كلما قلنا أن القرآن المصدر الوحيد للتشريع يخرج إلينا أحدهم و يقول كيف تعلمنا كيف نصلي و نصوم و نحج لولا السنة أي يقصدون لولا الروايات .
فصلي و صم و أدي مناسك الحج كما تعلمت و ليس هذا المقصود و إنما المقصود هي التشريعات من خارج القرآن و الصلاة و الصيام و الحج مناسك و شعائر و ليست تشريعات و لا تؤثر سلباً آو إيجاباً على حياة المجتمعات .
كل ما ذكرته ليس من الدين و لا من الإسلام و ليصلي الناس كما يشاؤون و المهم أن تنهاهم صلاتهم عن الفحشاء و المنكر و إذا انتهى الإنسان عن الفحشاء و المنكر فصلاته مقبولة و ليس المهم هو المظهر و إنما المهم الجوهر .
لا يوجد في الإسلام مفاهيم وثنية فالمسلم الحقيقي عندما يوجه وجهه شطر المسجد الحرام فهو لا يقدس حجر .
و إنما البيت الحرام يرمز إلى منظومة علاقات إيمانية بين المؤمنين قائمة على قيم و مبادئ إنسانية و مفاهيم الرحمة و الإحسان و البيت له دلالة معنوية قبل أن يكون له دلالة مادية فبيت العنكبوت ليس من خيوط و لا من حجر .
بل خيوط البيت المادي للعنكبوت أقوى بعدة مرات من مثيله من الحديد و المقصود ببيت العنكبوت هو العلاقات الأسرية المنهارة و ضرب الله لنا بها مثلاً لكي نأخذ منها الموعظة و العبر .
فأنا لا يهمني أن تصلي و تصوم و تحج و تطوف حول حجر و تقف على حجر و تسعى بين حجرين و ترمي إبليس بالحجر .
ثم تعود و المفاهيم التي كنت عليها لم تتغير و تتبع كل أمر مستقر و لم ترتقي عندك مفاهيم الخير و البر و الإحسان ثم تظن أنك عدت كما ولدتك أمك و أن حجك مبرور و كل ذنوبك سوف تغتفر لأنك زرت بيت من حجر .
بيت الله الحرام ليس من الحجر و إنما هو بيت من العلاقات الإيمانية التي إذا طبقتها أمة الإسلام فسوف يعيش الناس بأمن و سلام و الطواف حول بيوت الفقراء و المحرومين و المساكين أولى من الطواف حول بيت من حجر .