قوة عسكرية فى العالم، والمتحالفين معهم من دول الغرب.
ملحمة اكتوبر ستبقى مثالا حيا على وحدة العرب وسجلا خالدا لانتصار مصر وأشقائها فى الخليج وباقي الأقطار على العدو الصهيونى .
وتحل اليوم الذكرى الـ 50 لنصر أكتوبر العظيم التى وثقت بطولة قادة الخليج، ومن بينهم مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه”.
ضرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أنبل الأمثلة للبطولة التي لعبتها دولة الإمارات العربية المتحدة في حرب أكتوبر، بقراره الذى أصدره تضامنا مع الشعب المصرى والخاص بوقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية الداعمة لاسرائيل، حيث كان الشيخ زايد اول الحكام العرب اللذين اتخذوا القرار وتبعته بعد ذلك باقى الدول العربية .
أكد عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين المصريين الأسبق، أن الشيخ زايد كان عروبيًا حتى النخاع، وأسس أول اتحاد فيدرالى عربى حقيقى هو دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان مؤمنًا بأن مصر هى قلب العروبة النابض، وأن قوة العرب تكمن فى قوة مصر، وبهذه العقيدة وقف مساندًا للدولة المصرية والشعب المصرى فى كل المواقف بالأقوال والأفعال، ويكفى أنه صاحب المقولة الشهيرة «النفط العربى ليس أغلى من الدم العربي»، التى أطلقها فى أثناء حرب أكتوبر المجيدة، رافضا قرار وزراء النفط العرب خفض تصدير البترول بنسبة 5%فقط، ليعلن قطع تصدير البترول كاملًا عن أمريكا وأى دولة تقف مع إسرائيل، لتعلن بعدها المملكة العربية السعودية انضمامها إلى مبادرة الشيخ زايد فى وقف تصدير النفط، ثم تنضم بعد ذلك كل الدول العربية المصدرة للنفط، فى خطوة جريئة وشجاعة تنم عن معدن زعيم لا يخشى فى الحق لومة لائم.
وكشف كتاب وثائقي جديد أصدره مركز الوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة بالإمارات تحت عنوان ”زايد .. من التحدي إلى الاتحاد” عن أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد ”طيب الله ثراه” هو أول من اتخذ قرارا إستراتيجيا بوقف إمدادات النفط عن الدول المساندة للعدوان الإسرائيلي على العرب عام 1967 وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله قد اتخذ قراراً مماثلاً بقطع الإمدادات النفطية عن الدول الغربية والولايات المتحدة إثر اندلاع الحرب العربية – الإسرائيلية الرابعة في السادس من أكتوبر عام ،1973 وأطلق مقولته الشهيرة ” ليس النفط العربي بأغلى من الدم العربي” ·
وأكدت الوثيقة التاريخية التي أوردها الكتاب نقلا عن الأرشيف البريطاني أن فقيد الأمة أعلن في مؤتمر استضافته بغداد عن النفط في عام 1967 عن وقف حكومة أبوظبي لامدادات النفط وأصدر مرسوما أمـــيريا رقم 4 في 9 يونيو عام 1967 أي بعد النكبـــة بأربعة ايام يقــضي بوقف هذه الامدادات حتى ينصاع قادة العدوان للقرارات الدولية·
وأكد الكتـــاب أن الشيخ زايد اتخذ موقفاً شجاعاً من الصراع العربي الإسرائيلي – وذلك على الرغم من أنه لم يكن أكمل شهره العاشر كحاكم لإمارة أبوظبي – حيث أصدر فقيد الأمة مرسوما أميريا بذلك·
وأشار ”آرشي لامب الوكيل السياسي في أبوظبي” في الوثيقة أن الشيخ زايد أعطى توجيهات شفهية لشركـــات النفط التي تعـــمل في الإمارة آنذاك لتطــــبيق المرسوم والالتزام به·
ونقل الكتاب عن الوثيقة التاريخية قول الشيخ زايد ”لدي أصدقاء بريطانيون وأميركيون ولكني عربي أولاً وأخيراً، ولذلك أعطيت تعليمات صارمة بألا يتم تحميل أية ناقلة نفط أميركية أو بريطانية”، كما ألزم الشيخ زايد في ذلك الوقت ناقلات النفط بأن تقدم شهادات تقيد بوجهتها والمكان الذي تقصده، وشهادة ثانية تفيد بالمكان الذي أفرغت فيه حمولتها”·
وفى ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، انذاك، نظمت مؤسسة «الأهرام» احتفالية كبرى بمئوية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية، وجاءت الاحتفالية تحت عنوان «زايد فى قلوب المصريين» بحضور د.مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وسامح شكرى وزير الخارجية المصرى وعدد كبير من الوزراء وسفراء الدول العربية وكبار الكتاب والمثقفين والشخصيات العامة من الجانبين المصرى والإماراتي.
