‘‘ و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ‘‘
‘‘ و لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة و ساء سبيلا ‘‘
‘‘ و لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ‘‘
‘‘ لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ‘‘
‘‘ لا تقربوا الصلوة و أنتم سكارى … و لا جنبا …. حتى تغتسلوا ‘‘
.
جميع الآيات التي جاءت بلفظ لا تقربوا ، النهي عن القرب و ليس الاقتراب
القرب ليس مكاني و لكن قرب معنوي و استعداد نفسي و حضور النية المسبقة لفعل امر محدد .
فقد تقترب من أية امرأة و لكن لا تحمل تجاهها أية نوايا سيئة و لا مشاعر شهوانية
و قد تقترب من مال اليتيم لكي تتأكد و تطمئن لوجوده و لكن لا تضمر أية نوايا سيئة نحوه
و قد تقترب من المسجد و يمكن أن تدخل فيه عابر سبيل و لكن ليس بنية الصلوة
و كذلك النهي جاء بعدم القرب من الشجرة و ليس الاقتراب منها ، و آدم و زوجه أكلا من الشجرة و في آية أخرى ذاقا الشجرة ، و هل تؤكل أو يذاق الشجرة أم يؤكل و يذاق ثمارها .
.
و قد جاء فعل المحرمات بمعنى‘‘ الطعام ‘‘ في الآية التالية :
‘‘ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ …… الآية ‘‘
فلو كانت الشجرة المنهي عنها كانت في متناول اليد و هي شجرة نباتية حسب التفاسير المأخوذة من الإسرائيليات لجاء الأمر بالصيغة التالية :
لا تقتربا من الشجرة ….. و لا تأكلا من ثمارها .
.
و لو أن الشجرة نباتية و أكل آدم من ثمارها فما هذا الذنب العظيم حيث وصفه رب العالمين بالظلم ( و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) .
.
و حسب الموروث فإن آدم لم يكن يعرف معنى الظلم ، و من سيظلم اذا كان هو و حواء بمفردهما في الجنة ، أما حسب القراءة العلمية و الموضوعية التي توافق المكتشفات الآركيولوجية أن البشر مر عليهم ملايين السنين حتى تطوروا و وصلوا إلى مرحلة الإنسان العاقل ( الجنس الآدمي ) الذي اصطفاه الله على البشرية .
.
إذن الظلم الذي ارتكبه الجنس الآدمي و زوجه من البشر الذي يقوم آدم على أنسنتنهم و يقودهم في مسيرة التطور التاريخية ، هو أنهما أكلا من شجرة العلاقات الجنسية التي نهى عنها الله .
.
و ماهية الأكل هو أنهما قاما بالتزاوج مع أعراق بشرية لم تتطور بعد و لم ترقى في سلم الحضارة الإنسانية .
.
و نحن لغاية هذا اليوم ينصحك أهلك او أصدقاؤك أو من يهمه مصلحتك بأن لا تتزاوج مع أناس من البلد الفلاني او القبيلة الفلانية لأنهم لا يوجد عندهم جذور حضارية و أقرب للبشر المتوحشين و لبسو آدميين و متحضرين .
.
ففي هذه الحالة ان تزوجت منهم فستظلم نفسك و أولادك و قد يأخذون من هذه القبيلة صفات الزيتون القوية ، بينما يفترض أن يكون صفات نسل آدم أقرب إلى صفات التين .
ثمرة التين طيبة و تؤكل مباشرة و سهلة الهضم و محتوياتها متجانسة و منتظمة و لو جفت تبقى مفيدة و تؤكل مباشرة و ليست كما ثمرة الزيتون .
بينما ثمرة الزيتون قوية جدا و لا يمكن أن تعطيك فائدة الا بعد معالجة و عصر الثمار بقوة ، اي يمكن التزاوج مع بشر من فصيل الزيتون و لكن يجب أن يمر عليهم طور سنين لكي يصبح البلد أمين .
و طور سنين هو عدة أحقاب من السنين يجب أن تمضي على البشر من فصيل الزبتون حتى يتطوروا بإشراف التين حتى يصبح البلد أمين أي متحضرين و ليسوا بشر متوحشين .
و البلد مثل الجسد اي المجتمع البشري عندما يتطور و يرتقي بالقيم الإنسانية يصبح المجتمع خاضع إلى قوانين مدنية و حضارية فيصبح البلد أمين .
– لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم :
التقويم هنا ليس قوام الجسد بل التقويم الزمني للحقب التاريخية التي مرت بها البشرية حتى أصبحت تعرف معاني الحق و الخير و الجمال و العدالة الاجتماعية .
– ثم رددناه أسفل سافلين :
و من لم يتطور و لم يرتقي ( قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها) و لم يؤمنوا بالله و لم يحترموا السنن والقوانين الربانية فأولئك يردهم الله إلى أسفل سافلين ، أما الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون .
هكذا تنسجم الآيات بعد ترتيلها حسب المواضيع و تصبح ذات معنى مفهوم و متماسك و قريب من الدراسات العلمية لتاريخ مسيرة تطور البشرية .
هذا هو معنى الشجرة المنهي عنها في قصة آدم و دلالتها ليست مادية و إنما معنوية .
و الله أعلى و أعلم و للحديث بقية .