قال الكاتب والمدون الاليكتروني اليمني “عبد الولي عطيف” أن في مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء “القرآن يتحدى المشككين ويصمد أمام المؤامرات”، نجد دعوة واضحة وصريحة للعودة إلى كتاب الله كمرجع وحيد في التشريع والهداية.
أضاف انه يتوجب على المسلمين أن يعتمدوا على القرآن الكريم حصراً، دون اللجوء إلى أي كتب أخرى، لأن الله أمر باتباع كتابه ونهى عن اتباع غيره من الكتب.
وأوضح أن أي كلام في الدين لا يستند إلى القرآن الكريم هو كلام ظني، والظن لا يغني من الحق شيئاً. ومن هذا المنطلق، فإن كل ما يخالف العقل والعلم ليس من الدين، لأن الدين هو فطرة الله التي فطر الناس عليها، والفطرة السليمة ترفض كل ما يخالف العقل السليم والعلم الصحيح.
واكد عطيف انه علاوة على ما سبق، فإن أي كلام يخالف كتاب الله أو ينسخ آياته وأحكامه فهو من دين الشيطان الذي يرتضيه لعباد الله، وهذا لا يخفى على عاقل، حتى لو ألبس هذا الكلام حلل القداسة المزيفة، ومهما زينت وزخرفت تلك الحلل.
واشار الى أن الدين هو الفطرة، والفطرة السليمة ترفض كل ما يخالف العقل السليم، وخاصة إذا كان العبد يستنير بنبراس القرآن ولا يتخذه ظهريًا، “كمثل الحمار يحمل أسفارًا”، إذا استنار المسلم بنور القرآن الكريم، فسيكشف له أي لبس بخصوص الدين والتدين بإذن الله، مؤكدا أن هذا النص يشير إلى أن جوهر الدين هو العمل الصالح والالتزام بالقيم والأخلاق، وليس فقط أداء الشعائر الدينية.
وأضاف عطيف ان أول ما يتبادر إلى أذهان التراثيين من كل دين، وخاصة ممن يزعمون أنهم من ذرية إبراهيم، أن دلالة التقوى مقتصرة في حسن أداء الشعائر الإيمانية التي هي صلة أو صلاة فردية إيمانية عمودية بينك وبين رب العالمين، ولو أنهم رتلوا كافة كلمات التقوى، لوجدوا أن أفضل أنواع التقوى تكون في حسن إقامة الصلاة أو الصلة الإنسانية الكونية الأفقية بينك وبين كافة عباد الله الصالحين والمسالمين.
كما أكد عطيف إن التمييز بين الصلاة الشعيرة الإيمانية والصلاة الكونية الإنسانية يمكن من خلال سياق الآيات والموضوع الذي يتعلق بالغاية من الصلاة، فلا يعقل أن الله يتوعد من يهمل ويقصر في أداء الصلاة الحركية بالويل والجحيم، ولكن إذا ما أهمل وقصر في إقامة الصلاة الكونية الإنسانية، فإن الله غفور رحيم.
وأشار الى انه عندما توعد الله المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون، بيّن ما هي صفات الساهون وعن أي صلاة هم ساهون، لو كان المقصود أنهم يسهون عن أداء صلاتهم الحركية، فليس بالضرورة أن يدعون اليتيم ويمنعون المعونة الإنسانية عن المنكوبين ولا يتصدقون على الفقراء والمحرومين ولا يحضون على طعام المسكين، أي أن الله توعد المصلين الذين يسهون عن إقامة صلاتهم الكونية الإنسانية، وليس الذين يسهون عن صلاتهم الحركية، وكثير ممن يصلون الصلاة الحركية هم مراءون لأنهم تنطبق عليهم صفات الساهون عن الصلاة الإنسانية، وهذا الوصف ينطبق على كافة الأديان والملل الدينية التي تعتبر أن الشعائر الإيمانية هي الغاية من عبادة الله وأنها هي عماد الدين.
واكد عطيف ان تلك المنظومة القيمية هي مقومات صلب الدين الذي فطر الله الناس عليه أجمعين، كما جاء في قوله تعالى: “فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون”، الله فطر الناس على العمل الصالح وفعل الخيرات والالتزام بالقيم والأخلاق، وليس على أداء الشعائر الإيمانية فقط، من هنا، يجب علينا أن ندرك أن عبادة الله الحقيقية تكمن في حسن إقامة الصلاة الكونية الإنسانية، التي قوامها العمل الصالح والالتزام بالقيم والأخلاق وتطبيق وصايا الصراط المستقيم.
في الختام، أكد عطيف إن العودة إلى القرآن الكريم كمرجع أساسي ووحيد في التشريع والهداية هي السبيل الوحيد لضمان وحدة الأمة الإسلامية وتوجيهها نحو الطريق الصحيح، بعيدًا عن الفتن والضلالات التي أوقعتها فيها الروايات والأحاديث المكذوبة، فالقرآن الكريم هو النموذج المثالي الذي يجب أن يُرجع إليه كمصدر وحيد للتشريع، ويجب علينا جميعًا الالتزام بتعاليمه ورفض كل ما يتعارض معه لضمان البقاء على الصراط المستقيم الذي رسمه الله لنا.