يشير مصطلح السوق العربية المشتركة إلى مشروع تكتل اقتصادي عربي تم إطلاقه بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية. ويتضمن هذا المشروع إنشاء سوق مشتركة للبضائع والخدمات، وإلغاء الرسوم الجمركية والتعريفة الجمركية بين الدول الأعضاء، وإقامة مناطق حرة لتسهيل حركة التجارة والاستثمار بين هذه الدول.
يهدف هذا المشروع إلى تحقيق العديد من الفوائد للدول الأعضاء، منها تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وزيادة فرص الاستثمار والتجارة والتنمية الإقتصادية والتعاون الاقتصادى بين الدول العربية.
وفي هذا الإطار تحاور موقع رسالة السلام مع الباحث الاقتصادي العراقي الدكتور احمد بدر المتخصص في مجال التنمية الاقتصادية والاقتصاد الدولي والتجارة الدولية حول اهم الاليات التي يجب اتبعها لتنفيذ السوق العربية المشتركة
- لماذا لم تعمل السوق العربية المشتركة حتي الان
تواجه السوق العربية المشتركة العديد من التحديات التي تعيق عملها وتمنعها من تحقيق أهدافها بشكل كامل، ومن أبرز هذه التحديات عدم التزام الدول الأعضاء بالاتفاقيات والتعاون الاقتصادي، فبعض الدول الأعضاء تفتقر إلى الإرادة السياسية الكافية للالتزام بالاتفاقيات والتعاون الاقتصادي، مما يعرقل التنسيق بينها ويؤثر على أدائها.
أيضا اشكالية الاختلافات الاقتصادية والتنموية بين الدول الأعضاء حيث تختلف الدول الأعضاء في مستويات التنمية والاقتصاد، وهذا يؤثر على القدرة على تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري بينها.
كما احب ان اشير الي ان البيروقراطية والإجراءات الإدارية المعقدة التي تعاني بعض الدول الأعضاء من بيروقراطية وإجراءات إدارية معقدة وذلك يؤثر على تسهيل عملية التجارة والاستثمار.
والاهم من كل هذا هو الحروب والصراعات الإقليمية خاصة ان بعض الصراعات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط والتي تؤثر على الأمن الإقليمي تقلل من الثقة بين الدول الأعضاء، وتجعل من الصعب تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري.
علاوة على ذلك، فإن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدول الأعضاء في إطار التصدي لجائحة كوفيد-19 قد أدت إلى تعطيل بعض الأنشطة الاقتصادية، وتأثر على نمو السوق العربية المشتركة وأدائها. ومع ذلك، فإن هذه التحديات يمكن التغلب عليها من خلال تحسين التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء.
- يتسائل المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي في كتابته حول ادراك الدول العربية ماذا تريد من الاتحاد العربي وهل سيدافع عن استقلالها وهل يستطيع حمايتها من أي غزو خارجي؟
فى كتاباته وأفكاره، يعبر المفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادى عن شكوكه بشأن قدرة الدول العربية على تحقيق الإتحاد الكامل وحماية استقلالها. ويرجع هذا إلى عدم وجود إرادة سياسية قوية لتحقيق الاتحاد والتعاون بين الدول العربية، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها المنطقة بشكل عام، مثل الصراعات والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وبالنسبة للحماية من أي غزو خارجي، فإن الحماية تتطلب تحقيق التكامل الأمني والعسكري بين الدول العربية، والتي تتطلب بدورها توحيد الأهداف والاستراتيجيات والإرادة السياسية، وتحسين الإمكانيات العسكرية والاستخباراتية لمواجهة أي تهديدات خارجية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الأهداف يتطلب جهوداً واسعة وتعاوناً قوياً بين الدول العربية، وهذا يتطلب تجاوز التحديات الحالية والعمل على تعزيز التكامل والتعاون بين الدول العربية.
- ايضا يطرح المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي سؤالا واضحا يقول فيه هل الدول العربية مستعدة للاستغناء عن الكبرياء والرياء والاستعلاء وحب الذات وتضخمها بحيث تقبل الانخراط فى عمل عربي مشترك وصادق
هذا الطرح وهذه الشكوك التي طرحها الشرفاء تعبر عن شكوكه بشأن إمكانية تحقيق الاتحاد العربي بسبب عدم استعداد الدول العربية للاستغناء عن الكبرياء والرياء والاستعلاء وحب الذات، والتي يمكن أن تحول دون التعاون الصادق في إطار عربي مشترك.
ويعزو هذا التحدي لمشاكل كثيرة تواجه الدول العربية بشكل عام، من بينها الصراعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعدم وجود إرادة سياسية قوية لتحقيق الاتحاد والتعاون العربي.
وهنا اشير إلى ضرورة العمل على تحقيق الوعي والتوعية بأهمية التعاون العربي والتضحية بمصالح الدول الفردية لصالح المصالح العربية المشتركة. كما اعتقد أن هذا الوعي والتوعية يمكن أن ينتج عنه تغيير في الثقافة السياسية والاجتماعية في الدول العربية، مما يمكن أن يدعم تحقيق الاتحاد العربي والتعاون الصادق بين الدول العربية علي المدي البعيد ولكن لن يكون هناك أي تحرك علي المستوي القريب من وجهة نظري
- هل هناك امل قريب في تفعيل السوق العربية المشتركة
بالتأكيد، يوجد أمل في تفعيل السوق العربية المشتركة عن قريب، ولكن هذا يتطلب جهودًا جادة وتعاونًا فعالًا بين الدول العربية. وبالفعل، تم اتخاذ بعض الخطوات المهمة لتعزيز التكامل الاقتصادي والتجاري بين الدول العربية، والتي تمثل بداية جيدة لتحقيق هذا الهدف.
على سبيل المثال، تم إطلاق السوق العربية المشتركة في عام 2015 بعد أكثر من 20 عامًا من المفاوضات والتحضيرات، وهى خطوة مهمة نحو تعزيز التجارة والتكامل الاقتصادى بين الدول العربية. وتتضمن المراحل الأولى من تفعيل السوق العربية المشتركة التركيز على البنية التحتية والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية والتجارة الحرة بين الدول العربية.
وعلاوة على ذلك، تم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة العربية في مارس 2021، والتي تعد خطوة أخرى هامة نحو تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التجارة والاستثمار وتسهيل حركة البضائع والخدمات بين الدول العربية.
إذا تم تنفيذ هذه الخطوات بشكل صحيح وتحقيق التعاون الفعال بين الدول العربية، فإنه يمكن أن يتم تفعيل السوق العربية المشتركة عن قريب وتعزيز التجارة والاقتصاد فى المنطقة.