الإسلام دين يحترم حقوق المرأة ويسعى إلى تعزيزها وحمايتها، وهذا ما يظهر من خلال العديد من الأحكام والتوجيهات الشرعية التى تتعلق بحقوق المرأة، ومن بين هذه الحقوق يضمن الإسلام حق المرأة فى الحياة والحرية الشخصية، ويحظر على أى شخص أن يسيء لها أو يؤذيها، كما يحث الإسلام على تعليم النساء والفتيات، ويضمن لهن الحق فى الحصول على التعليم والمعرفة، ويسعى الإسلام إلى توفير فرص العمل للنساء بما يتناسب مع قدراتهن ومواهبهن، ويحميهن من التمييز والاستغلال فى سوق العمل.
كما يحمى الإسلام حقوق المرأة فى الزواج والطلاق والحضانة والنفقة والميراث، ويضمن لها مكانة مرموقة فى المجتمع.
على الرغم من ذلك، فإن البعض يرى أن بعض الأحكام الشرعية قد يتعارض مع بعض حقوق المرأة، ولكن فى معظم الأحيان يمكن التوفيق بين الأحكام الشرعية وحقوق المرأة بما يتناسب مع ظروف العصر والمجتمع. ومن الأهمية بمكان أن يتم تطبيق تلك الأحكام الشرعية بشكل صحيح وفى سياقها الصحيح.
وحول هذا الموضوع تحاور موقع ” رسالة السلام ” مع المحامى محمد يوسف الحقوقى والمهتم بقضايا المرأة
- ما رائيك فى الأثار المترتبة على الطلاق الشفهى؟
الطلاق الشفهي هو أسلوب غير رسمي لإنهاء الزواج، وغالبًا ما يكون بدون شهادة رسمية أو توثيق. ومن الممكن أن يؤدي إلى العديد من الأثار المترتبة على الأزواج والعائلات المتأثرة.
ومن بين الآثار السلبية المحتملة للطلاق الشفوي هي الخلافات القانونية حول حقوق الأبناء، والدعوى القضائية لإثبات صحة الطلاق وحقوق الزوج في حصة الثروة الزوجية والدعم المالي للأبناء. كما أن الطلاق الشفهي يمكن أن يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر النفسي للزوجين والأطفال، وقد يتسبب في انعدام الثقة بين الزوجين.
وفي هذا الاطار فإن الطلاق الشفوي لا ينصح به، حيث أنه يعرض الأزواج والأطفال للعديد من المشاكل والأضرار. ينبغي على الأزواج الذين يفكرون في الانفصال البحث عن المساعدة القانونية المناسبة لضمان أن تتم إجراءات الطلاق بشكل صحيح ويتم احترام حقوق الجميع.
- يقول المفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادى أن الطلاق الشفهى لا ينتمى للإسلام، معتمدا على آيات القرآن الكريم، ويرى أن الطلاق من طرف الرجل فقط إنتقاص من حق المرأة .. ما تعليقك ؟
- الطلاق الشفهى موضوعًا مثيرًا للجدل بين العلماء والمفسرين المسلمين، ولكن بشكل عام فإن الطلاق الشفوي لا يعتبر طريقة شرعية لإنهاء الزواج في الإسلام. وقد أجمعت العديد من المدارس الفقهية الإسلامية على أن الطلاق يجب أن يتم بشكل صحيح وفقًا للشروط والأحكام الشرعية المحددة، ويتضمن الإخطار الرسمي للزوجة وتسجيل الطلاق في المحكمة.
وبالنسبة لقضية الطلاق من طرف الرجل فقط، فإنه يمكن للمرأة أيضًا طلب الطلاق في بعض الحالات المحددة في الشريعة الإسلامية، وذلك بعد إثبات الضرر أو الإيذاء الذي تعانيه المرأة في الزواج.
ويجب أن يتم التعامل مع قضايا الطلاق وفقًا للأحكام الشرعية والقانونية المعمول بها في كل بلد، وينبغي على الأزواج أن يلتزموا بمسارات الطلاق الرسمية والشرعية المعتمدة لتجنب العديد من المشاكل والأضرار المحتملة.