وأكد المشاركون أن الشيخ زايد اول من أصدر قرار وقف تصدير الغاز لأمريكا وأوروبا .
وقال سامح شكرى وزير الخارجية أن تاريخ الشيخ زايد حافل بالمواقف المقدرة فى الاصطفاف مع مصر، بدءا من موقفه الوطنى والعروبى الأصيل إبان العدوان الثلاثى عام 1956 وعقب نكسة 1967، ومرورا بتصديه الشجاع للضغوط الدولية والتزامه الصارم فى مواجهتها بالموقف العربى المشرف بقطع النفط تضامنا مع مصر خلال نصر أكتوبر، ووصولا إلى إسهاماته العديدة فى معارك البناء والتنمية فى مصر بعد انتهاء مرحلة التحرير.
كان المفكر العربى على محمد الشرفاء كتب مقالا تحت عنوان ” شهادتى للتاريخ ” أكد فيه أن الشيخ زايد هو أول من أصدر قرار وقف تصدير الغاز لأمريكا وأوروبا فى حرب اكتوبر تضامنا مع مصر، والى نص المقال،،
أقسم الشعب أن يحمي الوطن ولن يخاف غير الله إله واحد ولن يسجد للوثن، فكم قدم الأرواح والدماء وضحى الشهيد بعمره وحياته فداء للوطن ليزيل من أرضه كل العفن، ويعلم الأجيال معنى مواجهة المحن، فانطلق الرجال من الثكنات والخنادق وخلفهم شعب لا يخشى الفتن، أسقطوا كل الحواجز واخترقوا خط بارليف بالماء كان سلاحهم الإيمان فهدموا قلاعهم وبالقنابل والصواريخ التي دكت معاقلهم.
ويسمع الأعداء النداء الذي زلزل الميدان شعار الله أكبر فوق كل من يطغى ويتكبر، الله أكبر على كل من غرته نفس مريضة تقوده للظلم سيهلكه الله انتقاما لما ارتكب من المظالم استباح أرض المسالم ونهب ثروات أصحاب الحقوق بلا مقاوم فنادى قائد الشعب هبوا لنستعيد أرضنا أرض الأنبياء فلن نسالم حتى نسترجع كل الحقوق سنظل نحارب ونقاوم فلن نقبل على حقنا
أن نساوم أرواحنا تفدي أرضنا ودماؤنا تروي التراب بلا ثمن.
ستظل مصر عصية رغم الزمن رغم المحن رغم الفتن وستدوس أقدامها كل من خان الوطن وباع ضميره لحساب أعداء الحياة وبخنجره المسموم قد طعن، ياحفنة من البشر ستسقطون ستهزمون ستغرقون ومصيركم إلى سقر وبئس المقر، وستبقى مصر ترفع راية العز والمجد والفخار ويخضر الشجر وتسقط أوراقكم في الخريف تذروها الرياح إلى البحر.
في يوم السادس من اكتوبر 73 كانت ملحمة يصنعها شعب مصر وجيشه وأمنه وقيادة تسعى إلى النصر ويستجيب القدر أكتوبر علامة وشرارة استدعى الشعب فيها ذخائر عزم وشجاعة وتضحية من أجداده الذين صنعوا الحضارة حتى أشرقت أنوارها وأضاءت فجر الضمير عدالة وكرامة وأضفت على الإنسانية علما واحتراما ولَم يزل يذكر التاريخ مجدا لن يزول مخلدًا تاريخه وأمجاده لتكون مبعث فخر واعتزاز للأجيال القادمة.
