يؤمن الإسلام بحقوق الإنسان ويعتبر حفظ حقوق الإنسان من أهم الأسس التي يقوم عليها الدين الإسلامي. فالإسلام يؤمن بأن كل البشر متساوون في الكرامة والحقوق، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو اللون أو الدين.
وتؤكد الشريعة الإسلامية على حقوق الإنسان من خلال العديد من الأحكام والتشريعات، التي تشمل حقوق الحرية الشخصية والدينية وحقوق الحياة والأمن والحماية والعدالة والمساواة والخصوصية وغيرها. كما يحرص الإسلام على تأمين حقوق الأقليات والمحتاجين والمستضعفين في المجتمع.
وعلى الرغم من أن الإسلام يؤمن بحقوق الإنسان، إلا أن هناك بعض التحديات والصعوبات التي تواجهه في تطبيقها في الواقع، ويعزى ذلك في بعض الأحيان إلى انحراف البعض عن المبادئ الإسلامية الأصيلة، أو بسبب الفساد والظلم الذي ينتشر في المجتمعات.
وبشكل عام، فإن الإسلام يعتبر ديناً إنسانياً يؤمن بحقوق الإنسان ويحرص على تأمينها، ويعتمد على مبادئ التسامح والعدالة والمساواة في التعامل مع جميع أفراد المجتمع.
وفي هذا الصدد كتب المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي مقالا بعنوان حقوق المراءة في القرآن سبقت المعاهدات الدولية بـ 1300 عام على الأقل وهو ما دفعنا الي التحاور مع المحامي الحقوقي احمد فوقي رئيس مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الانسان عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة للتعرف أكثر علي مفهوم المواثيق الدولية وعلاقتها بآيات القرآن الكريم
أستاذ احمد فوقي
- يقول المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي ان مواثيق حقوق الانسان منبثقة بالأساس من القرآن الكريم
هذا موضوع يثير جدلاً بين العلماء والمفكرين، فليس هناك اتفاق حتى الآن حول ما إذا كانت مواثيق حقوق الإنسان قد انبثقت بالأساس من القرآن الكريم أم لا. ويعود ذلك جزئياً إلى التفسيرات المتعددة للقرآن وتعدد الأساليب والطرق التي يمكن من خلالها فهمه ، ومع ذلك، فإن هناك بعض الآيات في القرآن الكريم التي يمكن فهمها على أنها تشجع على احترام حقوق الإنسان، مثل آية “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ” (الإسراء: 70)، وآية “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” (المائدة: 32)، وغيرها من الآيات.
ومن الجدير بالذكر أن مواثيق حقوق الإنسان الحديثة تأسست على أسس فلسفية وقانونية واجتماعية محددة، وهي نتاج جهود المجتمع الدولي والحركات النضالية لتعزيز العدالة وحماية حقوق الإنسان. ويمكن القول إن هذه المواثيق تعبر عن قيم ومبادئ تتجاوز حدود الدين واللغة والثقافة والتاريخ، وتسعى لتعزيز حقوق الإنسان وكرامته، وتحقيق العدالة والمساواة بين البشر.
- هل تتفق ام تختلف مع رؤية المفكر العربي علي الشرفاء حول فكرة ارجاع مواثيق حقوق الانسان الي القرآن.
أنا لا أتفق ولا أختلف مع أي رؤية أو اعتقاد شخصي، بل أعرض المعلومات والحقائق المتعلقة بالموضوع المطروح. ومثلما ذكرت سابقًا، فإن موضوع ارتباط مواثيق حقوق الإنسان بالقرآن الكريم يشكل جدلاً في الأوساط العلمية والفكرية، ولا يوجد اتفاق بين العلماء حول هذه القضية. ومن المهم أن يتم إجراء مناقشات وحوارات بناءة حول هذا الموضوع لتعزيز التفاهم والتعايش السلمي بين مختلف المجتمعات والثقافات
- قلت ان هناك آيات قرآنية تشير الي حقوق الانسان فلماذا يتهم الغرب الاسلام بالتحيز والعنف
على الرغم من أن القرآن الكريم يحتوي على بعض الآيات التي تشجع على احترام حقوق الإنسان، إلا أن هذا لا يمنع أن يتم ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في بعض الدول الإسلامية، كما يحدث في بعض الدول الأخرى في العالم، ومن المهم الاعتراف بوجود هذه الانتهاكات والعمل على معالجتها، بدلاً من إنكارها أو تبريرها.
بالنسبة لاتهام الغرب للإسلام بالتحيز والعنف، فإن هذا الاتهام قد يعود جزئيًا إلى الصورة النمطية التي ترسمها بعض وسائل الإعلام والأفلام عن الإسلام والمسلمين، والتي تصورهم على أنهم متطرفون وعنيفون. ومع ذلك، فإن هذه الصورة غير صحيحة، وتتجاهل الكثير من المسلمين الذين يعيشون في سلام وتعايش مع مختلف الأديان والثقافات في جميع أنحاء العالم. وبالتالي، يجب عدم الانجرار وراء هذه الصورة النمطية والعمل على تعزيز التفاهم والحوار بين المختلفين.
