قال الدكتور منير أديب، الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن المنطقة العربية أو الدول العربية أدركت خطورة الوضع، وخطورة عدم الاتفاق على مواقف موحدة من شأنها مواجهة التحديات. ويتفق هذا مع تفسير المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في مقاله بعنوان “أسس النهضة العربية في ظل التحديات العالمية”، حيث أكد أن على العرب إعادة النظر في سياساتهم الاقتصادية والاستراتيجية، ليصبحوا لاعبين رئيسيين قادرين على حماية مصالحهم وبناء مستقبل أكثر استقرارًا في مواجهة التحديات الراهنة، بالإضافة إلى القرارات التي اتخذها أو ربما سيتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المستقبل.
وأضاف أديب: “لا شك أن المنطقة العربية تمر بتحديات كثيرة، وهذه التحديات ربما فرضت أولويات على العواصم العربية، من شأنها الاتفاق على مواجهة تلك التحديات، سواء أكانت تواجه دولة بعينها، مما يستدعي التكاتف العربي لمؤازرة هذه الدولة في مواجهتها، أو كانت تواجه دولة تمر بظروف سياسية وأمنية لا تجعلها قادرة على المواجهة بمفردها”.
وأوضح أديب أنه يتوجب على الدول العربية مؤازرة أي دولة تواجه تحديات حتى تتمكن من التغلب عليها. وهناك أمثلة عديدة على اتفاق الدول العربية لمواجهة مثل هذه التحديات، مثل الاتفاق العربي على رفض التهجير، باعتبار أنه يشكل خطرًا على الأمن القومي لكل من مصر والأردن، وهو ما عبّرت عنه الدولتان بوضوح، فضلًا عن تأثيره على تصفية القضية الفلسطينية، مما يؤثر بدوره على الأمن القومي لكلا الدولتين.
وتابع قائلًا: “ومن ثم، كان هناك تكاتف عربي، وصدر بيان من وزراء الخارجية العرب يدعم موقف القاهرة وعمان الرافض للتهجير. كما أن القاهرة كانت لديها تخوفات من الإدارة السياسية الجديدة في سوريا، لكنها زالت جزئيًا، وهو ما انعكس على التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية المصري سابقًا، ثم التغريدة التي رحّب فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأحمد الشرع. إذن، المواقف العربية مواقف جامعة، وهناك اتفاق عربي على مواجهة التحديات والتعاون المشترك بين أغلب الدول العربية في هذا الإطار”.
وأشار د. منير أديب إلى أن العرب يسعون بلا شك لحماية مصالحهم السياسية والاستراتيجية في ظل التوترات الدولية التي أعقبت بعض القرارات التي اتخذها ترامب، فضلًا عن المواقف التي تستهدف الدول العربية، مثل عزمه الأكيد على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو ما يضر بالأمن القومي العربي عمومًا، وبالأمن القومي المصري والأردني على وجه الخصوص. وقد أدى ذلك إلى تكاتف عربي ودعم واضح للموقف العربي أولًا، ثم للموقف المصري الأردني ثانيًا، والموقف الفلسطيني أيضًا، لأن التهجير يعني تصفية القضية الفلسطينية.
واختتم أديب حديثه قائلًا: “العرب يريدون حماية مصالحهم السياسية والاستراتيجية في ظل التوترات الدولية والقرارات التي اتخذها دونالد ترامب بعد وصوله إلى السلطة، أو التي قد يتخذها مستقبلًا”.