أثنى الدكتور أحمد ترك وكيل وزارة الأوقاف الأسبق على مقال الكاتب والمفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادي ” الإسلام دينٌ حضارةٍ وتقدمٍ ونهضة.. وكتاب الله قاعدة كل العلوم ومنبع الأخلاق ” مؤكدا أن الإسلام دين يتعامل مع الحضارة والواقع، وجاء لوصل الإنسان بواقعه الإنسانى وتأكيد بشرية الإنسان على ضوء القيم الأخلاقية وعلى أسس أخلاقية لا تهاون فيها.
وقال ترك في تصريحات خاصة لـ” رسالة السلام ” أن الإسلام جاء بقيم حضارية كفيلة في حالة تطبيقها بإقامة مجتمع حضاري متميز في كل شيء ففي القرآن الكريم تقدير كبير للعلم والعلماء، وحث على النظر في الكون ودراسته وعمارة الأرض، والآيات الخمس الأولى التي نزلت من الوحي الإلهي تنبه إلى أهمية العلم والقراءة والتأمل، وهذا أمر كانت له دلالة مهمة انتبه إليها المسلمون منذ البداية، وهكذا فإن انفتاح الإسلام على التطور الحضاري بمفهومه الشامل على المستوى المادي والمعنوي لا يحتاج إلى دليل.
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف الأسبق أن القيم الحضارية الإسلامية متعددة ومتنوعة وشاملة لكل مجالات الحياة وفي مقدمة هذه القيم قيمة العلم التي جعلها الإسلام أهم القيم التي ينبغي أن يحرص عليها الإنسان المسلم ويبذل في سبيل ترسيخ أركانها كل غالي ورخيص.
وأشار ترك إلى أن الإسلام جاء أيضا بقيم حضارية متميزة لضبط سلوك الإنسان ضبطاً أخلاقياً وحضارياً، فغرس في الإنسان كل معاني الانتماء والولاء للدين والأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه، وجعل التعاون والتكامل بين المسلمين فريضة، وغرس في المسلم قيم احترام النظام واحترام الوقت وعدم إهداره فيما لا يفيد، وزرع فيه قيمة الأمل، إذ لا عمل ولا إنتاج في حالة إصابة المسلم بالإحباط، وحث المسلم على النظافة والأمانة والوفاء والحياء والتواضع والتسامح والرحمة والبشاشة والصداقة، وكلها قيم لازمة لصناعة الحضارة الراقية المتكاملة التي تحقق للإنسان كل مطالبه المادية والمعنوية.
وإلى نص مقال الكاتب والمفكر العربي على محمد الشرفاء بعنوان “الإسلام دينٌ حضارةٍ وتقدمٍ ونهضة وكتاب الله قاعدة كل العلوم ومنبع الأخلاق “:
إن كتاب الله هو قاعدة كافة العلوم، كما أنه منبع الأخلاق ومنار الفضيلة، والدين الإسلامي، دينٌ حضاري أكرم الإنسان، وقدَّره حق قدره، ونظم حياة المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الدين الإسلامي لا يتنافى أصلاً مع الحضارة والتقدم، لأنه دين حضارة وعلم ونهضة، بل إن تعاليمه هي قمة الحضارة والعلوم، وديننا ليس دين فئةٍ أو جماعة خاصة، بل إنه دينٌ للبشرية كلها، ورسالة محمد (صلى الله عليه وسلم) رسالةٌ للعالم أجمع، وقد أرسله الله سبحانه هدايةً للناس أجمعين.
ومن هذا المنطلق فإن انطلاقتنا البناءة، وتقدمنا الحضاري قائمان على أساسٍ من الدين والخُلق وتكوين الشخصية الإسلامية الأصيلة في جوهرها، وإننا في كل خطواتنا لن نحيد عن تراثنا الإسلامي، ولن تغرينا مظاهر الحضارة عن التمسك بقيمنا وأخلاقنا السمحة، ولن تبعدنا عن جذور الأرض التي نشأنا فيها ومنها، وفي كل انطلاقاتنا وتقدمنا نعتمد على الدين والعلم.
إن المبادئ الإسلامية تطالب بالعمران والتقدم والعلم والازدهار، ورفع مستوى معيشة المجتمع، وتحثُّ على تحقيقها، ونحن في دولتنا ملتزمون بمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، ولا نحيد عنها قيد أنملة، ولا نتخلى عن تراثنا، وعاداتنا وتقاليدنا، وهكذا فنحن نأخذ من الحضارة الغربية ما هو خيرٌ لأمتنا، وننبذ ما هو شرٌّ لها، فديننا الإسلامي ينهانا عن كل ما يتنافى مع ديننا وتقاليدنا.
ولا يجب أن يتصور إنسانٌ على وجه الأرض أن الإسلام يتنافى مع متطلبات التنمية والنهضة، إذ أن قيم ديننا الحنيف تحث على المنعة والتقدم والكرامة، وهو يدعو إلى تسخير كل الطاقات، من أجل خدمة أمة الإسلام، ورفع مستوى معيشتها، فنحن هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، كرَّسنا كل شيءٍ وكل ثرواتنا في سبيل رفع مستوى المعيشة لأمتنا وتقدمها، وازدهارها، ولو كنا شعرنا في لحظةٍ بأن ذلك الشيء يتعارض مع ديننا الحنيف، لما أقدمنا عليه، ولكننا على العكس من ذلك نعرف أن قيمنا الإسلامية تحثنا على أن نعمل كل ما في وسعنا من أجل تقدم مجتمعنا وأمتنا.
لقد حدث تقدمٌ كبير خلال السنوات القليلة الماضية، شملت جوانب متعددة، وكان هناك خوفٌ من أن يؤدي هذا التقدم إلى تغيير تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، ولكن هذا لم يحدث لأن هذا التراث وهذه العادات وهذه التقاليد، مرتبطة بديننا الإسلامي الحنيف.
إن السرعة من طبيعة العصر، فقد أصبح الاتصال الآن بين العالم ميسورًا وسريعًا للغاية، خاصةً بعد التقدم المذهل في المواصلات، وكان لابد من أن نواكب هذا التطور، لأننا لسنا بمعزلٍ عن العالم، لقد أصبحت السرعة مفروضةً على الإنسان.
ولا أتصور هناك الآن مخاوف، بالنسبة لبلدنا، من هذا التقدم السريع، ما دمنا نحقق العدالة في كل مكانٍ من دولة الإمارات العربية المتحدة، أما سرعة التقدم فهي مطلوبةٌ وضرورية حتى نلحق بما فاتنا، من قال (يقول زايد مستنكرًا) أن الدين يقف أحياناً عقبة في طريق التقدم؟.
إن الدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى التقدم، ويحث عليه، وينادي بالعدالة، والعدالة هي أساس كل تقدم، والله يأمرنا في كتابه العزيز بالعمل لأنه طريق التقدم، فنحن شعبٌ يؤمن بالله وبدينه الحنيف.