- هل تشير اجابتك الي انه هناك مؤامرة علي الاسلام
لا، إجابتي لا تشير إلى وجود مؤامرة على الإسلام. بدلاً من ذلك، فإنها تؤكد على ضرورة عدم الانجرار وراء الصورة النمطية المغلوطة والتي قد تصور الإسلام والمسلمين على أنهم عنيفون ومتطرفون، والتي لا تعكس الحقيقة. ومن المهم العمل على تعزيز التفاهم والحوار بين المختلفين وتشجيع الحوار المتبادل والتعاون في مختلف المجالات لبناء عالم أكثر سلامًا واستقرارًا.
- هل تري ان هناك تعمد لعدم اظهار الآيات التي تشير الي حقوق الانسان في القراء لاستمرار الصاق الارهاب بالإسلام
لا، لا أرى وجود تعمد لعدم إظهار الآيات التي تشير إلى حقوق الإنسان في القرآن الكريم، ولا يمكن الجزم بأن الصراع ضد الإرهاب يرتبط فقط بالإسلام أو يتم استغلاله لصالح الأجندات السياسية أو الاجتماعية المعينة. فالإرهاب يشكل تهديداً خطيراً للإنسانية بشكل عام، ويمكن أن ينشأ عن أيديولوجيا أو معتقد أو حتى تيار سياسي أو ديني آخر غير الإسلام.
ومن الضروري أن نفصل بين الإسلام الحقيقي والإسلام المتطرف الذي يمارس العنف والإرهاب، وأن نعمل على تعزيز التعايش والتفاهم بين المختلفين وتنمية القيم الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وعندما نناقش مثل هذه القضايا، فمن الأفضل الاعتماد على مصادر موثوقة وشاملة وتجنب الانجرار وراء الأفكار المسبقة والتحيزات الجاهزة.
- أستاذ احمد قال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي قال في مقاله بعنوان حقوق المراءة في القرآن سبقت المعاهدات الدولية بـ 1300 عام ان القرآن اقر حقوق كثيرة للمرأة انبثقت منها عدد من المواثيق والمعاهدات الدولية
طبعا اتفق بكل تأكيد من الشرفاء ان القرآن الكريم اقر حقوق كبيرة للمراء ويمكن القول إن الإسلام يعتبر ديناً يهتم بحقوق الإنسان، ويحتوي القرآن الكريم والسنة النبوية على العديد من النصوص التي تؤكد ذلك. فالإسلام يؤمن بأن جميع البشر متساوون في الأهلية والكرامة، وأن لكل شخص حقوق وواجبات، وأن الاحترام والعدالة والإنصاف هي من أسس الدين الإسلامي.
ومن الجوانب التي يهتم بها الإسلام في حقوق الإنسان هي حقوق المرأة، حيث يعتبر الإسلام المرأة شريكاً للرجل في بناء المجتمع، ويحث على تحقيق العدل والمساواة بين الجنسين. كما يهتم الإسلام بحقوق الفقراء والمساكين والمهمشين في المجتمع، ويحث على التعاون والتكافل وتقاسم الثروات والموارد.
ومن الجدير بالذكر أن هناك تنوعاً في ممارسات الإسلام في مختلف الدول، وأن بعض الدول قد تنتهك حقوق الإنسان في اسم الإسلام أو ضمن نظام قانوني يستند إلى الدين، وهذا لا يعكس الإسلام بل يعكس تحديداً سوء استخدام الدين أو التعصب الديني. ولذلك، يجب النظر إلى الإسلام بشكل شامل ومتكامل وعدم الخلط بين ممارسات الدول وتعاليم الإسلام الحقيقية.
بالفعل، يعتبر الإسلام من الديانات التي اهتمت بحقوق المرأة، حيث جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من التشريعات والأحكام والنصائح التي تؤكد حقوق المرأة وتحث على احترامها وتقديرها.
من الحقوق التي أقرها الإسلام للمرأة: حقها في التعليم والعمل والميراث والتملك، وحقها في الحياة الزوجية السعيدة والحماية من العنف والإيذاء والاستغلال، وحقها في الحفاظ على صحتها ونفسيتها وحقها في العدل والمساواة.
ومن الأمثلة على تفاني الإسلام في حماية حقوق المرأة، أنه كرم المرأة بمنحها حق الطلاق في حالة عدم الرضا ومنحها حق التزوج بمن تشاء وعدم فرض الزواج عليها، وحث على التعاون والتعاطف والتفاهم بين الزوجين والاهتمام برعاية الأطفال وتربيتهم بشكل سليم.
ولكن يجب الاشارة إلى أنه قد يحدث انحرافات في التطبيق العملي للأحكام الإسلامية، وبالتالي يمكن أن تحدث بعض الظلم والتمييز ضد المرأة في بعض المجتمعات التي تعتمد الإسلام كمصدر للتشريعات. لذلك، يجب الاستمرار في نقاش وتعزيز حقوق المرأة والتوعية بأن تعاليم الإسلام الحقيقية تحترم وتقدر المرأة وتؤكد على مساواتها مع الرجل.