أشاد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق برؤية الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء وإنشغاله بالقومية العربية في مقال: ” 8 بنود لإنقاذ ما تبقي من فلسطين قضية الفرص الضائعة” مشيرا إلى أن مبادرة الرئيس السيسي تعد خارطة طريق متكاملة لحل القضية الفلسطينية”.
وأضاف وزير الخارجية الأسبق في تصريحات خاصة لـ” رسالة السلام ” أن رسائل الرئيس كانت بمثابة إعادة تأكيد على ما طرحه في مؤتمر القاهرة الذي عقد بعد أيام من أحداث 7 أكتوبر، مشددًا على أنه لو استمع الجميع لصوت العقل والحكمة التي تمثله الدولة المصرية لاتخذت الأحداث في غزة مسارا أفضل وأقل ضررا بكثير من المسار الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وتجويع ونزوح الملايين من المدنيين العزل في غزة.
وأكد العرابي أن إسرائيل تتحمل المسئولية كاملة عما يجري من تجويع وإبادة جماعية للفلسطينيين، مشددًا على أهمية أن يعود المجتمع الدولي إلى صوابه، مشيرا إلى أن التاريخ سيشهد أن مصر من وقفت بجانب القضية الفلسطينية وهي من كسرت الصمت الدولي وكشفت المعايير المزدوجة وأنها من دافعت عن حقوق هؤلاء في وطنهم، وسعت بكافة الطرق إلى إدخال المساعدات إليهم، وتحملت كمًا هائلا من الضغوطات الدولية والإشاعات عن تخليها عن الشعب الفلسطيني التي روج لها القريب قبل البعيد.
وتابع وزير الخارجية الأسبق ” هذا هو قدر مصر كشقيق أكبر وكدولة كانت ولا تزال دولة محورية في إقليم الشرق الأوسط وفاعلة على المستوى الدولي”.
وأوضح العرابي أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بمثابة دعوة واضحة للمجتمع الدولي بأكمله لتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين والعمل على إيجاد حلول سلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لافتا أن تأكيد الرئيس السيسي على ضرورة وقف إطلاق النار والتحرك العاجل لوضع حد للمعاناة التي يعيشها الأهالي في غزة يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وإلى نص مقال الكاتب والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي :”8 بنود لإنقاذ ما تبقى من فلسطين قضية الفرص الضائعة”
في ظل هذه الأزمة الطاحنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، يبحث مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي عن نقطة الضوء في نهاية هذا النفق المظلم وخيط الأمل الرفيع الذي يضمن الخلاص والسلام للشعب الفلسطيني وتتمثل نقطة الضوء تلك في تبني مقترح يصفه الحمادي بالمتواضع والناتج عن التأمل العميق في هذه القضية التاريخية.
ذلك المقترح الذي أسسه المفكر علي الشرفاء الحمادي بناء على مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التي تسعى لتحويل القرارات الدولية المتعلقة بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الإنسانية والشرعية، وطبقاً للمواثيق الدولية، وقرارات مجلس الأمن والقمة العربية لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة ذات سيادة على أرضه قبل الاحتلال الإسرائيلي في 5 يونيه 1967 تلك القرارات التي تصب في هدف قيام دولتين: الأولى قيام دولة فلسطينية على حدود ما قبل 5 يونية ١٩٦٧م وتثبيت الحدود.
والثانية قيام دولة إسرائيل حسب حدودها القائمة قبل ٥ يونية ١٩٦٧.
وهذه المبادرة تتميز بتأييد دولي كامل لذلك فمن الممكن جدا أن يتم تنفيذها.. لكن الشرفاء الحمادي يرى أن الأزمة الفلسطينية الداخلية تسبب عائقا ضخما يحول دون تنفيذها كما هي العادة منذ 75 عاما.. ويستعرض علي الشرفاء الحمادي تلك العوائق الحائلة دون قيام الدولة الفلسطينية ويضع مقترحه الهام والمتواضع لتفكيك تلك العوائق والأزمات..