- مؤخرا عدد من رجال الدين المحترمين وبعض الساسة والحقوقيين، يطالبون أن يكون الطلاق موثقا مثل الزواج تماما، منعا للعبث بهذا العقد المقدس والتلاعب بمصير النساء كيف تري ذلك
توثيق الطلاق هو خطوة هامة ومهمة في حماية حقوق الأزواج وخاصة حقوق النساء في المجتمع. ففي العديد من الثقافات، يمكن للرجل إصدار قرار الطلاق دون إخطار الزوجة أو الحصول على موافقتها، وهذا يمثل انتهاكًا لحقوق المرأة ويجعلها عرضة للظلم والاستغلال.
وبالنسبة لموضوع توثيق الطلاق، فهو موضوع مثير للجدل بين العلماء والمفسرين المسلمين، ولكن في العديد من الدول الإسلامية، يتطلب الطلاق التسجيل في المحكمة أو الإخطار الرسمي للزوجة، وهذا يحمي حقوق المرأة ويضمن أن يتم الطلاق بشكل شرعي وقانوني.
ومن المهم أن يعمل المجتمع بشكل أوسع على تعزيز ثقافة التوثيق والإعلان عن الطلاق والزواج بشكل رسمي وشفاف، وذلك للمساعدة في حماية حقوق الأزواج وتجنب الاستغلال والظلم. وعلى الحكومات والمؤسسات القانونية أن تعمل على توفير الإجراءات اللازمة لتوثيق الطلاق والزواج بشكل فعال وسهل للجميع.
واحب ان اشير في هذا السياق الي قيام بعض من رجال الدين والمهتمين بقضاياي الطلاق برفع دعوى قضائية أمام مجلس الدولة منذ فترة طويلة، بما يعنى أن الأمر ليس خروجا عن الإسلام، ولكنه يقع في إطار تحقيق المصالح دون إهدار الثوابت.
- هل تري ان فتاوي وقوع الطلاق أدت علي إشكاليات كثيرة
نعم نحن نعاني كل يوم بكاء مستمر لزوجات فى دوائر الشك، وينتظرن فتوى عادلة تحقق اليقين والطمأنينة فى تقرير المصير، دون المساس بما شرعه المولى عز وجل، ودون الانصياع لمتشددين لا يؤمنون بحق المرأة فى الحياة الكريمة.
واعتقد ان بعض الفتاوى هى بمثابة جرائم حقيقية ضد المرأة، مثل الذى يُفتى بإباحة نكاح الصغيرات، مع أن الأزمة فى مصر والعالم الإسلامى هى العنوسة، وليس شيخاً هرماً يبحث عن فتوى ليتزوج بفتاة صغيرة قد تكون في سن أحفاده، فتكون نهايته الطبيعية على يدها، وهذا النوع من الفتاوى يسيء تفسير الآيات والأحاديث، وينسب ذلك للإسلام والإسلام بريء منه إلى يوم الدين.
- وكيف تري هذه النوعية من الفتاوي
هذه النوعية من الآراء البعيدة عن صحيح الدين تفسد أى دعوة لتجديد الخطاب الدينى دون المساس بجوهر النص، وتساعد فى استمرار الفوضى والعشوائية وإحكام السيطرة على ضمائر الناس، ولا يجدى أن تقول لهم إن أحداً لا يمكن أن يزايد على تمسك المصريين بدينهم ، فأشيعوا بين الناس الرحمة والعدل ومكارم الأخلاق، وأكرموا نساءنا يكرمكم الله.
- يقول المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي ان الله كرم المراءة وعدد من تلك الفتاوي تقلل من قيمتها التي أعطاها لها الاسلام
اتفق مع الشرفاء فما يقوله هي حقائق راسخة فالإسلام كرّم المرأة أعظم تكريم، ويصون كرامتها ويرفع شأنها ويحفظ حقوقها، ويسمو بدينها وعلمها وعقلها وفكرها، ورغم ذلك فإن بعض الأدعياء يحطون من قدرها، ويتعمدون إهانتها والتقليل من شأنها، وتقتصر آراؤهم وفتاواهم على جسدها دون عقلها.