لماذا لم تنضج بعد النخب المثقفة العربية كما عند الشعوب الأوربية
لأن الشعوب العربية عاطفية و لم تكن يوما ما موضوعية
لأن ثقافتها الجمعية ، اما قبلية أو دينية او حزبية و لم تكن يوماً ما وطنية او قومية .
و الدليل هو خضوع العرب للدولة العثمانية لستة قرون و السلطان حصرا من العثمانيين و يحكم باسم الدين .
.و لم تتوحد القبائل العربية طوال الحقب التاريخية في ظل دولة مركزية على أسس دستورية
و كانت دوما تتبع زعاماتها القبلية
إلى أن جاء النبي الكريم و وحدهم على قضية
و أسس لهم أول دولة مدنية تعددية في شبه الجزيرة العربية
و بمجرد وفاته و بانقضاء دولة الخلافة الراشدة حصلت الفتنة الكبرى التاريخية
فاستولت العصبة الأموية و حولتها إلى إمبراطورية جبرية وراثية
فقضت على الحياة السياسية في الدولة العربية الفتية
و بعدها استمرت على نفس النهج كافة الدول المتعاقبة الإسلامية و كلها كانت وراثية و شمولية
الخلاصة
لا توجد لدى الشعوب العربية أية ثقافة دستورية قائمة على الحريات السياسية و لم تترسخ فينا قيم المواطنة الفعلية
و في الأدبيات الإسلامية لا تجد مفهوم الوطن و الوطنية
بل مفهوم أهل الذمة و الرعية
لذلك ما نحن عليه هو نتيجة حتمية لتاريخ طويل من انعدام الثقافة الدستورية
و لا يوجد عندنا خبرات حياتية قائمة على ممارسة الشورى السياسية
و بعد استقلالنا عن الدول الأوربية جائتنا أنظمة وطنية
و كنا نحبوا برفق و تؤدة نحو الديمقراطية و دولة المواطنة الحقيقية
و لكن جاءت الطغم العسكرية الانقلابية و صادرت الحياة السياسية
و عدنا إلى المربع الأول من الدولة الأموية الإستبدادية
لأن الدول الاستعمارية العالمية لن تسمح لنا بنجاح أية تجربة ديمقراطية و لو لدورة واحدة انتخابية
لذلك لا أمل حاليا بثورة حقيقية ، إلا بعد تكوين حوامل اجتماعية واعية و مؤمنة بالدولة المدنية الحقيقية
و هذا يتطلب توحيد القوى الشريفة الوطنية وفق رؤية معاصرة تمنح كافة المكونات الإجتماعية حقوقها الدستورية .