في ظل استمرار القضية الفلسطينية على مدار عقود طويلة دون تحقيق الهدف المنشود بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، قدم المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي مقترحاً استراتيجياً يهدف إلى توحيد الصف الفلسطيني وتعزيز الدعم العربي والدولي لتحقيق هذا الحلم.
يتناول المقترح نقاطاً رئيسية تشمل تشكيل حكومة مؤقتة، والاعتراف العربي والدولي بها، وتشكيل لجنة عربية للتواصل مع القوى الكبرى.
د. أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية الفلسطينى قال إن مقترح المفكر علي الشرفاء يحمل رؤية شاملة وقابلة للتنفيذ، إذا ما توفرت الإرادة السياسية اللازمة، مؤكدا على أهمية الوحدة الفلسطينية وتقديم المصلحة الوطنية على أى مصالح فئوية أو حزبية.
وشدد الرقب على أن دعم الجامعة العربية والمجتمع الدولي سيكون حاسماً في تنفيذ هذا المقترح، مشيرا إلى أن الوحدة الفلسطينية تواجه تحديات كبيرة تتمثل في الانقسامات السياسية والخلافات الأيديولوجية بين الفصائل المختلفة.
أضاف الرقب إن تشكيل حكومة مؤقتة تشمل جميع الأطياف الفلسطينية ليس بالأمر السهل ويتطلب تنازلات متبادلة وتفهمًا عميقًا للمصلحة الوطنية العليا، ويجب أن يكون هناك إدراك جماعي بأن التفرقة والانقسام لن يؤدي إلا إلى إضعاف الموقف الفلسطيني أمام المجتمع الدولي وإسرائيل.
وتابع ” إن تحقيق الوحدة يتطلب حوارًا مستمرًا وتواصلًا فعالًا بين جميع الفصائل، مع التركيز على الأهداف المشتركة وتقديم المصلحة العامة على المصالح الخاصة، إن تجاوز هذه التحديات يتطلب قيادة قوية وحكيمة قادرة على توحيد الصفوف وتوجيه الجهود نحو تحقيق الحلم الفلسطيني”.
يرى الرقب أن نجاح هذه المبادرة يعتمد على التعاون الجاد بين جميع الأطراف المعنية، مؤكدا أن توحيد الصف الفلسطيني والدعم العربي والدولي يمكن أن يشكل نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية.
وشدد الرقب على أن السلام على فلسطين لن يتحقق إلا من خلال وحدة الصف الفلسطيني وتضامن الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة، مؤكد أن المجتمع الدولي يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة، معتبرا أن الدعم الدولي ليس مجرد دعم مالي أو سياسي، بل يمتد ليشمل الضمانات الأمنية والالتزام بتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
أضاف، يجب على الدول العربية استثمار علاقاتها الدولية للحصول على دعم أوسع من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الصين، وروسيا، هذه الدول لها تأثير كبير على إسرائيل ويمكنها الضغط عليها للالتزام بالاتفاقات الدولية والاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. أشار إلى أن التعاون الدولي وتكاتف الجهود الدبلوماسية يمكن أن يخلق بيئة دولية داعمة تسهم بشكل فعال في تحقيق الحلم الفلسطيني وتثبيت حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه.
كما اكد الرقب أن نجاح هذا المقترح يعتمد بشكل كبير على وجود إرادة سياسية قوية من جميع الأطراف المعنية، ولا يمكن أن يتم تنفيذ أي خطة دون التزام حقيقي وإصرار على تحقيق الهدف، إن غياب الإرادة السياسية كان سبباً رئيسياً في تأخير حل القضية الفلسطينية لعقود طويلة، لذا فإن أي مبادرة حالية تحتاج إلى دعم كامل من القيادة الفلسطينية والدول العربية على حد سواء.
وأشار الرقب الى انه من المهم أن يكون هناك دعم ملموس من الدول العربية والمجتمع الدولي لتحقيق هذا المقترح، ويجب على الدول العربية أن تأخذ زمام المبادرة وتعمل بجدية على دعم الحكومة الفلسطينية المؤقتة في جميع المحافل الدولية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الحصول على ضمانات من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيكون ضرورياً لضمان التزام إسرائيل بالاتفاقات المقترحة.
وأوضح الرقب أن التواصل الفعال مع جميع الأطراف الفلسطينية، بما في ذلك الفصائل المختلفة، سيكون حاسماً لضمان نجاح هذا المقترح، ويجب أن تكون هناك جهودا متواصلة لتوحيد الرؤية الفلسطينية والعمل على تحقيق المصالح الوطنية العليا، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم التواصل بفعالية مع القوى الكبرى والمجتمع الدولي لضمان دعم واسع وشامل لقيام الدولة الفلسطينية.
وقال الرقب يجب أن يكون هناك تركيز على تحقيق الهدف الأسمى وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وأمان بجانب دول الجوار، مؤكدا أن مقترح الشرفاء يقدم إطاراً عملياً لتحقيق هذا الهدف، ولكن الأمر يتطلب تضافر الجهود والإرادة السياسية الحقيقية من الجميع.