وأذكر عندما زار البطل أنور السادات -رحمه الله- مفجِّر حرب أكتوبر الإمارات في لقائه مع الشيخ زايد –رحمه الله-، وكنت حاضرًا ذلك اللقاء بعد حرب أكتوبر مباشرة، يقول الشيخ زايد –رحمه الله-: لم نكن نحارب إسرائيل وحدها، ولكننا في الحقيقة كنا نحارب أمريكا بكل قدراتها العسكرية، ورأينا كيف كانت تحمل الطائرات سي ١٣٠ الدبابات وتنزلها للجيش الإسرائيلي مُحمَّلة بكل عتادها المتطور وتذهب مباشرة لميدان المعركة. بالإضافة إلى تزويد أمريكا لإسرائيل بالمعلومات الهامة عن مواقع الجيش المصري من الأقمار الصناعية.
هنا أكتب شهادتي للتاريخ. حيث إنني كنت مديرًا لديوان الرئاسة في عهد الشيخ زايد –رحمه الله- ورأيت المشهد بكل الوضوح، فلقد كان الوحيد من القادة العرب المتحمس بكل الإخلاص ولديه الاستعداد باتخاذ أي موقف مهما بلغت خطورته في دعم الشعب المصري وقيادته، إيمانًا صادقًا منه بوحدة المصير العربي المشترك.
ولذلك كان مبادرًا كأول رئيس عربي يتخذ خطوة جريئة وشجاعة بإعلانه قطع البترول عن أمريكا والدول الغربية، وكان له الأثر الكبير في الضغط على القوى العظمى باتخاذهم قرار (٢٤٢) في مجلس الأمن الذي أوقف الحرب وقضى بانسحاب إسرائيل إلى ما قبل حدود ١٩٦٧م.
أقسم الشعب أن يحمي الوطن ولن يخاف غير الله إله واحد ولن يسجد للوثن، فكم قدم الأرواح والدماء وضحى الشهيد بعمره وحياته فداء للوطن ليزيل من أرضه كل العفن، ويعلم الأجيال معنى مواجهة المحن، فانطلق الرجال من الثكنات والخنادق وخلفهم شعب لا يخشى الفتن، أسقطوا كل الحواجز واخترقوا خط بارليف بالماء كان سلاحهم الإيمان فهدموا قلاعهم وبالقنابل والصواريخ التي دكت معاقلهم.
ويسمع الأعداء النداء الذي زلزل الميدان شعار الله أكبر فوق كل من يطغى ويتكبر، الله أكبر على كل من غرته نفس مريضة تقوده للظلم سيهلكه الله انتقاما لما ارتكب من المظالم استباح أرض المسالم ونهب ثروات أصحاب الحقوق بلا مقاوم فنادى قائد الشعب هبوا لنستعيد أرضنا أرض الأنبياء فلن نسالم حتى نسترجع كل الحقوق سنظل نحارب ونقاوم فلن نقبل على حقنا أن نساوم أرواحنا تفدي أرضنا ودماؤنا تروي التراب بلا ثمن.
ستظل مصر عصية رغم الزمن رغم المحن رغم الفتن وستدوس أقدامها كل من خان الوطن وباع ضميره لحساب أعداء الحياة وبخنجره المسموم قد طعن، ياحفنة من البشر ستسقطون ستهزمون ستغرقون ومصيركم إلى سقر وبئس المقر، وستبقى مصر ترفع راية العز والمجد والفخار ويخضر الشجر وتسقط أوراقكم في الخريف تذروها الرياح إلى البحر.
في يوم السادس من اكتوبر 73 كانت ملحمة يصنعها شعب مصر وجيشه وأمنه وقيادة تسعى إلى النصر ويستجيب القدر أكتوبر علامة وشرارة استدعى الشعب فيها ذخائر عزم وشجاعة وتضحية من أجداده الذين صنعوا الحضارة حتى أشرقت أنوارها وأضاءت فجر الضمير عدالة وكرامة وأضفت على الإنسانية علما واحتراما ولَم يزل يذكر التاريخ مجدا لن يزول مخلدًا تاريخه وأمجاده لتكون مبعث فخر واعتزاز للأجيال القادمة.
وأذكر عندما زار البطل أنور السادات -رحمه الله- مفجِّر حرب أكتوبر الإمارات في لقائه مع الشيخ زايد –رحمه الله-، وكنت حاضرًا ذلك اللقاء بعد حرب أكتوبر مباشرة، يقول الشيخ زايد –رحمه الله-: لم نكن نحارب إسرائيل وحدها، ولكننا في الحقيقة كنا نحارب أمريكا بكل قدراتها العسكرية، ورأينا كيف كانت تحمل الطائرات سي ١٣٠ الدبابات وتنزلها للجيش الإسرائيلي مُحمَّلة بكل عتادها المتطور وتذهب مباشرة لميدان المعركة. بالإضافة إلى تزويد أمريكا لإسرائيل بالمعلومات الهامة عن مواقع الجيش المصري من الأقمار الصناعية.
