قال الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق ، ردا على مقال الكاتب والمفكر العربى علي محمد الشرفاء الحمادي “نظرية الدولة وفق التشريع الإلهي في القرآن المجيد” أن الطفل يولد على الفطرة فهو يقلد أبويه فى كل شيء، لذلك لابد أن يبدأ الآباء بأنفسهم حتى يكونوا نموذجًا مثاليًا للأبناء، فالأب الذى يصلى سيقلده ابنه وهو صغير، ويقوم بحركات الصلاة دون أن يعرف معناها، وسيتولد لديه حب الصلاة، حتى يصل لسن التعلم، وهنا يقوم والده بتعليمه بهدوء ولين، وكذلك شهر الصيام، حيث تجتمع الأسرة على السحور والإفطار فى سعادة، مما يخلق حالة من البهجة على هذا الشهر الفضيل، ويبدأ الأولاد فى الامتناع عن تناول الطعام والشراب فى نهار رمضان حتى يعتادوا الفريضة، مؤكدا على ضرورة أن يبتعد الآباء عن أسلوب الترهيب والتهديد لأنه سيأتى بنتائج عكسية، بل عليهم اتباع أسلوب الترغيب والتحفيز حتى يحببوا الأبناء فى العبادات.
أضاف الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق أن الله أمرنا أن نعلمهم لسبع، وهى سن بداية الفهم الأساسى عند الصغار، وهنا تكون القدوة هى أساس التعلم وأسرع طريقة لتوصيل المعلومات إلى الأبناء، حيث يصطحب الأب ابنه للمسجد أو يصلى جماعة مع الأسرة جميعًا، إذا لم يتيسر له الصلاة فى المسجد، ولا يجب أبدًا منع الأطفال من دخول المساجد، فكل ما قيل فى ذلك أحاديث ضعيفة، بدليل أن الرسول الكريم لم يمنع الحسن والحسين من دخول المسجد، كذلك الطفل فى سن صغيرة لن يستوعب العبادات وأهميتها كقضية كلية، بل سيفهمها عن طريق الحكايات والقصص التى ستكون أسهل وأقرب لسنه وطفولته وقلبه.
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف الأسبق أنه فى السن الصغيرة، لابد من احترام عقلية الطفل وتفكيره، لأن طفل اليوم ليس هو طفل الأمس، فإيقاع الحياة السريع غيًر تمامًا من سيكولوجية الأطفال، لذلك يجب علينا استخدام وسائل متنوعة، والتدرج معهم فى تعريفهم كيفية الصلاة والصيام وغيرها من العبادات، كذلك نضع أمامه نموذجا جيدًا من الأقارب أو الجيران أو الأصحاب، فمعظمنا تفتحت عيناه على نماذج ملهمة أصبحت قدوة لنا فى حياتنا، وقررنا أن نصبح مثلها، وهناك قصص عظيمة للصحابة فيها عبر كثيرة عندما يعرفها الأطفال سيقلدون صفاتهم الحميدة، ومن هذه القصص سيتعلمون منها فهم العبادات بسهولة ويسر، كذلك لابد من تقديم الحافز لهم والمكافآت حتى نحببهم فى العبادات.
وأشار عبد الجليل إلى أن غرس القيم النبيلة في النشئ، مطلب أساسى لبناء الشخصية والتحلى بمكارم الأخلاق، وخلق شخصية متوازنة يعلو لديها القيم الروحية على القيم المادية، وحتى نستطيع القيام بذلك أولا يجب اختيار السن المثالي لتعليم الأبناء كل عبادة، كذلك علينا أن نفتش فى الآراء الفقهية، ونختار الأنسب والأيسر ثم نتدرج فى إعطاء المفاهيم خطوة خطوة، ويكون لدى الآباء صبر كبير مع الصغار، وعدم اللجوء للقسوة، بل لابد من الاعتماد على التحفيز والتشجيع، أيضًا لابد من الترفق فى المساعدة على تنفيذ العبادة، وعلى الأب دائمًا ألا يعذب ابنه بالعبادة ويرهقه بها وهو مازال صغيرًا، وعليه ألا يجعل حرصه على تعليمه العبادات يطغى على حقوقه كطفل، مؤكدا أنه على الآباء الإنصات تماما لأبنائهم، وعدم إغفال أى سؤال لهم حتى لو كان صعبا أو لا يعرف الأب أو الأم إجابته، فلابد من البحث حتى نجد له إجابة.