الخرطوم- (رويترز)
أعلنت الولايات المتحدة، أن قواتها الخاصة ساعدت على إجلاء موظفي سفارتها من السودان، لكن عمليات إجلاء تخطط لها دول أخرى تواجه على ما يبدو مشاكل الأحد، وسط معارك بين الطرفين المتناحرين تسببت في أزمة إنسانية.
وأدى اندلاع القتال قبل ثمانية أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى مقتل مئات المدنيين ومحاصرة الآلاف في منازلهم.
وأفاد مراسل لرويترز، بأن بثاً تلفزيونياً مباشراً، أظهر تصاعد دخان كثيف في سماء العاصمة الخرطوم مع دوي إطلاق النار في بعض المناطق، بينما يسعى مدنيون إلى الفرار، وتحاول دول أجنبية إجلاء مواطنيها.
وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات، بمهاجمة قافلة من الرعايا الفرنسيين، وقال الجانبان إن فرنسياً أصيب.
ولم تعلق وزارة الخارجية الفرنسية على تلك التقارير، وكانت الوزارة ذكرت في وقت سابق، إنها ستجلي دبلوماسيين ومواطنين.
وقالت مصر إن أحد أفراد بعثتها في السودان أصيب بطلق ناري، دون الخوض في تفاصيل.
أنشطة دبلوماسية
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن واشنطن علقت مؤقتاً أنشطة سفارتها في الخرطوم، لكنها ما زالت ملتزمة تجاه الشعب السوداني، مكرراً الدعوات إلى وقف إطلاق النار.
وأضاف بايدن في بيان: «يجب على الطرفين المتحاربين وقف إطلاق النار فوراً ودون شروط، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، واحترام إرادة الشعب السوداني».
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الأحد، أن الجيش البريطاني قام بإجلاء موظفي السفارة البريطانية وعائلاتهم من السودان.
وقال سوناك في تغريدة على «تويتر»: «أنهت القوات العسكرية البريطانية عملية إجلاء سريعة ومعقدة للدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من السودان، وسط تصعيد كبير لأعمال العنف وتهديدات لموظفي السفارة».
والأحد، أعلنت كندا تعليق أنشطتها الدبلوماسية مؤقتاً في السودان، قائلة إن الدبلوماسيين الكنديين سيعملون مؤقتاً من مكان آمن خارج البلاد.
وذكرت الحكومة الكندية، في بيان، أنه في الوقت الذي يجري فيه تعليق الأنشطة في الخرطوم، سيستمر تقديم خدمات قنصلية محدودة.
واندلع القتال في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين وأجزاء أخرى من البلاد في 15 إبريل/ نيسان، بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
انتهاك وقف إطلاق النار
لم يلتزم الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، بوقف لإطلاق النار يجري الاتفاق عليه يومياً تقريباً منذ اندلاع القتال، بما في ذلك هدنة لثلاثة أيام في عطلة عيد الفطر التي بدأت، الجمعة.
ولأول مرة منذ بدء القتال، ظهر حميدتي لفترة وجيزة في مقطع فيديو جرى نشره، وكان يرتدي زيه العسكري ويجلس في مقعد الركاب بشاحنة صغيرة، محاطاً بقوات تهتف بالقرب من القصر الرئاسي بالخرطوم.
وتمكنت رويترز من التأكد من الموقع من خلال المباني والطرق التي شوهدت في الفيديو، والتي تطابق صوراً بالأقمار الصناعية للمنطقة، لكنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من تاريخ تصوير الفيديو.
وقال البرهان يوم الاثنين الماضي، إنه يتمركز في مقر الجيش على بعد كيلومترين من القصر.
واستمر القتال العنيف حول مقر الجيش بوسط الخرطوم والمطار الذي أُغلق نتيجة الاشتباكات، وعلى مدار اليومين الماضيين في بحري، حيث استخدم الجيش قواته على الأرض وكذلك الضربات الجوية لمحاولة ردع قوات الدعم السريع.
وقالت قوات الدعم السريع الأحد، إن ضربات جوية استهدفت قواتها في منطقة كافوري في بحري، ما أدى إلى «مقتل وإصابة العشرات».
وأفاد مراسل لرويترز، بأن قوات الدعم السريع انتشرت بكثافة في الشوارع وعلى الجسور في أنحاء العاصمة، فيما أمكن رؤية قوات الجيش في أجزاء من أم درمان، وبخلاف ذلك.. كانت الأحياء خالية إلى حد كبير من المدنيين ومظاهر الحياة العادية.
إجلاء رعايا
قال مسؤولون أمريكيون إن القوات الخاصة التي تستخدم طائرات من بينها طائرات هليكوبتر من طراز إم إتش-47 شينوك، دخلت العاصمة السودانية التي يجتاحها القتال السبت، بعدما انطلقت من قاعدة أمريكية في جيبوتي، وقضت ساعة واحدة على الأرض لإجلاء أقل من 100 شخص.
وقال مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة الأمريكية اللفتنانت جنرال دوجلاس سيمز: «لم نتعرض لرصاصة واحدة في الطريق، وتمكنا من الدخول والخروج دون مشاكل».
وقال مساعد وزير الدفاع إن الجيش الأمريكي كريس ماير، قد يستخدم الطائرات المسيرة أو صور الأقمار الصناعية لرصد التهديدات التي يتعرض لها الأمريكيون الذين يسافرون على طرق برية للخروج من السودان، أو وضع أصول بحرية في بورسودان لمساعدة الأمريكيين الذين يصلون إلى هناك.
وأكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإدارية جون باس، أن بعض الأمريكيين ومواطنين آخرين نجحوا في السفر براً من الخرطوم إلى بورسودان على البحر الأحمر، مضيفاً أنها رحلة صعبة على ما يبدو، نظراً لنقص الوقود والغذاء والمياه المتاحة كما هو متوقع.
وأجلت السعودية بالفعل مواطنين من الخليج من بورسودان على البحر الأحمر على بعد 650 كيلومتراً من الخرطوم، وسيستخدم الأردن نفس المسار لمواطنيه.
وحثت مصر، التي لديها أكثر من عشرة آلاف مواطن في السودان، رعاياها خارج الخرطوم على التوجه إلى قنصليتها في بورسودان، وإلى مكتب قنصلي في وادي حلفا على الحدود بين البلدين، تمهيداً لإجلائهم.
وقالت وزارة الخارجية الإيطالية إنها تحاول إجلاء رعاياها من السودان.
وأكدت وكيلة وزارة الخارجية الإيطالية ماريا تريبودي، في حديث مع قناة «تي جي كوم 24»، أن «الحكومة تضع خطة لاستعادة وضمان سلامة مواطنينا الموجودين حالياً في السودان».
وأكدت وحدة الأزمات في الوزارة هذه المعلومات في رسالة وصلت إلى الإيطاليين العالقين في العاصمة السودانية.
المصدر:جريدة الخليج الاماراتية