أشاد الباحث المغربي محمود اوباشا بمقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “هل العالم جاهز لسماع الرسالة؟”، قائلا أن المقال يحمل الكثير من الأفكار العميقة التي تدعو للتفكر والتدبر في النصوص الدينية. وشدد على أهمية العودة إلى القرآن كمنهج شامل وأبدي، ويؤكد أن الحوار بين الأديان والثقافات يجب أن يكون مستنداً إلى الفهم الصحيح والمتوازن للنصوص الدينية. ويرى أن هذا الفهم العميق يمكن أن يكون مفتاحاً لتحقيق السلام والاستقرار في العالم، داعياً الجميع إلى التمسك بالقيم الروحية والأخلاقية التي يقدمها القرآن.
يعبر الباحث المغربي محمود أوباشا عن إعجابه بمقال الشرفاء، مشيداً بتحليله العميق واستنارته. ويرى أوباشا أن الشرفاء نجح في إبراز أهمية الفهم الشامل للرسالة القرآنية ودورها في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة لتحقيق التفاهم والسلام العالمي.
وركز أوباشا على أهمية التفريق بين مصطلحي “الرسول” و”النبي”، حيث يشير إلى أن كل رسول نبي، لكن ليس كل نبي رسولاً، موضحا أن النبوة تمثل صفات أخلاقية عالية من الصفاء والنقاء والطهارة، وهي مثل “الهاردوير” في الكمبيوتر، فيما الرسالة هي “السوفت وير” أو البرامج التي يتم تشغيلها، فالنبوة تمثل النقاء الداخلي والصفات الإنسانية، بينما الرسالة هي المنهج الذي ينزل من الله ليكون دليلاً للناس. يضيف أن كل إنسان يمكن أن يمتلك بعض صفات النبوة، لكن النبوة الكاملة لا يصل إليها إلا الأنبياء.
يستعرض أوباشا الفرق بين صفات “رسول الله محمد” و”نبي الله محمد” و”محمد الرجل العادي”، مؤكداً أن مصطلح “الرسول” في القرآن لا يشير إلى الشخص بحد ذاته، بل إلى الرسالة التي يحملها. يشير إلى أن الأوامر بالطاعة في القرآن جاءت مرتبطة بصفة الرسول وليس بصفة النبي، مما يؤكد أن الطاعة هنا هي للمنهج القرآني وليس للشخص نفسه. ويضرب مثالاً من القرآن حيث يقول: “أطيعوا الله وأطيعوا الرسول” وليس “أطيعوا النبي”، مما يعكس أن الرسالة هي محور الطاعة وليست الشخصية.
يناقش أوباشا أيضاً مفهوم النبوة كتمثيل عملي للرسالة الإلهية، موضحاً أن النبوة تعني التطبيق العملي للقيم الدينية والتمسك بالمنهج الإلهي. يشير إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، رغم كونه نبياً ورسولاً، كان إنساناً يخطيء ويصيب، كما في حادثة تحريم النبي ما أحل الله له، وهو ما يعزز فكرة أن النبوة ليست معصومة بل هي محاولة الالتزام بالمنهج الإلهي. ويضيف أن صفة النبي تنتهي بوفاته، بينما تبقى الرسالة خالدة لأنها تحمل منهج الله وتعاليمه.
يؤكد أوباشا أن الرسالة القرآنية لا تموت، وأنها تبقى صالحة لكل زمان ومكان، مشيراً إلى أن القرآن هو المنهج الشامل الذي يجب أن يتمسك به المسلمون. يضيف أن الله يرسل رسله عبر الزمان والمكان ليكونوا هادين للناس إلى الطريق المستقيم، سواء كانوا من البشر أو حتى من الملائكة. ويستشهد بالآيات التي تتحدث عن إرسال الله للشياطين على الكافرين لتأزهم أزاً، موضحاً أن الرسالة هنا هي التحذير من الابتعاد عن طريق الله.
يشدد أوباشا على أهمية العودة إلى القرآن الكريم كمرجع أساسي للفهم والتوجيه في جميع مناحي الحياة. ويوضح أن القرآن ليس مجرد كتاب ديني، بل هو منهج شامل يعالج القضايا الأخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويقدم حلولاً لمشكلات العصر. يؤكد أن العودة إلى القرآن تعني العودة إلى القيم الأصيلة التي تشدد على العدالة والمساواة والتسامح، وهي قيم تحتاجها البشرية اليوم أكثر من أي وقت مضى.
يؤكد أوباشا أن الفهم العميق للقرآن يساعد في التصدي للتحديات المعاصرة، مثل التطرف والتعصب الديني. يشير إلى أن القرآن يدعو إلى الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة، ويحث على احترام الآخرين بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية والثقافية. ويضيف أن القرآن يمكن أن يكون أساساً لبناء مجتمع عالمي أكثر عدالة وسلاماً، إذا تم تفسيره وفهمه بالشكل الصحيح.
في الختام، يلفت أوباشا الانتباه إلى أن الابتعاد عن القرآن وعدم الاستفادة من تعاليمه قد أدى إلى الكثير من الفوضى والاضطرابات في العالم الإسلامي، مشددا على أن العودة إلى القرآن ليست مجرد مسألة دينية، بل هي ضرورة اجتماعية وسياسية لضمان الاستقرار والتنمية. ويدعو أوباشا المسلمين وغير المسلمين على حد سواء إلى دراسة القرآن والتفكر في معانيه، مؤمناً بأن هذا الكتاب السماوي يحتوي على الحكمة التي يمكن أن تقود البشرية نحو مستقبل أفضل وأكثر سلاماً.