وتتمثل تلك العوائق في الآتي:
فالدولة الفلسطينية الآن ليس لها قواعد الدولة التي نصت عليها مواثيق الأمم المتحدة، والتي تتكون من حكومة وشعب، وأرض؛ واضحة الحدود كباقي الدول، كما أنها لا تتمتع بحكومة واحدة تمثل كامل الشعب والأرض الفلسطينيين.. ويتساءل الحمادي قائلا من يا ترى سيمثل الشعب الفلسطيني في مفاوضات تطبيق قرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وقرارات الجامعة العربية، ومبادرات القمم العربية لإنشاء دولة فلسطين التي تضم الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية؟
ومن أجل حل هذه المعضلة يرى الكاتب الكبير علي الشرفاء الحمادي أنه يجب تشكيل حكومة انتقالية وحتى يتم ذلك فيرى أنه من الواجب أن ترتقي القيادات الفلسطينية لتكون على مستوى المسؤولية التاريخية وتحقق المعجزة للتلاحم بين كافة المنظمات الفلسطينية حتى تتحد الأهداف الوطنية ضمن استراتيجية واحدة، وهدف مشترك، يحقق أحلام الشعب الفلسطيني في دولة حرة آمنة مستقلة، يمارس حقه في السيادة على أرضه ويرسم مستقبل أجياله، واستغلال قدراتهم في دولة أبية معترف بها دوليا، تشارك الدول العربية الشقيقة في صياغة مستقبل مشرق للعالم العربي.. ويخشى الحمادي أن يقف تفاخر المنظمات الفلسطينية المختلفة بما حققته من جهاد ضد المسئولية التاريخية التي تفرض التواضع أمام آمال الشعب الفلسطيني في قيام دولته.. وأن صراع المنظمات والفصائل المختلفة على السلطة سيلقى حتما ظلاله السوداء على الموقف الفلسطيني وسيؤدي إلى ضياع حقوق الشعب الفلسطيني كما ضاعت سنة (1948م) عندما تم إصدار قرار التقسيم بين الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وبين الشعب اليهودي في دولة مجاورة).
ويضع المفكر العربي الكبير على الشرفاء الحمادي مقترحه ورؤيته لحل تلك الأزمة وتنفيذا لمبادرة سيادة رئيس جمهورية مصر العربية لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية.. ويتمثل مقترح الحمادي في عدة خطوات كالآتي :
تلك الأزمة وتنفيذا لمبادرة سيادة رئيس جمهورية مصر العربية لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية.. ويتمثل مقترح الحمادي في عدة خطوات كالآتي :
الخطوة الأولى هي أن تقوم مصر بدعوة جميع قادة الفصائل الفلسطينية بمختلف انتماءاتها، ومواقفها، وتكون من ضمنها حركة حماس، ومنظمة فتح، والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.
ثانياً: يتم عقد اجتماع في القاهرة بمشاركة مصرية وقطرية وإيرانية وسعودية في ذلك الاجتماع.
وتكون أجندة الاجتماع هي الاتفاق على إنشاء حكومة انتقالية مشكلة من كل الفلسطينيين الحاضرين في المؤتمر، واختيار مجلس وزراء يرأسه أحد الأعضاء لمدة سنتين فقط.
أما الخطوة الرابعة فهي أن يُعترف بتلك الحكومة الانتقالية من قبل الجامعة العربية والتي ستتولى بدورها مساعدة الحكومة الفلسطينية الجديدة لتكون عضواً في الأمم المتحدة، وممثلًا رسميا عن الشعب الفلسطيني.
أما الخطوة الخامسة فتتمثل في تولي الحكومة المؤقتة التفاوض مع الحكومة الإسرائيلية تحت رعاية مجلس الأمن، والجامعة العربية، ومشاركة اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها من مؤتمر القمة الإسلامي لبحث الترتيبات المتعلقة بتطبيق قرار حل الدولتين وقيام دولة فلسطين ودولة إسرائيل، وفق مواثيق الأمم المتحدة، والالتزام الكامل من قبل الطرفين باحترام حقوق كل منهما تمشياً مع القوانين الدولية.
سادساً: هو أن تحل الحكومة المؤقتة محل السلطة الفلسطينية، وتؤول كافة صلاحياتها وميزانيتها واتفاقاتها السياسية وغيرها من الاتفاقيات الدولية إلى الحكومة الجديدة.
سابعاً: أن يكون مقر الحكومة المؤقتة في نفس مقر السلطة الفلسطينية (في رام الله) العاصمة المؤقتة للدولة الفلسطينية.
أما الخطوة الثامنة والأخيرة هي تتولى القيادة المصرية التواصل مع الدول الأوربية، وأعضاء مجلس الأمن، والولايات المتحدة الأمريكية لإبلاغهم بقيام الحكومة الفلسطينية المؤقتة للبدء في تحقيق السلام بينهم، وبين الدولة الاسرائيلية، للوصول إلى استقرار دائم في منطقة الشرق الأوسط، وليكون بداية للتعاون في ظل السلام بين جميع دول العالم لينعم الإنسان في كل مكان بحياة الطمأنينة والأمان.
وبتلك الخطوات الثمانية تتضح رؤية واقتراح المفكر علي الشرفاء الحمادي ذلك المقترح الذي تختصر الزمن، وتنهي حالة التردد وتبني الثقة بين الشعوب لتحيا حياة طيبة بغض النظر عن الانتماء الديني والعقائدي والحزبي، وبعيداً عن استعلاء شعب على آخر.. وإقامة العدل والتعامل بالتسامح والإحسان والتعاون على البر والتقوى وتحريم العدوان بين بني الإنسان، وتحريم قتل الإنسان، ويختتم المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي رؤيته تلك بقوله سبحانه وتعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ.