كثير من النماذج المشرفة تجدها بين نساء ورجال مصريون، تحملوا المسؤلية فتحدوا الظروف، امراءة تعمل فى مهنة السباكة لتنفق على أولادها بعد وفاة زوجها، وأخرى تعمل ميكانيكى سيارات أو ” نقاش ” لتكفى احتياجات أطفالها بعد أن هرب الأب من المسئولية، رجل كافح لتربية أولاده وبعد أن أتم مسؤوليته تجاههم تركوه وحيدا لا يجد من يخدمه أو يسد احتياجاته،وغيرهم كثير، وفى المقابل تجد أخر تعدى الثمانون عاما ويصر على العمل، رغم طلب أولاده المستمر بالتوقف عن العمل ليتحملوا هم المسئولية ويردوا الجميل.
الحاجة فـــريـال، وشـهرتها أم خـالـد، تقول ” عمرى ٨٠ سنة، وأعمل سائقة من ٥٠ سنة، بجري على أكل عيشي وورايا مسؤليات والصحة بقت في النازل جامد بس الحمد لله علي كل حال ربنا مقدرني علشان اللي ورايا”
نموذج مشرف أخر الحاج عبد الخالق محمد، يحكى” عندى ٨١ سنة من سوهاج نزلت القاهرة سنة ١٩٥٧، مكنش فى شغل فى الصعيد والظروف كان صعبة فقررت انزل اشتغل فى القاهرة، وكان عندى ناس قرايبى من الصعيد بيشتغلوا هنا فى القاهرة فنزلت عليهم، وكان معايا ٣ جنيه، دفعت منهم ٦٠ قرش تذكرة القطار، واشتغلت بالباقى ٢٤٠ قرش فى بيع الخضار”
يتابع الحاج عبد الخالق ” بدأت الشغل فى بيع الخضار على عربة يد، وكنت بأكسب جنيه فى اليوم وده كان مبلغ كبير خاصة لما تقارنه برأس مالى اللى هو ٢٤٠ قرش، وفى الوقت ده كان العامل فى الصعيد أجره فى اليوم ١٠ قروش، وعامل المبانى كان أجره ٢٥ قرش”
ويستكمل الحاج عبد الخالق حواره عن مشوار حياته: ” تزوجت بعد ما نزلت القاهرة بسنة وانجبت ٨ ثم توفت زوجتى، وتزوجت أخرى وانجبت طفلا، وتوفت من ٨ سنوات، أطفال، عندى ٤ أولاد و٥ بنات، وأول ولد خلفته بعد ٥ بنات وحسيت وقتها انى ملكت العالم كله، وربنا كرمنى بعد فترة من الشغل والكفاح والبعد عن اى شىء يغضب ربنا حتى السيجارة، واشتريت بيت وبنيت شقة لكل ولد اتجوز فيها”
يضيف الحاج عبد الخالق، التعب اللى شوفته فى حياتى خلانى أبعد أولادى عن مهنتى وأصر على تعليمهم أحسن تعليم، والحمد لله تخرجوا من جامعات واشتغلوا فى أماكن كويسة، والبنات كل واحدة اتجوزت، والولاد الأربعة بأولادهم اللى هما احفادى عايشين معايا فى البيت كل واحد فى شقته، وزوجتى وقفت وتعبت معايا عشان نعمل مستقبل الأولاد ”
ويتابع ” حتى الآن بأنزل سوق العبور اشترى الخضار للمحل، وأولادى طلبوا منى أبطل شغل لكن رفضت عشان متعبش، لو بطلت شغل اتعب”
ويقول الحاج عبد الخالق ” انا جوزت أولادى كلهم من مالى الخاص وحتى بعد الزواج كنت باصرف عليهم أكل وشرب وفواتير مياه وكهرباء، لأنهم كانوا فى بداية حياتهم، وكله من خير المحل، الوقت للاسف المحل مش مكفى مصاريفى لوحدى لأن الحال مش زى الأول ”
وينهى حواره ” كان حلم حياتى يكون عندى بيت والحمد لله حققته، وحلمى التانى أن حد من أولادى يكون عنده عربية ملاكى ملكه واكون راكب جنبه فى العربية والحمد لله ابنى الكبير حقق لى حلمى”