يعتبر كتاب «من أسرار القرآن» من الكتب الدينية الفلسفية التي تتناول العديد من القضايا التي تهم البشر ضمن أوقات وأزمان مختلفة، حيث ذكر فيه الكاتب الدكتور مصطفى محمود، المغزى من خلق الحشرات والحيوانات، وأهمية الزمان وكيف ينظر الله تعالى لهذا الشيء، وكيف ينظر أتباع الديانة اليهودية إلى باقي البشر من أتباع الديانات السماوية والأرضية الأخرى، كما يتناول مسألة أهمية القرآن الكريم في حياة البشر من خلال الأحداث والقصص والتي ذكرتها سورة وآياته، وأيضا يتحدث فيه مصطفى محمود عن الحدود التي تطبق في الشريعة الإسلامية وغيرها العديد من المواضيع ذات الأهمية الكبيرة في حياة الناس.
يتناول الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب العديد من القضايا والمواضيع التي ذكرها القرآن الكريم في متن آياته وسوره وأيضا العديد من القضايا الدنيوية، حيث يقوم بتوضيح وتفسير وتحليل الهدف والمغزى من هذه الموضوعات التي تم التطرق لها في هذا الكتاب السماوي المقدس، فيؤكد أن القرآن الكريم هو كتاب لا يعتريه أي خلل أو نقص أو تناقض أو تحريف، فهو كتاب مُحكم حفظ من فوق سبع سماوات، فعدا عن أنه كتاب يناقش كثيرا من الموضوعات العقدية والدينية والدنيوية، فهو كتاب دائما ما يضع الحل المناسب لكل المشاكل التي قد يواجهها البشر.
وهو ما يتفق مع ما قاله المفكر العربي علي محمد الشرفاء في كتابه “الله انزل احسن الحديث” والذي أشار فيه الي ان المسلمون آمنوا بالإسلام وصدقوا بكتاب الله القرآن الذي تضمن رسالة الله للناس الدخول في دين الله الإسلام، ودستور الإسلام هو القرآن ولا شيء يضاف إليه أو ينقص منه، وإن حدث ذلك فقد اعتدى الإنسان على رسالة الله التي أنزلها على رسوله الكريم.
واكد الشرفاء في كتابه ان الله أوضح لنا في كتابه الذي يؤمن به المسلم وهو شرط لكل إنسان ليصح إسلامه في قول الله سبحانه: “اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ..” (الزمر: 23) وقال سبحانه مبطلًا كل الأحاديث والمقولات التي تسببت في التحريض على القتل بين المسلمين وسفك دماء الأبرياء وتفريق المسلمين إلى طوائف وشيعاً وأحزاباً ونشروا خطاب الكراهية وشجعوا العدوان لذلك قال الله سبحانه مخاطبًا رسوله عليه السلام بصيغة استنكارية حيث يقول له: «تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ» (الجاثية: 6). فإذا كان أحسن الحديث حديث الله، وأصدق الحديث حديث الله، وأصدق القول قول الله، ثم يذكر رسوله بصيغة استهجان من الناس كيف يتبعون أحاديثًا غير أحاديث الله في آياته التي تدعوهم للسلام والرحمة والحرية والعدل، وتحريم العدوان والابتعاد عن عبادة الأوثان سواءً من الحجر أو عبادة الإنسان عن طريق الأولياء.
وهنا في هذا الكتاب فإن الموضوعات التي يناقشها هي أولا لماذا خلق الله سبحانه وتعالى الحشرات والحيوانات، وهل لهذه المخلوقات من وظيفة تقوم بها على وجه البسيطة، وهنا يقوم محمود بالإجابة على هذا السؤال والعديد من الأسئلة التي توضح الهدف من خلق تلك المخلوقات، كما يتحدث الفصل الثاني من هذا الكتاب عن الزمان وسره في القرآن الكريم، حيث يوضح أنّ الزمان بالنسبة لله تعالى هو من الزمن الماضي، ولهذا نجد أنّ الله تعالى عندما يذكر الأحداث التي سوف تحصل في المستقبل كيوم القيامة مثلا نجده يستخدم صيغة الماضي في ذلك، ولهذا فإن كل الأحداث التي ستحصل في الزمن القادم يعلمها الله علم اليقين.
وأما الفصل الثالث من هذا الكتاب فيتناول الحديث عن مسألة التآمر على الأديان، وهذا طبعا من الجانب اليهودي وممن يؤمنون بالديانة اليهودية التي ترى نفسها وأتباعها هم خلفاء الله في الأرض وأنهم أفضل الخلق والبشر، والعديد من الموضوعات التي تجعل من أصحاب الديانة اليهودية ينظرون نظرة كره وحقد على أصحاب الديانات الأخرى وخصوصا أتباع الديانة الإسلامية، وهو ما يتفق تماما مع ما قاله المفكر العربي علي محمد الشرفاء في كتبه ومقالاته التي تحدثت عن دعوة “الفوضى” التي شجعتها، وخططت لها الولايات المتحدة بتسويق نظرية “الفوضى الخلاقة” بالتعاون مع إخوان الشياطين لإسقاط الانظمة في العالم العربي بهدف إقامة سلطة الشيطان “الإخوان” تنفيذاً لمآرب دُعاة الشيطان (إسرائيل)…..؟! والهدف من هذه المؤامرة هو إقامة دولة المحتل “من النيل الى الفرات” برعاية أمريكية، ليتحقق فيما بعد لأمريكان الاستيلاء على منابع البترول في العالم العربي، ويكون لهم السيطرة على احتكار الطاقة، ومن ثم يتحكمون في مقدرات العالم، وليس هذا فحسب، بل ويسيطرون على مقدرات الشعوب أيضاً، إنها الصفقة الشيطانية التي عُقدت بالغدر بين أمريكا وإسرائيل.
وأما الفصل الرابع فيتحدث عن علم النفس القرآني من خلال العلوم الكثيرة التي اطلعنا عليها القرآن الكريم من خلال سوره وآياته، وفي الفصل الخامس يطلعنا الكاتب على موضوع الشريعة متى وكيف، أي متى بدأ العمل بها وكيف تم تطبيقها في ظل الديانة الإسلامية.
ومن المواضيع التي تم التطرق إليها في هذا الكتاب مسألة المناجاة والتوسل في إشارة إلى مناجاة العبد ربه والتوسل إليه من أجل العفو والصفح عنه بسبب المعاصي التي يرتكبها طمعا في الغفران ودخول الجنة والابتعاد عن النار اللتان هما مصير كل البشر يوم القيامة، وأما آخر موضوع يطرحه الكتاب فهو الحدود في الإسلام كحد السرقة والزنا وأي حدود تمس الكبائر من الآثام والمحرمات، فحد السرقة هو قطع اليد والرجل من خلاف، وحد الزنا هو الرجم سواء للمحصن أو غير المحصن وغيرها من الحدود التي تستلزم العقاب الدنيوي قبل العقاب في يوم البعث، كما يتطرق الكتاب الحديث عن وجود التناقض في الحياة الدنيا وكيف أن هذا الأمر هو سُنّةٌ إلاهية، وغيرها العديد من الموضوعات التي تهم البشر بشكل عام.