هنا أكتب شهادتي للتاريخ. حيث إنني كنت مديرًا لديوان الرئاسة في عهد الشيخ زايد –رحمه الله- ورأيت المشهد بكل الوضوح، فلقد كان الوحيد من القادة العرب المتحمس بكل الإخلاص ولديه الاستعداد باتخاذ أي موقف مهما بلغت خطورته في دعم الشعب المصري وقيادته، إيمانًا صادقًا منه بوحدة المصير العربي المشترك.
ولذلك كان مبادرًا كأول رئيس عربي يتخذ خطوة جريئة وشجاعة بإعلانه قطع البترول عن أمريكا والدول الغربية، وكان له الأثر الكبير في الضغط على القوى العظمى باتخاذهم قرار (٢٤٢) في مجلس الأمن الذي أوقف الحرب وقضى بانسحاب إسرائيل إلى ما قبل حدود ١٩٦٧م.
وكنت شاهد عيان على تلك اللحظة الفارقة في حياة الأمة العربية، حيث كنت أنا الذي قمت بايصال المرحوم الشيخ زايد للتحدث مع الدكتور مانع العتيبة وزير البترول في ذلك الوقت، وأبلغه بإعلان قراره التاريخي أثناء اجتماع مؤتمر الأوبك وزراء البترول العرب في مؤتمرهم في الكويت، حيث اتخذوا قراراً بوقف ضخ البترول بما نسبته خمسة في المائة، وعندما أبلغت المرحوم الشيخ زايد بالقرار طلب مني فورا ايصاله بالتليفون لوزير البترول، وحينها قال قولته المشهورة التي ستظل تتردد في التاريخ (ان البترول العربي ليس اغلى من الدم العربي) وشهادتي لله والتاريخ لتعرف الأجيال العربية كم حاول الخبثاء إخفاء تلك الحقيقة، وللتاريخ أشهد بأن المرحوم كان يمثل بحق ومصداقية نادرة إيمان تغلغل في العقل والقلب، ومواقف شجاعة تجاه الحقوق العربية وقيادة مخلصة لاتخاف غير الله وحده من يملك السماوات والأرض وهو القادر على كل شيء وهو السميع العليم.
وقبل ذلك قام الشيخ زايد –رحمه الله- بأخذ قرض من بنك (ميد لند) البريطاني بمبلغ يتجاوز خمسة وعشرين مليون جنيه إنجليزي لدعم القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر، وقد شهد بذلك الرئيس حسنى مبارك -رحمه الله- أثناء لقائي به في بيته في مصر الجديدة بعد وفاة الرئيس أنور السادات -رحمه الله- حيث نقلت له تعزية الشيخ زايد.
وحينها قال لي: «لا أعرف كيف أنقل مشاعر التقدير والشكر للشيخ زايد حيث جاء دعمه المالي في وقت نحن أحوج إليه لشراء بعض قطع الغيار للطائرات الحربية، (بوصفه كان قائد القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر)».
وظلت مواقف الشيخ زايد النابعة من إخلاص وإيمان بوحدة المصير العربي، فكان الوحيد من بين كل القادة العرب متميزًا في مواقفه المُدركة لأهمية جمهورية مصر العربية ودورها التاريخي في مواجهة أي عدوان على الأمة العربية، ويعتبرها وقواتها وشعبها رصيدًا قوميًا للأمن القومي العربي.
ستظل الإمارات كما أسسّها الشيخ زايد -رحمه الله- وبكل قيادتها من أبناء الشيخ زايد حفظهم الله وفيّة لمبادئها التي غرسها في قلوب أبنائه.
حفظ الله مصر وسدد خُطى قادتها العظماء الذين حققوا النصر وأيد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالنصر والنجاح على أعداء مصر في الداخل والخارج.. وإنها لمنصورة إن شاء الله على قُوى البغي والعدوان، وسحق الشراذم من الإرهابيين ومن يقف خلفهم من الخونة والعملاء وأعوان الشيطان.